فارس السلمان
مـدقق حـاذق كل من يعـتـقـد ان المـرحلة التي نعيشها أضحت مفصـلية لجهة إعادة صوغ العلاقة بين السلطتين الاشتراعية والتنفيذية.
تكرار ســيناريو الأزمــات ـ بغض الـنظر عن مضمونها وحيثـياتها ـ أوجد لدى الجميع، من دون استـثناء، ثقافة التـجربة التي أدت بدورها ـ أو هكذا يجب ـ الى ثقافات فـي التجارب، باعتبـار ان الفترة السابقة من عمرنا السـياسي كانت الأزمات في حال توالد وتفـريخ متـواصلين، وبالتالي قـادتنا الى ان نكتسب ثقافة تجربة.
سمـو رئيس الوزراء الشـيخ ناصر المحـمد بما يتصف به من نباهة نفس تعرف أدواتهـا جيدا تنبه باكرا لاسـتحقـاقات المرحلة، ما فـرض على القوى السياسية باختلافها ـ إسلامية وليبرالية ـ الترحيب والإشـادة بسمـوه باعـتبـاره «رجل المرحلة» الذي سيقود إعادة صوغ العمل السياسي الديموقراطي.
ورئيس مجلس الأمة جـاسم الخرافي لم يكن غائبا عن المرحلة واستحقـاقاتها، فحكمة الرئاسة وعـقلانيـتهـا المعهـودة التي لم ولن تغـيب عن الذاكـرة الكويتـية تفـردت بحـضـورها الحكيم حينما يراد لمبدأ «التريث في إجراء المشاورات» ان يتـحول الى «خـلاف دستـوري»، مؤكـدة أنه لا يوجد في مواد الدستـور ما يلزم رئيس الحكومة بمدة الأسبوعين.
وتؤكد المصادر المقربة من رجلي المرحلة للعلاقة الجديدة بين الحكومة والجلس ـ المحمد والخرافي ـ انهما يحرصـان على ان تطوى الملفات السابقة إيذانا بمرحلة تجب مـا قـبلهـا، وتشيـر المصـادر الى ان الاستـراتيجيـة الجديدة تهدف الى مناشـدة القوى السياسـية التي رحبت وأشادت بتكـليف المحمد ان تترجم قناعتها الى أفعـال من خلال مشاركتها أو من يمثلها في الحكومة الجديدة، مـضيفة: ان الحكومة الإصلاحية التي يرأسهـا رجل إصلاحي تستدعي ـ بالمنطق ـ ان تبـادر الكتل النيـابية للمـشاركـة في عضويتها، وذلك للوقوف عمليا على جدية الحكومة في طرق أبواب الإصـلاح بأيد نيابية تمثـل الشعب الكويتي.
الى ذلك، أعلن أمس عن قـيـام كـتلة إسـلاميـة «جـديدة» تضم في عضـويتـها 6 نواب هم:
خـالد العدوة، عبدالله عكاش، حـسين مزيد، د. ضيف الله بورميه، جابر المحيلبي ود. سعد الشريع.
واختـارت الكتلة النائب عـبدالله عكاش ناطـقا رسميـا باسمها الذي أكـد في بيان ان تشكيل الكتلة الجديدة لا يعني انفصالها عن الكتلة الإسلامية الأم، إنما هي جزء لا يتجزأ منها على غرار التجمع السلفي الشعبي والحركة الدستورية، وهو الأمر الذي أكده أيضا النائب خـالد العدوة، معـتبرا ان اتخـاذ القرار بتشكيل الكتلة الجديدة لا يفسد للود قضية.
من جـهتـه، قال النائب أحـمد باقـر ان هذا ليس مستغربا، لأن الكتلة الإسلامية الأم مكونة أصلا من 3 فئـات إسلاميـة، مؤكدا أنه لا مـانع ان تكون هناك مشاورات.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )