أول مرة سمعت بالعارض النفسي «متلازمة ستوكهولم «كانت في إحدى حلقات مسلسل «همس الأشباح» للنجمة الأميركية جينيفر لوف هيويت وكنت أعتقد أن ذلك العارض مجرد اختراع هوليودي آخر لزوم الحبكة الدرامية ولكن وعبر البحث في الانترنت وجدت أنه حقيقي وأن سبب تسميته تعود إلى العام 1973 بعد قيام مجموعة من اللصوص بالسطو على أحد بنوك ستوكهولم وقاموا باحتجاز عدد من موظفي البنك كرهائن لمدة 6 أيام وبعد تحريرهم قام الرهائن وبشكل مفاجئ بالتعاطف مع الخاطفين إلى درجة أن بعضهم قام بجمع التبرعات للدفاع عن اللصوص الخاطفين، وبعد تحليل ما حصل للرهائن وجدوا أنهم تعرضوا لضغوط وتوطدت علاقتهم بالخاطفين إنسانيا خلال فترة الاختطاف وفسر علماء النفس حالتهم بأن المخطوف قد يتعاطف مع الخاطف إذا بلغ به الخوف حدا يجعله يعتقد أنه لا أمان له سوى مع خاطفه حتى أنه يجد أدنى لفتة إنسانية من خاطفه بمثابة شيء كبير، واصطلح العلماء على تسمية أي تعاطف أو تعلق يبديه المخطوف تجاه خاطفه باسم «متلازمة ستوكهولم».
في الكويت أعتقد أن جزءا منا يعاني من هذه المتلازمة بشكل ما فنحن نعلم يقينا أن هناك أشخاصا اختطفوا ديموقراطيتنا وجيروها لصالحهم وأحالوها من غاية إلى وسيلة لخدمة أهدافهم لتحقيق أجندة شخصية ومع هذا نجد أن لكل خاطف من يتعاطف معه ويدعو له بل ويدعو إلى اتباع ملته رغم أنهم يعلمون يقينا أنهم يدافعون عن خاطفين وكأن متلازمة ستوكهولم تغلغلت في أرواحهم وغسلت أدمغتهم حتى أن شعارهم الدائم هو «لا يستقيم مشهدنا السياسي إلا بفلان» أو شعارهم الآخر الذي يرفع قبل كل تشكيل حكومي «لن تسير الأمور على ما يرام حتى يكون علان حاضرا» فأصبحنا نرى المشهد السياسي لا يكتمل إلا بحضور فلان أو فلان أو علان.
حتى ان فريق المطبلين وجوقة العازفين من فرق التشجيع التابعة للخاطفين يصورون وفي كل مرة أن البلد خلت من الكفاءات رغم أن بها ما يمكن أن نصدرهم للخارج، ولكنها السياسة، قاتل الله السياسة التي أصابتنا بمتلازمة ستوكهولم حتى غسلت أدمغة الكثيرين فأصبحوا لا يرون في هذه الديرة إلا صندوقا وقروضا و«شوية» مواد مدرسية على «جم» كاميرا.
ومن شخص أعتقد أنني تعالجت من تلك المتلازمة أقول لكم لو تغير مجلس الأمة بأكمله وجاءت حكومة جديدة وبنسبة تغيير 100% أقول لكم وبكل ثقة ستصبح الأمور أفضل أو على الأقل لن تصبح أكثر سوءا مما هي عليه الآن.
[email protected]