في تصريحه الأخير حول ظاهرة كثرة الاستجوابات قال النائب حسين مزيد إن السبب يعود لخلل في الحكومة التي لطالما أثبتت هذا الخلل والتقاعس في عدة مواضع، وهذا للأمانة حقيقة لا بد أن يسلط عليها الضوء، وهو تصريح يوافق الحقيقة بشكل كامل.
ففي السنوات الأخيرة والتي شهدت العديد من حالات الاحتقان السياسي التي قدم على إثرها العديد من الاستجوابات أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة تعاني من حالة عدم انسجام سواء بينها فيما يخص مجلس الوزراء أو في الجهة المقابلة لعلاقتها مع المجلس، حيث لم تكد الحكومة تنهي حالة التشكيل في كل حكومة جديدة حتى تواجه بسيل انتقاد يأخذ أبعادا أخرى ليصل إلى محاسبة سياسية عبر تقديم العديد من الاستجوابات والتي لم تتعامل الحكومة إلا مع القليل منها إذا ما ذكرنا صعود وزراء التربية والداخلية والصحة كون الحكومة عادة تلتف على الاستجواب المتكرر لرئيس الوزراء، حيث ها هي الفرصة سانحة الآن لاعتلاء الرئيس لمنصة الاستجواب وإيقاف هذه الرهبة التي ما ان يتم الالتفاف عليها سواء باستقالة الحكومة أو حل المجلس حتى تعود من جديد معلنة حتمية المواجهة لرئيس الحكومة لهذا الوضع الذي مازال يغلف أجواء سماء العلاقة السياسية في الكويت منذ سنوات.
وحقيقة الأمر أن النواب المستجوبين الذين وصلوا لمرحلة تقديم صحائف استجواب لوزرائهم في الأساس مراقبون لأداء الحكومة وسبق أن طالبت عبر هذا العمود بإعطاء الحكومة فرصة ولكن يبدو أن الحكومة هي التي تريد اعطاء نفسها تلك الفرصة للانجاز كون الاستجواب حقا وعليها مواجهته أو الرحيل وهو المطلب الأكثر إلحاحا في هذا الوقت الذي يشكل منعطفا آخر أشد قسوة على الحياة السياسية في الكويت كون البلد مازال يعاني من الشلل التام وعدم الوئام في العلاقة بين السلطتين وهو الأمر الذي يتطلب علاجه المواجهة ولا غيرها بعيدا عن الرابح والخاسر في هذا الجدال كون الكويت تنتظر وشعبها يراقب ونحن الأحق كشعب بأن نؤتي الأمانة لمن يستحق، وأن نجد المتسع الرحب لحياة بعيدة عن كل هذه المتناقضات.
> > >
دعيت قبل أيام لمشاهدة الفيلم العالمي والذي يعرض حاليا في دور السينما والذي يحكي قصة نهاية العالم في عام 2012 وطوال الساعتين والنصف وهي مدة الفيلم كان يطرق في بالي سؤال واحد ماذا سيكون جدال النواب والحكومة داخل المجلس في حال كانت تلك الرواية حول نهاية العالم حقيقة ومن الذي سيصعد من الشعب الكويتي في الفلك الذي أعده قادة العالم للنجاة؟
للأمانة الفيلم بكل فنياته رائع ويستحق المشاهدة والتفكر.
> > >
اقترب عيد الأضحى وهو مناسبة للتآلف بروحانية إيماننا العظيم فكل عام والجميع بخير وتقبل الله طاعتكم وحج مبرور وذنب مغفور للحجاج وندعو ان يردهم الله إلينا سالمين غانمين وكل عيد وأنتم بألف خير.
[email protected]