مبارك الخالدي
فرض المنطق نفسه بعد ان أعلن الكويت تأهله الى المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد المقرر إقامتها 3 مايو المقبل بفوزه على الجهراء أول من أمس 21، وفي المقابل تبخرت أحلام الجهراء بتكرار إقصائه للفرق الكبيرة والتأهل إلى المباراة النهائية مثلما فعل مع كاظمه في دور الربع النهائي إلا ان ذلك لا يقلل من شأنه كفريق مكافح ومجتهد، حيث واجه فريقا مدججا بمزيج من لاعبي الخبرة والمهارات العالية الذين يجيدون التعامل مع مثل هذه المباريات الحساسة.
ولم يأت تأهل الكويت جزافا فإدارة الفريق والجهاز الفني وضعتا في حسبانهما العبور إلى المباراة النهائية بأقل الخسائر لاسيما أن هناك العديد من الاستحقاقات المهمة التي تنتظر الفريق الأيام المقبلة منها خاصة المنافسة على صدارة الدوري، الأمر الذي يعني المحافظة على عناصره الأساسية من الإصابات ومن الإنذارات خشية إبعاد أي منهم في وقت غير ملائم.
وظهر ذلك جليا من خلال عدم اندفاع اللاعبين خلال المباراة وتجنبهم الانفعال أو التلاحم القوي واعتمد الفريق على التمرير السهل وعدم المبالغة في المراوغة، خصوصا لنجميه وليد علي والبرازيلي روجيريو اللذين نجحا في إيجاد الثغرات لزملائهما، كما كان واضحا التزام رباعي الظهر بأماكنهم خلال الطلعات الهجومية باستثناء المشاركة في الكرات الثابتة التي استثمر أحداها المدافع احمد الصبيح عندما سجل الهدف الأول.
وعمد مدرب الفريق البرازيلي آرثر الى إشراك جراح العتيقي في مركز الظهير الأيسر تعويضا لغياب فهد عوض الموقوف وأجاد العتيقي في مركزه وبدا منسجما مع وليد علي، ومارس العتيقي هوايته بالتسديد البعيد كأحد الحلول التي ينظر لها الجهاز الفني للتسجيل إذا تعذر ذلك على المهاجمين.
واجاد بشار عبدالله في مركزه وكاد يسجل إحدى التسديدات إلا ان التفاهم بينه وبين العائد من الإصابة خالد عجب لم يكن واضحا بسبب بعد عجب عن الملاعب فترة طويلة وقد خرج قبل نهاية المباراة مصابا وحل محله العماني إسماعيل العجمي الذي كان خطرا كعادته.
ولم يتعرض الحارس الخبير خالد الفضلي إلى أي اختبار لندرة فرص الجهراء باستثناء الكره التي سقطت من يديه وجاء منها هدف الجهراء الوحيد.
مبالغة في الحذر
وفي المقابل تحطمت آمال الجهراوية ربما عند إعلان الهدف الأول للأبيض إذ كان يريد جر الكويت إلى الضربات الترجيحية، وقد بدا التحفظ الدفاعي واضحا ولم نشهد أي حالة لتقدم الظهيرين سلطان عطشان واحمد حسن، كما مال لاعبا الارتكاز عادل حمود واحمد حواس إلى المساندة الدفاعية على حساب الدور الهجومي وكان الأجدر لو قام مدرب الفريق البوسني زياديتش بإشراك اللاعب يوسف عواد الذي يجيد المراوغة والانطلاق في الجبهة اليسرى لتخفيف العبء على المهاجمين محمد دهش والبرازيلي ويلسون اللذين وجدا نفسيهما في عزلة أمام مدافعي الكويت.
ولعل إصابة اللاعبين مشعل عويد والمغربي سعيد هوبري دفعة واحده جاءت مفاجئه وأربكت حسابات زياديتش الذي ربما كان ينوي مباغتة خصمه في الشوط الثاني وفق ظروف المباراة التي تحمل عبئها الحارس سطام الحسيني الذي يتحمل الهدف الأول لسوء تقديره للكرة.
من جهته، قال مساعد مدرب الجهراء أحمد عبدالكريم اننا لعبنا أمام فريق كبير مليء بالنجوم واللاعبين المحترفين ومتصدر الدوري وينافس على كل الألقاب المحلية، وقد بذل لاعبونا جهدهم ولكن الواقع يفرض نفسه، ونحن دخلنا المباراة بتفكير مشوش اذ كنا نخشى الإصابات والإيقافات لاسيما ان هناك مباريات حاسمه تنتظرنا على صدارة دوري الأولى ولا نريد ان نفقد لاعبينا.
بدوره، أشاد مدير الكره بنادي الكويت عادل عقلة بلاعبي فريقه على جهدهم وتركيزهم ونجاحهم في التأهل إلى المباراة النهائية للكأس التي لم نغب عنها منذ خمسة مواسم متتالية، وهو دليل على رصيد خبرة كبير لدى لاعبينا، ونتمنى ان يتكلل ذلك بالفوز بالكأس الغالية والاهم أننا لم نخسر لاعبينا للمباريات المقبلة.