عاد الديناميت الدنماركي من جديد لنخبة كرة القدم العالمية، بعد فترة فراغ غاب فيها عن كأس العالم في ألمانيا وكأس أوروبا «يورو 2008» التي أقيمت في النمسا وسويسرا، حيث أظهر عضو «فيفا» المؤسس براعة فائقة في التصفيات التي حجز فيها تذكرة الذهاب إلى جنوب افريقيا 2010.
وسيكون على زملاء توماسون تأكيد نتائجهم الجيدة في العرس العالمي في رأس الرجاء الصالح. بعد مشاركات عديدة تمكنوا فيها من بلوغ دور الستة عشر مرتين ودور الثمانية مرة واحدة، وشارك الاسكندينافيون في أم الكؤوس لأول مرة سنة 1986 في المكسيك، حيث توقفوا عند الدور الثاني، أما أكبر إنجاز حققته الكرة الدنماركية فهو الفوز بلقب بكأس أوروبا 1992 التي نظمت على أرض جارتها السويد. وبعد ذلك كان هذا البلد الصغير المهووس بكرة القدم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نجاحات أخرى، حيث خرج الدنماركيون من الدور ربع النهائي في مونديال فرنسا 1998 على يد منتخب السامبا الذي بلغ المباراة النهائية بعد ذلك، ثم خرجوا من الدور الثاني أمام المنتخب الإنجليزي في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، ونال إعجاب الجماهير في «يورو2004 « حيث تم اعتباره من بين المنتخبات التي قدمت أجمل العروض، وكانت مسيرته في البطولة قد توقفت إثر خسارته أمام المنتخب التشيكي 0-3.
ويسعى فريق دال توماسون للظهور مجددا بوجه مشرف في جنوب افريقيا بعد مسيرة شاقة دامت ست سنوات، وبالنظر لكفاءة الطاقم الفني الذي يتولى إدارة المنتخب، فإن أحفاد الفيكينغ يستطيعون تفجير المفاجأة في حال تمكنهم من تفادي مشكلة الإصابات التي أرقت مضاجعهم في التصفيات.
بالرغم من المنافسة القوية التي لقيها الدنماركيون من البرتغال والسويد، فقد تمكنوا من الانفراد بصدارة المجموعة الأولى من التصفيات بفضل مشوار ناجح لم تتخلله سوى هزيمة واحدة.
وقدم الفريق الدنماركي أداء قويا في مباراتيه مع رابع المونديال الأخير (3-2 و1-1)، حيث تمكن من هز شباك البرتغاليين أربع مرات، وهو ما جعله يتقدم عن باقي فرق المجموعة بفارق كبير من النقاط، وكان قد انتزع ثلاث نقاط ثمينة من لشبونة بعدما قلب النتيجة لصالحه بتسجيله ثلاثة أهداف في الدقائق العشر المتبقية من عمر المباراة. أما النزال الذي جمعه بغريمه التقليدي منتخب السويد فقد شهد تفوقا صريحا ذهابا وإيابا بنفس النتيجة (1-0)، ولم يستطع مدرب الفريق الدنماركي مورتن أولسن فك رموز شفرة المنتخب المجري، فانتهى اللقاء الافتتاحي بينهما بالتعادل بدون أهداف، وخسر المنتخب الدنماركي 0-1 في مباراة ختامية ليست ذات تأثير كبير، وكانت هذه أسوأ نتيجة يحققها أبطال أوروبا 1992 في التصفيات.
المدرب وأبرز النجوم
سيحتفل مورتن أولسن في جنوب افريقيا بمرور عشر سنوات على تنصيبه على رأس الطاقم الفني لمنتخب الدنمارك. حيث بدأ تدريب الاسكندينافيين منذ سنة 2000، وقادهم إلى نهائيات المونديال الأسيوي و«يورو 2004». وهو لم يحسم بعد أمر تمديد عقده بعد مونديال 2010، ودافع المدافع السابق خلال مسيرته الكروية عن ألوان أندية عدة من بينها نادي كولن الألماني واندرلخت البلجيكي الذي حقق معه أروع إنجازاته سنة 1993 بفوزه بكأس الاتحاد الأوروبي. وأنهى أولسن مشواره الكروي كلاعب في سن الأربعين، ثم تحول إلى ميدان التدريب حيث درب مجموعة من النوادي منها نادي كولن وأياكس أمستردام.
وتلعب عناصر المنتخب الدنماركي في أرقى النوادي الأوروبية، مثل يوفنتوس وأرسنال وليفربول وفيردر بريمن. ويتولى قيادتهم على أرض الملعب قلب الهجوم وعميد الفريق توماسون، الذي يلعب حاليا لنادي فينورد روتردام الهولندي. ولدى أولسن في تشكيلته العديد من النجوم، كالمدافع دانييل أغر (ليفربول) وثلاثي وسط الميدان دانيال ينسن (فيردر بريمن) وكريستيان بولسن (يوفنتوس) ودنيس رومدال (أياكس أمستردام)، بالإضافة إلى المهاجم نيكولاس بيندتنر (أرسنال). وسيشهد مونديال جنوب افريقيا 2010 المشاركة الرابعة للمنتخب الدنماركي في نهائيات كأس العالم. ومن جانبه قال مدرب الدنمارك مورتن أولسن: «كل مونديال هو حدث استثنائي، وإنه لأمر رائع أن ينظم لأول مرة في افريقيا، وذلك ليقترب أكثر من الناس هناك، فكل مونديال يكون له سحر مميز وأجواء مختلفة. مازلت أتذكر جيدا الحماسة في آسيا 2002، حيث كانت تجربة رائعة للجميع، بالنسبة لي ولجميع اللاعبين. إن المشاركة في نهائيات كأس العالم شرف عظيم». ويستهل فريق الدنمارك مشواره بمواجهة هولندا في تشواني/بريتوريا 14 يونيو قبل مواجهة الكاميرون في 19 يونيو ثم يواجه اليابان في روستنبرغ يوم 24 يونيو المقبل.
الدنمارك
* التأسيـــس والانضمـــام لـ «فيفا»: 1889-1904
* المدرب: مارتن اولسن
* كابتن الفريق: جون دال توماسون
* أول مباراة دولية: أمام فرنسا b 9-0 (1908)
* أكبر فوز: على فرنســـا b 17-1 (1908)
* أثقل هزيمة: من ألمانيا 0-8 (1937)
* التأهل لكأس العالم: 4 مرات
* أبرز الإنجازات: بطل أوروبا 1992 ـ ربع نهائي 1986
* تصنيف «فيفا»: 34