يحيى حميدان
كان نهائي كأس الأمير الذي أقيم في 28 مايو 1986 هو الأشهر في تاريخ نهائيات هذه البطولة الغالية، وترسخ في أذهان الشارع الرياضي بعد أن فاجأ الفحيحيل الجميع بفوزه بلقب البطولة اثر تغلبه على كاظمة بثلاثية نظيفة لينحت نجوم الفحيحيل أسماءهم في قائمة الكبار في تاريخ الرياضة وسطروا ملحمة كروية يتذكرها الجميع حتى الآن. وسجل للفحيحيل في ذلك «النهائي المجنون» عبدالعزيز الهاجري (36) وأمير سراج (77) وحمد حربي (86).
يقول لاعب الفحيحيل والمنتخب السابق والمدرب الحالي عبدالعزيز الهاجري صاحب الهدف الاول لـ «الأنباء» ان الأيام التي سبقت هذه المباراة كانت لحظات لا تنسى خاصة اننا كنا نمر بها للمرة الاولى، وكانت تدريبات الفريق مشتعلة وتشهد صراعا بين اللاعبين لنيل اعجاب المدرب التشيكي المعروف يان بيفارنيك الذي كان يقود الفريق في تلك الفترة وللمشاركة في المباراة التي كانت تعتبر «فرصة العمر» لجميع لاعبي الأحمر.
ويضيف الهاجري: ما حدث في تلك الفترة لا يمكن أن يمحى من ذاكرتي فالفريق يصل للمرة الاولى لمباراة نهائية وكنا في مواجهة كاظمة الذي كان متوجا بلقب الدوري وبلقب بطولة الأندية الخليجية، فكان البرتقالي أشبه بالمنتخب الوطني لتواجد عدد كبير من لاعبيه في الأزرق، كما أن ذلك النهائي أقيم للمرة الأولى في شهر رمضان وتناولنا افطارنا في فندق المسيلة الذي أقمنا فيه معسكرنا الاعدادي للمباراة النهائية، وعرفنا لاحقا أن عددا كبيرا من لاعبينا لم يصوموا في هذا اليوم وكانوا قد تناولوا وجبة الغداء خلسة.
ويكمل الهاجري: دخلنا المباراة ونحن ندرك في داخلنا أنه ليس هناك ما نخسره والفرصة جاءت لنا لتسطير اسمائنا بأحرف من ذهب في تاريخ النادي وتمكنا من استغلال الفرصة بالشكل المطلوب بعد أن فاجأنا كاظمة بطريقتنا حيث قمنا بإغلاق خطوطنا الدفاعية وتمكنا من خطف المباراة بفضل حنكة ودهاء المدرب بيفارنيك.
وعن أحداث بعد المباراة يقول الهاجري «أتذكر كل لحظة وبتفاصيلها، حيث دخل علينا رئيس النادي في تلك الفترة المرحوم عبدالله عدس وهنأنا على الفوز باللقب، ورغم أنه رئيس النادي الا انه كان يمسح عرق اللاعبين وحيا كل واحد منا على المجهود الذي بذله».
ولفت الى أن «لحظات صعودنا للمنصة لتسلم كأس البطولة من الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله كانت أشبه بالخيال ولم نستوعب ما يحدث الا عندما رفع قائد الفريق ربيع سعد كأس البطولة».
ويضيف الهاجري «ما حدث على الطريق من ستاد صباح السالم بالنادي العربي في منطقة المنصورية وحتى مقر نادينا في منطقة الفحيحيل كان أمرا لا يصدق للجماهير الغفيرة التي رافقت حافلة الفريق وازداد عددها بشكل كبير وملحوظ مع دخولنا شوارع المنطقة العاشرة على الرغم من أن المباراة أقيمت في العاشرة مساء ووصولنا لنادينا كان مع ساعات الصباح الأولى»، وربما كان المعلق خالد الحربان سببا رئيسيا في خروج هذه الجماهير بعد أن ألهب حماسهم بعبارات رنانة مثل «يله يا عيال الصباحية والرقة والفحيحيل والفنطاس طلعوا للشوارع واستقبلوا أبطالكم».
وأوضح الهاجري أن كل لاعب حصل على نحو 1750 دينارا كمكافأة للفوز بـ «درة البطولات»، حيث كانت مقسمة 1000 دينار مكرمة من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد والمبلغ المتبقي كان من ادارة النادي.
ومثل الفحيحيل في ذلك النهائي المثير كل من جمال محمد، الحميدي حمد، حمد شامخ (خالد عبد الوهاب)، ربيع سعد، عبدالسلام حمود، أمير سراج، إبراهيم عبيد، محمد سعد، عبدالعزيز الهاجري، عايد الروضان وحمد حربي.
وقاد المباراة الحكم الانجليزي ليستر شابتر وعاونه عيسى الجساس وعبدالعزيز السلمي، وأنذر ليستر 3 لاعبين فقط من الفحيحيل هم الهاجري والروضان وحمود.