حامد العمران
اسدل الستار على البطولات المحلية لكرة اليد للموسم 2009 ـ 2010 وانطـــــوت الصفـــحـــات بإيجابياتها وسلبياتها وبدأت الاندية مرحلة جديدة من التاريخ استعدادا للموسم المقبل ولكن يجب علينا كنقاد الا نطوي صفحة الموسم المنتهي دون الوقوف وبشدة عند اسماء الاجهزة الفنية للفرق لاسيما ان الموسم المنتهي شهد تنحية خمسة مدربين للفرق الاولى وهي سابقة لاول مرة تحدث بهذا الكم ما يعني أن ثلث المدربين انتهت خدماتهم قبل نهاية الموسم وهذا يدل على ان تخطيط هذه الادارات لم يكن سليما سواء اصابت الادارة في تصفية المدرب او اخطأت لذلك يجب الا يمر هذا الحدث مرور الكرام والامانة الصحافية تحتم وضع الميكروسكوب على الحدث الذي بات قضية مهمة جدا خاصة ان ناديين آخرين لم يجددا عقدي مدربيهما وهذا يعني ان التغيير في الاجهزة الفنية في الموسم المقبل يصل الى النصف وهذا التغيير يؤكد ان ادارات اللعبة في هذه الاندية تطمح للافضل ولكن ليس بالضرورة ان يكون المدرب القادم افضل من السابق ولكنها محاولات لن تفرض نجاحها او فشلها الا من خلال الموسم الجديد.
المبادرة للقادسية
ويعتبر القادسية اول ناد في الموسم المنتهي ينهي عقد مدربه عبدالرحمن حمو ويوكل المهمة للمدرب الوطني غانم الخالدي، وجاءت تنحية المدرب بعد النتائج السلبية التي حققها الاصفر في بطولة الدوري والتي وضعته في المركز التاسع وفي الحقيقة القرار لم يكن صحيحا لان القادسية لم يعان من المدرب وكان السبب الرئيسي في تراجع نتائج الفريق الغياب الكبير للاعبيه اما للاصابة او لظروف العمل او عدم الالتزام، ومن غاب لهذه الاسباب اللاعبون عبدالله الحداد وعلي الحداد وصالح الجيماز وبدر عباس وعبداللطيف الدوسري وحمد الرشيدي وعبدالله طاهر وعبدالرحمن المزين وسالم المذن، وهذا العدد وصل الى تسعة، اضافة الى احتراف مهدي القلاف في البحرين ما يعني غياب فريق كامل باحتياطييه فماذا يفعل المدرب هل المطلوب منه ان يلعب في الملعب وهل من مسؤوليته ان يجبر اللاعبين على التدريب؟ بالطبع ليس هذا عمله بل عمل المشرف او اداري الفريق ليتم تنحية حمو على ذنب لم يقترفه وتوكل المهمة للوطني غانم الخالدي الذي اجتهد في محاولة لتجميع الفريق واستطاع الحصول على المركز الثالث في بطولة كأس الاتحاد مع العلم أن القادسية احرز البطولة في آخر مسابقتين للاتحاد بقيادة المدربين عدنان بلحارث وعبدالرحمن حمو على التوالي، وكان الشباب النادي الثاني الذي اعفى مدربه بعد التأهل الى الدوري الممتاز والاخفاق في المرحلة الاولى حيث تم اعفاء التونسي شهاب الدريدي واسناد المهمة الى الصربي مكي الذي نجح في تطوير الفريق والظهور بشكل افضل وتعتبر خطوة الشباب موفقة لان الدريدي لم يكن بمستوى الفريق ويلعب وفق فكره التدريبي وليس وفق امكانيات اللاعبين وهذا يدل على ضحالة فكره التدريبي وكان يفترض ان يتم اتخاذ هذه الخطوة مبكرا حتى يدخل الفريق الدوري الممتاز بحظوظ افضل لتحسين مركزه او المنافسة على الصعود الى منصة التتويج.
وفي الحقيقة التغيير الذي اثار العديد من علامات الاستفهام ما فعلته ادارة اللعبة بنادي التضامن عندما اعفت الصربي ماركوفيتش وكلفت مدرب المراحل السنية في النادي المصري اشرف وهبة الذي تسلم الفريق في دوري الدرجة الاولى، وعلامات الاستفهام متمثلة في أن التضامن خلال المواسم الاخيرة دائما يلعب دون طموح وينافس بقوة على المراكز الاخيرة والمدرب الصربي ماركوفيتش عمل بالنادي منذ اربعة مواسم ولم يحقق اي نتائج ايجابية، وعلى الرغم من ذلك يتم التجديد له فلماذا في هذا الوقت تم اعفاؤه ولم تنتظر الادارة الى نهاية الموسم لاسيما وان دوري الدرجة الأولى دون نقاط في كأس التفوق ولا يحدد الصعود او الهبوط لأن الدوري المحلي يلعب بطريقة دوري الدمج في بداية الموسم لذلك كان القرار مثار استغراب الجميع ولكن هذا لا يجعلنا نبخس حق المدرب المصري أشرف وهبة الذي أوضحت بصماته على الفريق وحقق المركز الثالث في بطولة دوري الدرجة الأولى ما يعني المركز التاسع في الترتيب العام وهو أفضل مركز للتضامن منذ ما يقارب 15 عاما.
كما لا يختلف اثنان على ان مدرب الكويت وهو الصربي ميورغ ميشيل كان جيدا مع الفريق واستطاع ان يدفع بالوجوه الناشئة والواعدة مع الفريق وهم عبدالله الغربللي وعبدالله الخميس ومشعل طه وعبدالرحمن البالول وعبدالعزيز العلي والحارس عبدالعزيز الدخيل وهؤلاء هم ذخيرة الأبيض في المستقبل وأيضا المنتخبات واشراك هؤلاء يحسب للمدرب الصربي الذي كان يجهز للمستقبل واستطاع احراز المركز الثالث في بطولة الدوري وتعتبر النتيجة ايجابية في ظل قلة الخبرة عند اللاعبين ومقارنتها مع الفرق الأخرى، ولكن كانت لادارة اللعبة في النادي وجهة نظر لا أحد يعلمها وتم اقصاء المدرب واسناد المهمة لمدرب تحت 18 سنة الجزائري رياض أولمان الذي استطاع ان يحقق مع الأبيض المركز الثاني في بطولة كأس الاتحاد وتعتبر النتيجة جيدة.
والضحية الأخيرة في الموسم المنتهي كان مدرب العربي الشاذلي القايد الذي لم يتمكن للسنة الثالثة على التوالي من الحصول على بطولة الدوري على الرغم من وجود لاعبين قادرين على احراز بطولات أكبر من بطولة الدوري ولكن عدم استغلال امكانيات اللاعبين بالشكل المناسب أدى الى فقدان الأخضر لبطولة الدوري لثلاثة مواسم وكان الفريق قريبا جدا منها وقرار الاستغناء عن الشاذلي جاء متأخرا جدا لتوكل المهمة للمدرب الوطني وليد عايش الذي استفاد من جلوسه ثلاث سنوات بجانب الشاذلي على دكة الاحتياط وصحح الأخطاء التي وقع فيها استاذه ليتفوق التلميذ على استاذه ويحقق بطولة كأس الاتحاد ويعيد عايش الأخضر الى الواجهة من جديد بعد قرار صائب وان كان متأخرا بعض الشيء.
تفعيل بند التجربة للمدربين
في الختام يجب على ادارات اللعبة في الأندية التأني في اختيار المدرب المناسب في الموسم المقبل وعدم الانجراف وراء العواطف او المجاملة وعدم الاعتماد على السيرة الذاتية فقط لأنه قد يأتي مدرب سيرته الذاتية ممتازة ولكن لا يتناسب فكره مع اللاعب الكويتي وقد يأتي مدرب لا يملك اي سيرة ذاتية ولكنه يعرف جيدا كيف يسخر امكانيات اللاعبين بشكل جيد مع وجود فكر تكتيكي مناسب للاعبينا لذلك لابد من تفعيل احد البنود الموجودة في جميع العقود التي توقعها الأندية مع المدربين وهي فترة التجربة شهرين والحكم على المدرب خلال هذه الفترة من خلال تكليف كل ناد للجنة فنية يتم الاستعانة بها من بعض المدربين الوطنيين الذين يثقون بهم أو من بعض اللاعبين القدامى اصحاب الفكر الجيد حتى لا تقع الأندية في المحظور من جديد خاصة وان بداية الموسم غالبا ما تكون ببطولة تنشيطية لا تحسب من ضمن نقاط كأس التفوق وهي فرصة جيدة لاكتشاف امكانيات المدربين من الناحية الفنية.