مبارك الخالدي
حظيت بعثة منتخبنا الوطني الاولمبي العائد من الدوحة عصر امس بعد المشاركة في البطولة الخليجية للمنتخبات الأولمبية باستقبال لائق من عدد من الشخصيات الرياضية تقدمهم المدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة بالإنابة عصام جعفر ولاعب المنتحب الوطني ونادي التضامن السابق فتحي كميل ولاعب الكويت يعقوب الطاهر. وأثنى جعفر على أداء الأزرق خلال البطولة، مؤكدا ان لاعبينا اثبتوا مكانتهم ومهارتهم العالية وكانوا قريبين من تحقيق البطولة وما يدعو للفخر ان الاولمبي أثبت ان كرتنا زاخرة بالنجوم متى توافر لها الإعداد والدعم اللازمين.
وعبّر مدرب الأزرق ماهر الشمري عن رضاه عن مركز الوصيف، قائلا لم نذهب للمنافسة أصلا ولكن جهود وحماس اللاعبين قادانا الى التأهل الى النهائي والإمارات استحق اللقب لاستعداده الكبير، كما ان البطولة أكسبتنا لاعبين جددا سيكون معظمهم ذخيرة لكرتنا في المستقبل.
ونفى رئيس الوفد مانع الحيان وجود أي خلافات بين اللاعبين والجهاز الفني، مؤكدا أن ما حققه هؤلاء الشباب يعد انجازا يحسب للكرة الكويتية ونحن لا نمتلك عصا سحرية لصناعة منتخب ولكن نحتاج لمزيد من الوقت والعمل.
من جهته قال اللاعب حمد امان: كنا نتمنى أن نسعد الجماهير بإحراز الكأس، ولا نريد أن نتطرق للامور الفنية ولكن ما تحقق هو بفضل اللاعبين والجهاز الاداري.
وقد استحق المنتخب الإماراتي الفوز بلقب البطولة التي استضافها ملعب أكاديمية سباير المغطى والذي نال استحسان جميع النقاد الرياضيين كتحفة معمارية تمكن من خلالها لاعبو الخليج من خوض منافسات بطولتهم في درجة حرارة لم تتعد 26 درجة مئوية مقارنة بالأجواء اللاهبة خارج الملعب الامر الذي دعا معظم الاتحادات الخليجية للطلب من الاتحاد القطري استضافة البطولة كل مرة نظرا لاستحالة ترحيل موعدها الى مواعيد أخرى لانشغال الأجندات الخاصة بالاتحادات الخليجية معظم أوقات العام ولارتباطاتها المسبقة مع الأجندات القارية والعالمية.
أسباب فوز الإمارات
وتضافرت لمنتخب الامارات أسباب عدة ساهمت في تحقيق الانجاز الرابع لهذه المجموعة من اللاعبين فالذي قد لا يعرفه الكثيرون ان هذا المنتخب معد منذ 4 أعوام وهو ما أعطى لاعبيه فرصة كبيرة للانسجام والتفاهم، فالمنتخب الاماراتي الذي شاهدناه هو نفسه الذي فاز بكأس الخليج للناشئين 2007 وأضاف بطولة كأس آسيا للشباب التي أقيمت في السعودية 2008 ثم خضع لبرنامج اعدادي طويل ومتكامل وخاض نهائيات كأس العالم التي احتضنتها الاسكندرية في نفس العام وقدم المنتخب انجازا رائعا بتأهله الى الدور اللاحق، وأخيرا خاضت نفس المجموعة بطولة الخليج الأخيرة للمنتخبات الاولمبية وكان من الطبيعي ان يذهب الذهب لمن يستحقه بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الاتحاد الاماراتي ولاعبوه الذين يراهنون على هذا المنتخب لقيادة دفة الكرة الاماراتية للسنوات العشر المقبلة لصغر متوسط اعمار اللاعبين.
مواهب تستحق الدعم
وللأمانة لم يقصر منتخبنا الوطني خلال مشاركته بالقياس الى قصر فترة الإعداد وما رافقها من مشاكل أدت في كثير من الأحيان الى الغاء حصص التدريب لصعوبة تجمع اللاعبين، فعدم وضوح الرؤية والتخطيط غير السليم ليسا مشكلة الجهاز الفني لان صناعة المنتخبات مسؤولية الاتحاد ولكن ايضا مسؤولو اتحادنا معذورون في هذا الجانب لعدم وجود الاستقرار الاداري الذي يمكنهم من التخطيط وبلوغ الأهداف.
وقدم الجهاز الفني للأزرق بقيادة الوطني ماهر الشمري ومساعده خالد الراشد عناصر واعدة سيكون لها شأن في الكرة الكويتية مستقبلا كالحارس عبدالعزيز كميل ولاعبي الدفاع احمد الرشيدي واحمد ابراهيم وعبدالله الطاهر وفيصل العنزي وفهد حمود، وكذلك نجوم خط الوسط القائد عمر بوحمد وعادل مطر وفهد الحشاش وناصر القحطاني وغازي القهيدي، وبالنظر الى اسمائهم سنجد ان اغلبهم جاءوا الى المنتخب من اندية غير جماهيرية بعكس ما كنا نشاهده في الفترات السابقة لاختيار عناصر منتخباتنا فالشمري اوجد توليفة رائعة من اللاعبين بالرغم من قصر فترة الإعداد وهذه نقطة تحسب للشمري ومساعديه.
الفكر الدفاعي
ومن الناحية الفنية فالأزرق لعب بأسلوب التحفظ الدفاعي مضطرا امام منتخبات فاقته في الإعداد والتنظيم، وقد عانت الكرة الكويتية من اللعب بالأسلوب الدفاعي في السنوات الأخيرة، فالأزرق خاض خليجي 19 بقيادة محمد ابراهيم بذات المنهجية وغوران قاد المنتخب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا بذات العقلية، والشمري لم يخرج عن النطاق العام، فتحرير الكرة الكويتية من الفكر الدفاعي المبني على الخوف من الخسارة يحتاج الى سياسة واضحة من الاتحاد بتشجيع المدربين واللاعبين على اللعب الهجومي والانفتاح تجاه الخصم ووضعه تحت الضغط، فالخسارة بهدف او أكثر هي سيان ولكن لا يمكن ان تعود هيبة الكرة الكويتية ونزعتها الهجومية دون التشجيع على التقدم ومهاجمة الخصم خاصة اننا نمتلك عناصر واعدة تحتاج فقط الثقة بالنفس والجرأة في اللعب.