ناصر العنزي
في مسرحية «فرسان المناخ» اختار الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا شخصية منصور بوحظين كدور بطولي للمسرحية الكوميدية وفيها تقول والدة زوجته له «ياليت يا بوحظين تعطيني حظ من حظينك». وتتناول المسرحية قصة ثراء بوحظين وانتقاله من حالة الفقر الى الغنى في زمن الطفرة المالية المعروفة بعام المناخ اوائل الثمانينيات، وفي الحظ قالوا وزادوا قالوا انه «أعمى» فرد عليهم الفرنسيون بمثلهم المعروف «لا يقول عن الحظ أعمى إلا الذي لا يراه»، ونقول نحن «لا قام حظك باعلك واشترالك» ونقول أيضا «عطني حظ وقطني بحر»، وفي مصر يقولون «ساعة الحظ ما بتتعوضش»، وفي الشام يقولون «يللي مالو حظ لا بيشقى ولا بيتعب» ومعناه ان سيئ الحظ مهما صنع فلن يتبدل وضعه للأحسن ومن الافضل له ان يريح ويستريح.
لو سألنا لاعب القادسية المنتقل إلى العين الاماراتي العاجي ابراهيم كيتا من هو اللاعب المحظوظ؟ لأجاب: انا وميسي؟ شلون يالحبيب؟ ميسي محظوظ لأنه افضل لاعب في العالم، لانه الامهر والاغنى من بين نجوم العالم، محظوظ بحب الجماهير له أما انا فلا يحبني إلا جماهير القادسية، انا حظي يكسر الصخر مثلما تقولون فعندما جئت للكويت قبل عدة سنوات كنت احلم بشقة صغيرة وسيارة ايا كان نوعها، من المطار ذهبت مباشرة الى منطقة الفحيحيل ولعبت لفريقها واول راتب تقاضيته كان (1000) دولار ولا استطيع ان اصف لكم سعادتي بهذه الثروة التي هبطت علي فجاة، لقد كنت قنوعا بحالي ولم اكن اعلم ان الحظ سيبتسم لي بعد انتقالي للقادسية وتحسنت احوالي المادية كثيرا واصبحت من اهم أعمدة القلعة الصفراء.
يختلف الكثيرون في تقييم مستوى العاجي كيتا فمنهم من يراه لاعبا «عاديا» لا ينقص ولا يزيد في صفوف فريقه، لعبه تقليدي يفتقر الى الابتكار والتجديد فالكرة التي تأتيه يرد بمثلها لا يضيف إليها جديدا، تمريراته غالبا ما تكون خاطئة ولا يسجل في المرمى إلا في العيد الكبير، ويرد عليهم محبوه بل هو لاعب مهم لا يكل ولا يمل يقطع الملعب بطوله وعرضه كما يقطع كرات الخصم قبل ان تصل مرمى فريقه وليس من مهامه ان يسجل فهو لاعب «محور» فأين هم المهاجمون؟ خسر الاصفر جهود لاعبه ابراهيم كيتا بعد انتقاله للعين الاماراتي في صفقة قيمتها مليون و200 ألف دولار ولمدة موسم واحد بعدما كان راتبه 1000 دولار فقط ولو تقابل عملاق الكوميديا عبدالحسين عبدالرضا مع كيتا لقال له «يا معود انت بو حظين مو أنا»!