طلال المحطب
تنطلق في السادسة مساء اليوم أولى مباريات البطولة التنشيطية للطائرة بإقامة 6 مباريات، حيث يلتقي حامل لقب الثلاثية في الموسم الماضي كاظمة مع العربي على صالة فجحان هلال المطيرى بالقادسية، ويلتقي الساحل مع الكويت على صالة عبدالعزيز الخطيب بالعربي، في حين يواجه التضامن القادسية على صالة يوسف الشاهين بكاظمة، والجهراء مع الشباب على صالة الفحيحيل، والصليبخات والفحيحيل على صالة التضامن ويجمع اللقاء الأخير بين اليرموك والسالمية على صالة الساحل.
والحديث عن استعدادات الفرق المشاركة في البطولة لا يسمن ولا يغني من جوع، لأن الاتحاد قد أصدر شهادة وفاة رسمية لها حين أعلن انها غير مدرجة ضمن نقاط كأس التفوق العام، كما منع لاعبي المنتخب الوطني من المشاركة فيها مع أنديتهم بعد الجولة الثالثة للبطولة، فيما سمح للأندية بإشراك أكبر عدد من لاعبي فئة الشباب تحت 19 سنة لتعويض النقص العددي لمنع مشاركة لاعبي المنتخب ضمن فرق العمومي، اضافة الى توقف منافسات فئة الشباب بعد الجولة الخامسة والتي تختتم في 30 أكتوبر المقبل لمشاركة بعض لاعبي هذه الفئة ضمن المنتخب الوطني.
مستوى فني متدن
وعلى ضوء هذا التخطيط المميز الذي يشرف عليه رئيس وأعضاء الاتحاد، أضحت البطولة التنشيطية غير ذات أهمية ولا جدوى ولا يمكن الاعتماد عليها كفترة إعداد للاعبي الأندية الذين لم ينظموا للمنتخب، لان المستوى الفني سيكون متدنيا ولذا لا يمكن قياس المستوى الحقيقي للفرق المشاركة ولا اللاعبين المحترفين من خلالها، وعلى سبيل المثال اذا نظرنا الى نادي كاظمة كمثال حي فان غالبية لاعبيه في العمومي من فئة الشباب قد تم اختيارهم ضمن صفوف المنتخب الوطني، ومن هنا فان من سيمثل كاظمة في البطولة التنشيطية هم البدلاء والعائدون من الإصابة لتأهيلهم والحال ينطبق على العربي، أما بقية الأندية فحدث ولا حرج لتواضع المستوى الفني لفرقها وذلك لانعدام المهارات الفنية للمراحل السنية الأخرى ومنها فئة الشباب تحت 19 سنة، بالإضافة إلى ضعف الاستعداد وتأخرهم في التعاقد مع المدربين واللاعبين المحترفين.
فرصة لمدرب المنتخب
ومثل هذا التخبط من لجنة المسابقات لانطلاق الموسم الجديد يؤكد ما أعلنه مدير اللعبة في العربي أنور أسد من أن الاتحاد لا يهتم بالأندية لإصراره على انطلاق البطولة اليوم، وهو ما سيكرر ما حدث سابقا من توقف للمنافسات المحلية لفترات طويلة بسبب الاستحقاقات الدولية للمنتخب الوطني، وهذا بالفعل ما أشار إليه البعض من أعضاء الاتحاد حين اعتبروا البطولة فرصة لمدرب المنتخب الوطني التونسي محمد كعبار لاختيار لاعبي المنتخب، وكأن كعبار وجه جديد على الطائرة الكويتية حتى يدرس أحقية انضمام لاعبي الأندية للمنتخب، علما أن الاتحاد قد اجتمع مع لاعبي المنتخب قبيل انطلاق البطولة وخاض اللاعبون بعض الحصص التدريبية بقيادة كعبار ومساعده الوطني سعد يعقوب، وهو ما ينفى مقولة أن البطولة فرصة لاختيار لاعبي المنتخب كما أعلن الاتحاد.
وحتى لا يقال، كما يدعي البعض، أن «الأنباء» تتصيد لهم وتنتهج النقد الشخصي بعيدا عن النقد البناء، فقد قلنا سابقا ان أعضاء الاتحاد يتسابقون على الظهور الإعلامي ومثال على ذلك ما أعلنه رئيس لجنة المسابقات لجريدة الدار في 17 يونيو الماضي من أن نظام الدوري من درجتين سوف يسهم في الارتقاء بالمستوى الفني للعبة نظرا للمنافسة القوية وتقارب المستويات الفنية في كل مجموعة، ونحن لا نعلم حقيقة كيف علم رئيس لجنة المسابقات أن المستويات الفنية للفرق المشاركة في أنشطة الاتحاد متقاربة وقوية وهو ما سيسهم في الارتقاء بالمستوى الفني للعبة والموسم الرياضي الجديد لم ينطلق إلا اليوم؟، كما لا نعرف حقيقة الارتقاء بالمستوى الفني للعبة في ظل التوقفات الجبرية الكثيرة للأنشطة، اضافة الى عدم تكثيف عدد المباريات وفقا للنظام الدولي في البطولات لتحقيق الفائدة المرجوة.
تعديلات على البرنامج
وما زاد الطين بله التخبط الذي أعلنه رئيس لجنة المسابقات بعد أسبوع واحد من صدور جداول البطولة التنشيطية بتعديلات طرأت على جدول المباريات والشرط الخاص بمشاركة اللاعب المحترف فيها، وكأن اللجنة تسعى لمراضاة الأندية مخالفة بذلك ما نصت عليه لائحة اللاعب المحترف واللائحة الفنية للمسابقات وشؤون اللاعبين للموسم الجديد.
والمضحك المبكى في أسباب التعديل هو إتاحة الفرصة لمن يرغب في أداء مناسك الحج وكأن موسم الحج غير معروف نهائيا من قبل حتى يفاجأ الاتحاد بموعده الذي يتضارب مع البطولة التنشيطية.
والى جانب ذلك فقد أطلق رئيس لجنة التدريب والمنتخبات الوطنية تصريحا ناريا أشاد فيه سابقا بالمدرب الصربي للمنتخب رادوسلاف سافاسنفتش والذي تم الاستغناء عنه لأنه لا يصلح لأمزجة البعض من الأعضاء، ليتم اختيار التونسي محمد كعبار لقيادة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة، وقد كال بعض أعضاء الاتحاد الاشادة بالمستوى الفني للتونسي كعبار والنتائج التي حققها
مع القادسية طيلة مشواره معه، وقد هضم الأعضاء حق نجوم القادسية وقدرتهم على تحقيق البطولات بأي مدرب كان، مع احترامنا لتاريخ كعبار الذي لم يسعفه في الموسم الماضي لتغيير الصورة الباهتة للأصفر وخروجه بخفي حنين بسبب الإصابات العديدة التي مني بها نجوم القادسية، ولم يقم بتجهيز البدلاء رغم معرفته المسبقة بالإصابات ووجود العديد من الوجوه الشابة على دكة الاحتياط.
وبعيدا عن التصريحات التي أطلقها البعض من أعضاء الاتحاد من أن التونسي كعبار يعرف نفسيات اللاعبين وان خبرته في الطائرة الكويتية تسعفه لتحقيق النتائج المرجوة، فإننا نعتقد أن المرحلة الحالية ليست في حاجة لمدرب يعرف نفسيات اللاعبين حتى يعرف كيفية التعامل معهم بل تحتاج لجهاز فني عالمي يعرف كيفية التعامل مع نفسيات أعضاء الاتحاد حتى يضمن تجديد العقد لفترة جديدة ويقبل بالتدخلات التي تفرض عليه في اختيار لاعبي المنتخب الوطني، وأقلها الاختيار الأخير للاعبين لم نشاهد البعض منهم يقدم مستوى فنيا يؤهلهم لتمثيل المنتخب واستبعاد من يستحق، ولكنها سياسة التنفيع للأندية التي يمثلها الأعضاء باختيار اللاعبين والأجهزة الفنية التي تتلاءم مع أمزجتهم.
يعقوب يشكك
ولكي لا يقال إن «الأنباء» تتحامل على رئيس لجنة التدريب والمنتخبات الوطنية، فليرجعوا الى تصريح المدرب الوطني سعد يعقوب لجريدة الحرية في 19 أغسطس الماضي، حين طالب اللجنة بالعمل من أجل مصلحة المنتخبات الوطنية لا الأندية، وأن يكون التركيز الأكبر على بناء منتخبات قوية بعيدا عن أي حسابات أخرى مع الأندية سواء رضيت تلك الأندية أو رفضت، كما تهجم في ذات التصريح على أحد المنتخبات الخليجية التي شاركت في البطولة الأخيرة للشباب والتي أقيمت في مدينة جدة عندما وصف هذا المنتخب بأنه منتخب أفريقي، وهو يغمز للتجنيس في هذا المنتخب، وقد كان الأجدر به العمل وفقا لما صرح به بأنه سيكون بالمرصاد فنيا لمشكلة تجاوز الأعمار المزمنة في البطولات الخليجية من خلال إعداد منتخب الشباب تماما كما يتم إعداد المنتخب الأول.
وبقراءة متأنية لتصريحات المدرب الوطني سعد يعقوب، فقد كان الأجدر بالأعضاء محاسبته فنيا وإداريا لأنه لم يحقق ما سبق ان صرح به من أنه سيعد منتخب الشباب ليصل الى مستوى عال ليتغلب على المعضلة الرئيسية وهى التزوير في الأعمار في البطولات الخليجية، كما تدخل في شؤون إحدى الدول الخليجية طاعنا في سياسة التجنيس حين وصف منتخبها بالمنتخب الأفريقي، إلا أن الاتحاد لا يهتم لذلك لأن الأعضاء يسعون للنهوض باللعبة والارتقاء بالمستوى الفني عبر التصريحات الإعلامية بعيدا عن الواقع، وهو ما أكده الوطني سعد يعقوب من أن اللجنة تسعى لإرضاء الأندية بعيدا عن مصلحة المنتخبات الوطنية، وكأنه يقول ان الأعضاء يسعون للمحافظة على مقاعدهم في الاتحاد لدورة جديدة من خلال خدمة أنديتهم التي يمثلونها لا النهوض بالمستوى الفني للعبة.