أحمد حسين
إلى متى ستستمر فضائح نجوم كرة القدم؟ إلى متى ستبقى اللعبة مدنسة وموبوءة بخطايا اللاعبين؟ إلى متى ستبقى الصورة ملطخة؟ الجواب ببساطة: إلى الأبد، لأنها كانت دائما هكذا منذ تفضيل نجوم كرة القدم على بقية أفراد المجتمع وعلى أصحاب الفكر برواتب خيالية، وستبقى كذلك، ما دامت هناك أضواء تسلط على كل من يركل كرة، وصحافة تعظم يافعين يتمتعون بقوة جسدية ومهارات تقنية. الانجليزي واين روني لم يكن الأول ولن يكون الأخير، وفي الواقع هناك المئات غيره من اللاعبين في انجلترا، ينتظرون دورهم في تسليط الضوء على خزيهم وعارهم، حتى ان بعضهم، خصوصا من نجوم المنتخب الانجليزي والأندية الكبيرة، لجأ الى المحاكم لاستباق الأمر وإصدار تعهدات بعدم نشر فضائحهم على صفحات الجرائد.
والإعلام الإنجليزي معروف بأنه يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة، لا يهدأ له بال أبدا خاصة في أيام الركود، أي عندما يأتي موعد بعض المباريات الدولية الودية أو الرسمية في التصفيات، تستغل الصحف هذه الفترة لتخرج ما لديها من فضائح وكوارث لأحد النجوم، لأن الجماهير في هذه الأوقات بالذات تعزف عن شراء الجرائد وتهرب من تصفح مواقع الإنترنت. والصحافة خلقت كي تكشف الحقائق، ونصيب نجوم كرة القدم أنهم أشهر من الوزراء ورؤوساء الحكومات وأعضاء مجالس الشيوخ والشعب، وعليهم أن يتحملوا نتيجة أخطائهم.
ورغم ارتكابه آثام لا تغتفر، فإنه بشر معرض للخطأ ولكن ليس كأي بشر، لكن عليه أن يكون حذرا في تصرفاته على الأقل أمام من حوله، فهناك العديد من النجوم يفعلون ما بدا لهم لكن ليس بتلك «البجاحة» واللامبالاة كما فعل «الشيطان» روني بإقامته علاقات مثيرة مع فتيات ليل أكثر من 7 مرات في الشهور التي سبقت كأس العالم وفي فترة كان يحتاج فيها لكامل قوته لاستعادة لياقته البدنية بعد إصابته أمام بايرن ميونيخ، لكنه لعب بالنار مع جيني طومسون أمام زملائه «عيني عينك» في فندق المنتخب الإنجليزي بمدينة مانشستر وهو نفس فندق الشياطين الحمر ليحرق نفسه بنيران الصحف الإنجليزية التي إذا طالت أحدا لا ترحمه، فسبق أن طالت مواطنه جون تيري وجردته من شارة قيادة المنتخب والآن تطول روني وتجعله لاعبا منبوذا أمام جماهير الكرة حول العالم وبالقطع أمام زوجته «كولين» التي انجبت له طفلا نهاية العام الماضي.
ويسير روني على طريق مواطنة النجم السابق بول غاسكوين «جازا» في عالم الفضائح والرذيلة والادمان والمشاكل داخل وخارج الملعب.
وستظل فضيحة روني عالقة في الأذهان، ولا شك أن هناك جرحا غائرا وخطرا شديدا وتصدعا رهيبا بينه وبين كولين، لأن الفضيحة تكشف عن خلفيات ورواسب اجتماعية ونفسية في شخصية روني. وكانت تقارير صحافية بريطانية قد أكدت ان كولين وافقت على مسامحته، بعد أن أفصحت لمجموعة من أصدقائها وأقربائها عن أنها لن تتمكن من العيش بدونه. وفي ذات الوقت، نقلت أسبوعية نيوز أوف ذا وورلد البريطانية عن أحد المصادر قوله: «لقد كان الحب أساس زواجهما. وقد قالت كولين انها تكرهه الآن، لكنها تدرك أنها تحبه من الأعماق وأنه الرجل الذي يجب أن تكون معه». وأوضحت الصحيفة كذلك أن روني تملك من الشجاعة ما يجعله يعترف بأن استعانته بعاهرات كان خطأ فادحا ولا يعني لها شيئا في نهاية المطاف. من جانبها قالت جيني: «لقد طاردني واين من خلال رسائل نصية جنسية ودفع لي مبالغ نقدية كبيرة. ولم يكن يبدو أنه مكترث بخيانته لزوجته كولين، واستمتع روني بالتأكيد بجميع مقابلاتنا. وباعتباري امرأة، فأنا لا أحب أن يفعل معي أمرا مثل هذا ـ لاسيما إن كنت حاملا».
روني أضاع نفسه وأضاع إنجلترا معه، للعلم قد تكون هذه نهاية روني في عالم المستديرة كما كانت من قبل نهاية الموهوب «بول غاسكوين»، فكلاهما بدأ يلعب بذيله مبكرا فكانت النتيجة ضياع موهبة حقيقية.