عبدالعزيز جاسم
كانت كل أمور القادسية أمام الرفاع البحريني أول من أمس في ذهاب الدور نصف النهائي من كأس الاتحاد الآسيوي على ما يرام، وكان طريقه ممهدا لتحقيق فوز يريحه في مباراة الإياب، فقد دانت له السيطرة وأجبر منافسه على الرجوع إلى الخلف واللجوء الى أسلوب الدفاع، ولم ينقصه إلا أن يسجل هدفا من فرصه الكثيرة التي سنحت له، وفعلا جاءت الفرصة من ركلة جزاء صحيحة للسوري جهاد الحسين بعد عرقلته عن طريق حارس الرفاع محمود منصور، إلا أن القادسية تلقى الصدمة بتراجع الحكم القطري عبدالله البليدة عن قراره باحتساب ركلة الجزاء ليحول مجرى المباراة، ليس لأداء الرفاع المتميز بل لأنه اخرج القادسية عن جو المباراة بعصبية بعض اللاعبين وتشتيت تفكيرهم حتى حانت اللحظة التي لم يتوقعها احد بخطأ من حسين فاضل والمعتوق في الدقيقة 25 ليتقدم الرفاع بهدف رغم تألق الحارس نواف الخالدي في التصدي للكرة.
وحتى بعد الهدف ومع مرور الوقت عاد القادسية الى أجواء المباراة لكن مع إصرار الحكم ومساعديه على تقييده، وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين حدثت مشادة كلامية بين صالح الشيخ ومحترف الرفاع البرازيلي ريكو طرد على اثرها صالح الشيخ وكان هذا الطرد بمثابة القشة التي قصمت ظهر الأصفر خصوصا في تعويض الهدف.
إصرار على التسجيل
وقد ظهر من خلال أداء لاعبي القادسية إصرارهم على تسجيل هدف مبكر وكان المستغرب تواجد ثلاثي منتخب الرديف كلاعبين أساسيين وهم فهد الأنصاري ومحمد راشد وعامر المعتوق. كما ان أداء اللاعبين في أول 20 دقيقة كان متوازنا وأضاع الأصفر عدة فرص أبرزها ركلة الجزاء الملغاة وتسديدة حمد العنزي في العارضة لكن بعد هدف التقدم للرفاع ارتبك لاعبو الأصفر بعض الشيء وظهر في بعض الأحيان عشوائيا وبالرغم من ذلك كانت السيطرة لهم في أغلب الفترات إن لم تكن في كل الفترات لضعف المنافس في ترتيب هجماته واعتماده فقط على الهجمات المرتدة والضغط فقط من الوسط على لاعبي الأصفر.
هجوم متواصل
ورغم حالة الطرد للشيخ في الشوط الاول والتأخر بهدف وعلى عكس توقعات الجميع بأن الأصفر سيدخل الشوط الثاني مدافعا وسيعتمد على الهجمات المرتدة حتى لا تتضاعف النتيجة وتصعب مهمته في مباراة الإياب فاجأ المدرب محمد إبراهيم وهاجم بكل أوراقه لكن كانت هناك ورقة مفقودة وهي الظهيران عامر المعتوق ومحمد راشد المرهقان اللذان أجادا في مهمتهما الدفاعية وفشلا في مهمتهما الهجومية، واجبرالقادسية منافسه على الرجوع للوراء طوال الشوط رغم النقص العددي.
وأجرى إبراهيم التغيير الأول بوضع مساعد ندا كظهير أيسر وراشد في قلب الدفاع ثم التغيير الثاني بإدخال علي الشمالي بدلا من حسين فاضل ليلعب كظهير أيمن ويعود الظهير الأساسي المعتوق لقلب الدفاع وكان التغيير الأبرز هو تواجد السوري فراس الخطيب في المقدمة بدلا من حمد العنزي ليشعل الخطيب المباراة بتحركاته لكنه لم يسجل، كما ان العارضة حرمته مرة من التعادل.
ومن خلال مجريات المباراة، لابد ان نشيد باللاعبين على الأداء رغم النتيجة ولكن تبقى الإشادة الكبرى لطلال العامر وفهد الأنصاري اللذين كانا سببا رئيسيا في تماسك الفريق بسبب تحركاتهم الايجابية وتغطيتهما المتميزة لكل أرجاء الملعب وعدم اعطاء الفرصة للمنافس رغم الطرد لتنظيم هجماته.
نتيجة عكس الأداء
قال مدرب القادسية محمد إبراهيم ان حكام المباراة هم السبب الرئيسي في تحويل مجرى المباراة لصالح الرفاع بعد ان كانت السيطرة للأصفر الا ان قرارات الحكم العكسية حالت دون ترجمة ذلك الى نتيجة ايجابية، مشيرا إلى أنه لا يريد التشكيك في نزاهة الحكام لكنهم فعلا كانوا السبب الحقيقي وراء الخسارة ولم يكونوا على قدر المسؤولية او بمستوى المباراة، لافتا الى انه لا يريد ان يبخس حق الرفاع لكن الجميع شاهد المباراة ويعلم من هو الفريق الأفضل.
وبين إبراهيم انه في عالم كرة القدم لا تأتي النتيجة دائما لصالح الفريق الأفضل، مؤكدا ان مباراة الإياب في 19 الجاري باتت صعبة لكن مع رجال مثل لاعبي القادسية فنحن قادرون على قلب جميع الأمور مضيفا ان الفريق استعاد خدمات اكثر من لاعب منهم بدر المطوع وفراس الخطيب وحسين فاضل بالإضافة إلى المتواجدين في الكويت وسيمثلون قوة إضافية للاصفر في مباراة الإياب، مشيرا إلى أن الاصفر واجه صعوبات أكثر من تلك واستطاع ان يتخطاها.
وأضاف إبراهيم ان القادسية لعب في المباراة بين جماهيره بسبب توافد الكثير منهم للتشجيع ورد اللاعبون التحية لهم طوال المباراة، خصوصا في الـ 20 دقيقة الأولى التي سيطر فيها الاصفر سيطرة كاملة لكن الحكم اضاع كل هذا المجهود والتعب بأخطاء فردية.
جاريدو: كنا الأفضل
وقال مدرب الرفاع البرتغالي جوزيه جاريدو ان الحكم لم يكن السبب في فوز فريقه الذي كان الأفضل في المباراة واستحق الفوز، وخير دليل انه فاز بهدفين وكاد يسجل الثالث، مشيرا إلى أنه تمكن من اللعب بطريقة تمكنه من الفوز.
ورد جاريدو بعصبية في المؤتمر الصحافي على احد الصحافيين بعد ان سأله عن سر تحقيقه الفوز رغم تراجعه طوال الـ 90 دقيقة، ورغم نقص القادسية فأجاب: أنا حققت الفوز ولم اخسر ولم يدخل في مرماي هدف فماذا تريدون فأنا أواجه فريقا قويا وليس صغيرا.
الأنصاري: تعرضنا لظلم كبير
حمل أمين سر نادي القادسية وليد الانصاري الحكم القطري مسؤولية الهزيمة التي تلقاها الأصفر، مؤكدا أن فريقه تعرض لظلم كبير وكانت قراراته متخبطة كأنه تعمد إيقاع الظلم على القادسية لرغبته في عدم وصول فريق كويتي للعام الثاني على التوالي للمباراة النهائية. وأشاد الأنصاري بمستوى لاعبيه في المباراة، مؤكدا أن الأصفر كان الأفضل والأكثر سيطرة وأضاع عددا من الفرص رغم النقص العددي.
المسعود: حالة طرد غريبة
أبدى رئيس وفد القادسية ومدير اللعبة ابراهيم المسعود استياءه من مستوى التحكيم، مبينا أنه للمرة الأولى يرى في حياته حكما «يدعي» أن لاعبا شتمه على الرغم من أن اللاعب لم يكن يتحدث معه. لافتا الى أن حالة طرد صالح الشيخ غريبة جدا وقد تحامل الحكم المساعد كثيرا على اللاعب الذي دخل في محادثة فيها نوع من العصبية مع محترف الرفاع البرازيلي ريكو. وعن المباراة المقبلة، أكد المسعود أنه غير قلق ليقينه بالفوز بالمباراة وتعويض فارق الهدفين.
الخطيب: سنعود في الإياب
أكد محترف القادسية السوري فراس الخطيب صعوبة مباراة الاياب، مشددا على قوة الرفاع، وهو ما سيجعل المباراة في غاية الصعوبة. وطالب الخطيب الجماهير القدساوية والكويتية بشكل عام بالحضور بكثافة الى مدرجات ستاد محمد الحمد في مباراة الاياب ودعم الاصفر بالصورة المثالية لتحقيق الانتصار والوصول للمباراة النهائية. وعن مستوى التحكيم، أوضح الخطيب أنه لا يحبذ الحديث عن مستوى التحكيم بعد المباريات.