ناصر العنزي
احسنت اللجنة المؤقتة في اتحاد كرة القدم في اعلان برنامجها لمسابقات الموسم 2007 - 2008 رغم الظروف الصعبة التي تمر بها كرتنا والصراع الدائر على هوية الاتحاد المقبل بعدما اصبح امرنا بيد الاتحاد الدولي (فيفا) بانتظار ما سيقرره في اجتماعه مع الوفد الكويتي في 17 اغسطس المقبل، والاكيد اننا نسجل للجنة المشكلة من وائل سليمان وغسان النصف وعبدالحميد محمد التقدير في عملها المضني، خصوصا ان الاخير يملك خبرة كبيرة في لجان المسابقات، واصبح بذلك الطريق ممهدا للاندية في اعداد فرقها وفق المواعيد المحددة، وستكون البداية مع الدوري الممتاز في 27 سبتمبر المقبل، ومن وجهة نظرنا ان مسابقة كأس الاتحاد هي الانسب لانطلاقة المسابقات كما هو معمول به سابقا كي تكون بمنزلة «البروڤة» الحقيقية للفرق قبل الدخول في المسابقات الاقوى، ولربما فضلت لجنة المسابقات تأخير كأس الاتحاد الى 27 سبتمبر المقبل حتى لا تتأثر الفرق فيما لو شارك المنتخب الوطني في استحقاقاته المقبلة في السنة الجديدة 2008 بعدما اشتكت الفرق طويلا من تأثير غياب لاعبيها الدوليين، وان كنا لا نؤيد تداخل البطولات مع بعضها حرصا على جدية المسابقة واثارتها وتواصل مبارياتها.
وجاء البرنامج الجديد للموسم المقبل في مقاس مناسب جدا لفرقنا بعدما تردد ان دوري الدمج سيكون بديلا للدوري الممتاز، خصوصا بعد المشكلة العالقة بين العربي والتضامن لتحديد الفريق الثامن، اذ ان تقسيم الفرق الى درجتين ممتازة واولى افضل وانسب لفرقنا كما هو معمول به في كل الدول، وقد نكون نحن الوحيدين الذين اوجدنا دوري الدمج الذي يكافئ المجد والمقصر، وتابعنا الموسم الماضي اثارة وتنافسا وصل الى حد اقامة مباراة فاصلة لتحديد لقب الممتاز وظفر به الكويت على حساب كاظمة.
وفيما يتعلق بالمباراة المشكلة بين العربي والتضامن، فمن الواجب على الفريقين ان يدخلاها بكل شجاعة كما اقرتها اللجنة المؤقتة في 23 سبتمبر المقبل، اي قبل ايام من الدوري الممتاز، ولا نرى انها مخيفة الى هذه الدرجة، وربما يخشى العربي المواجهة اكثر من خصمه، وقد يتعثر في مهمته ويهبط الى الدرجة الاولى ما تعتبره جماهيره المتعصبة «كارثة» كون فريقها صاحب الرقم القياسي في بطولة الدوري، فيما يلعب التضامن دون ضغوط نفسية، ولو نجح في تخطي المباراة الفاصلة فهو يستحق البقاء مع الكبار بلا شك، وفيما لو خسرها فإن باب التعويض مفتوح في الدرجة الاولى، خصوصا انه يعيش مرحلة متقدمة في المستوى الفني ويضم عناصر شابة ستخدم الفريق لسنوات.
وما يبعث على التفاؤل ان اغلب الفرق احسنت في استعداداتها للموسم الجديد وتستعد للسفر الى معسكرات خارجية، فالكويت والعربي والتضامن فضلت سويسرا مكافأة للاعبيها والقادسية غير وجهته الى البرتغال في ثوب جديد بقيادة مدربه البرتغالي جاريدو الذي سارع بتأمين مباريات تجريبية مع فرق قوية، فيما فضلت ادارة كاظمة قبرص معسكرا للفريق وتبحث الفرق الاخرى عن اماكن مناسبة لاعداد لاعبيها.
ولا شك ان اقامة كأسي صاحب السمو الامير وسمو ولي العهد بنظام الذهاب والاياب سيتيح للفرق المتنافسة التعويض وارتأت لجنة المسابقات اقامتها بهذا النظام كي تزيد في عدد مباريات الموسم، خصوصا ان فرق الدرجة الممتازة ستلعب الدوري من قسمين، حيث سيلعب كل فريق 14 مباراة فقط، وهو عدد قليل جدا لاعلان بطل دوري الكبار.
والامر الآخر الذي سيميز موسم 2007 - 2008 هو اقرار نظام الاحتراف للاعبين، بعدما خصصت مبالغ شهرية تصل الى 500 دينار لكل لاعب تكون بمنزلة «العقد» بين اللاعب وناديه، ومن حق الاخير توقيع عقوبة مالية على اللاعب فيما لو تخلف عن التدريبات او ارتكب مخالفات ادارية، وكنا نتطلع الى ان نحتفل بافتتاح ستاد جابر الدولي مع بداية الموسم الجديد، ولكن مازال العمل قائما به، وقد يطول الى سنة اخرى.
ورسالتنا الاخيرة موجهة الى لاعبي انديتنا، فجميعكم شاهد منافسات واثارة كأس آسيا، وكان الغائب الوحيد هو منتخبنا الوطني، الامر الذي ترك في صدورنا غصة كبيرة، فـ «الازرق» كان صاحب حضور دائم في هذه البطولة وصاحب لقبها في عام 1980، وبأيديكم عودة «الازرق» الى المنافسة من جديد، ونتمنى ان تكون السنة المقبلة بداية جديدة لكرتنا الكويتية.