ناصر العنزي
ركلة الجزاء هي إحدى الضربات الحرة في قوانين كرة القدم، وتأتي كعقاب للاعب في حال ارتكابه خطأ «إعاقة المنافس سواء باليد او بالقدم، لمس الكرة باليد متعمدا» داخل منطقة الجزاء المعروفة باسم منطقة الـ 18، ويتم تنفيذ الركلة من على بعد 11 مترا من خط المرمى، ويشترط عدم وجود أي لاعب من الفريقين داخل المنطقة أثناء تنفيذها سوى الحارس واللاعب الذي سينفذ الركلة، على أن أشهر ركلات الجزاء هي المعروفة باسم ركلة «بانينكا» نسبة إلى مبتكرها اللاعب التشيكي انطونين بانينكا في المباراة النهائية لكأس أمم أوروبا في بلغراد عام 1976 عندما خاض منتخب بلاده تشيكوسلوفاكيا قبل تقسيمها مع منتخب ألمانيا مغامرة ركلات الترجيح، وكانت النتيجة تقدم الأولى 4ـ3 وإذا ما نجحت في ركلتها الخامسة تفوز باللقب وتقدم بانينكا وركز الكرة عند نقطة الجزاء ثم سدد كرة ضعيفة بعدما «نكزها» بلطف وحياء وعندما كانت الكرة في الطريق مباشرة أي في الوسط لا يمينا ولا يسارا كان حارس ألمانيا العظيم سيب ماير قد ارتمى الى الجهة اليسرى فسميت الطريقة باسمه «ركلة بانينكا».
ويقول النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان «لعبت طويلا مع يوفنتوس جنبا إلى جنب مع الحارس جانلويجي بوفون، كان حافظا لطريقة تسديدي الكرة من نقطة الجزاء فقررت ان أفاجئه في نهائي مونديال 2006 ونجحت على طريقة ركلة بانينكا، سددت الكرة في الوسط وارتمى هو الى إحدى الزاويتين»، ولا يجرؤ اللاعبون عادة على تنفيذ ركلاتهم بمثل هذه الطريقة لصعوبتها وعدم ضمان نجاحها وتحتاج إلى لاعب جرئ صاحب قلب «ميت» ومن أهم شروط ركلة بانينكا أن يكون منفذها واثقا بنسبة عالية من أن الحارس سيختار إحدى الزاويتين ليرتمي صوبها وقد حدث مرارا ان الكرة سددت مستقيمة ولكن الحارس لم يتحرك من مكانه فالتقط الكرة بسهولة وكأنها هدية، ومن الضروري ان تكون الكرة بطيئة فلو سددت بقوة لوصلت الى الحارس قبل ان يرتمي الى احدى الجهتين باعتبار ان القانون يمنعه من اي حركة قبل ان تلمس الكرة قدم اللاعب.
وفي ملاعبنا فان نجم القادسية مساعد ندا المتخصص في الركلات الثابتة سجل على طريقة بانينكا في مرمى الكويت ترجيحية حاسمة في نهائي كأس الاتحاد وفاز الأصفر باللقب واختير هدفه من أجمل أهداف الموسم.
ويقول احد حراس المرمى المحليين ان الانطباع السائد عند الحراس هو ان اللاعب الذي يستخدم قدمه اليمنى يسدد الكرة الى يمين الحارس والذي يستخدم قدمه اليسرى يسدد الى يسار الحارس، وكل ما علينا فعله الارتماء الى الزاوية والباقي على الحظ.
من أشهر نجوم الكرة السابقين المتخصصين في تنفيذ ركلات الترجيح جاسم يعقوب الذي كان يسدد الكرة بقوة في حين يلجأ فيصل الدخيل الى ركنها نحو الزاوية الضيقة، ورغم مهارة فتحي كميل إلا انه كان يفضل صناعة ركلة الجزاء بدلا من تسديدها.