مبارك الخالدي
اثبت المدرب الوطني جدارته لقيادة المنتخبات السنية لكرة القدم رغم تقديرنا للسيرتين الذاتيتين للمدربين البرتغاليين انطونيو فولاتي وادغار بورغيس اللذين فشلا في تحقيق نتائج ايجابية مع منتخباتنا الوطنية فالأول قاد ازرق الناشئين في بطولة الخليج السابعة التي استضافتها الكويت في سبتمبر الفائت وخرج المنتخب من الدور الاول للبطولة وجاء في المركز قبل الاخير ولم يستفد فولاتي من عاملي الارض والجمهور والامكانيات التي وفرها الاتحاد لخدمة الجهاز الفني للمنتخب واخيرا جاء الدور على بورغيس الذي تسبب في توظيفه الخاطئ للاعبين ومبالغاته الدفاعية في خسارتنا امام العراق 0-3، وكانت السبب المباشر في خروجنا من البطولة وكانت اللجنة الانتقالية السابقة لاتحاد الكرة برئاسة الشيخ احمد اليوسف قد تعاقدت الصيف الماضي مع البرتغاليين لقيادة منتخبي الناشئين والشباب ووفرت لهما كل المتطلبات اللازمة بما فيها معسكرات الاعداد الخارجية وفق برنامج ممنهج بشكل جيد احتوى على اقامة عدد من المباريات الدولية الودية داخل الكويت وخارجها وجاء الاتحاد الحالي برئاسة الشيخ طلال الفهد واشاد بتلك الخطط وواصل العمل بها ودعمها بقوة ومع ذلك لم يوفق المدربان مع منتخبينا.
إخفاق الأجنبي
ولعل من عوامل عدم نجاحهما هو صعوبة التفاهم بين اللاعبين والمدربين خصوصا في مثل هذه المراحل السنية من العمر والتي ربما يحتاج المدرب الاجنبي الى الكثير لإيصاله الى اللاعبين ولكن ليس بمقدورهم استيعاب ما يملي عليهم للتباين في اللغة بين الجانبين فتنمية فكر اللاعب الناشئ لا تأتي عبر خطط اللعب فقط ولكن عبر التواصل الشفهي الذي يغذي من خلاله المدرب اللاعبين بمفاهيم الكرة الحديثة بطلاقة وهذا ما لم يحدث، فالمترجم احيانا قد لا ينجح في إيصال الفكرة المطلوبة كما هي ويكمن السبب الآخر فيما صرح به المدربان همسا من ان هناك تدخلات في عملهما من حيث اختيار تشكيلة اللاعبين او حتى خطط اللعب وهذا يكشف جانبا في ضعف شخصية المدرب الاجنبي الذي دائما ما يسعى الى النتيجة في ظل عقد محدد المدة ولا ينظر الى اعداد لاعب للمستقبل ولذلك طغى الأداء الدفاعي على اداء منتخبي الناشئين والشباب وشاهدنا كيف تغير شكل المنتخب في عدد من المباريات عندما نترك الحرية في اللعب للاعبين لإظهار مواهبهم.
«الوطني» مشروط
وبالنظر إلى الدول المجاورة نجد ان معظم المدربين في منتخبات المراحل السنية في السعودية والامارات وقطر يحملون الجنسية الوطنية لمنتخباتهم حيث استطاعوا تحقيق نتائج لافتة مع منتخبات بلادهم ولذلك أسباب في مقدمتها عامل الاستقرار للجهاز الفني مما يبعث على اطمئنان المدرب انه غير مهدد بإنهاء عقده في أي لحظة، بينما السبب الثاني ان المدرب الوطني اقرب الى التفاهم مع العناصر الشابة والناشئة من حيث اللغة وفهم نفسية اللاعب مما يسهل عليه متابعته حتى في خارج الملعب بل ان المدرب الوطني يهتم باللاعب الناشئ حتى يبلغ مكانه في المنتخب الاول لأنه يعلم ان في ذلك رسالة وطنية مهمة لأنه من الضروري ترك الحرية للمدرب في العمل دون تدخلات في اختيار اللاعبين دون تأثير او واسطة ليأخذ الجميع في الأندية فرصتهم دون ظلم فكثيرا ما سمعنا عن تجاهل بعض المدربين للاعبي الفرق الصغيرة علما بأنها تزخر بالمواهب والنجوم.
الفوز على الصين
وفي مباراة ازرق الناشئين امام الصين في كأس آسيا الاخيرة حل المدرب الوطني عبدالعزيز الهاجري مدربا بديلا للمدرب البرتغالي بورغيس واستطاع ان يتفوق على نفسه وفاز على الصين 1-0، وهو نفسه من اوصل المنتخب الى النهائيات بعد ان رفض الهاجري ان يكون مساعدا للمدرب البرتغالي فما كان من الهاجري الا ان بث الروح الهجومية في نفوس اللاعبين امام الصين ونجحوا في التسجيل والتألق وبقي يوجه اللاعبين من على خط الملعب ويتكلم معهم ويشجعهم بلغة يفهمونها عكس الاجنبي لكن «اذا فات الفوت ما ينفع الصوت» وخرج المنتخب من البطولة.
خسرنا وكسبنا لاعبين
ولعل من حسنات مشاركة ازرق الناشئين في كأس آسيا انه كسب عناصر ومواهب رائعة ومنهم حارس المرمى احمد عبدالله ومحمد الفهد وفيصل الشريان ونادر العنزي وسعود اديلم ومحمد القبندي وعمر العدواني وعبدالله الشمري وفيصل السبيعي ومحمد السرهيد وكلهم نجوم واعدة تبشر بأن الكرة الكويتية كسبت قاعدة قوية من المواهب تحتاج الى المتابعة والاهتمام.