مبارك الخالدي
أسدلت محكمة التمييز صباح امس الستار على القضية التي شغلت الاوساط الرياضية منذ عام 2007 وحتى صدور الحكم امس والمتعلقة بقرار وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الاسبق الشيخ صباح الخالد الخاص باقالة الشيخ طلال الفهد من منصبه كنائب لمدير عام الهيئة العامة للشباب والرياضة، حيث قررت الدائرة الادارية بمحكمة التمييز الغاء الحكم الاستئنافي 618/2007 الصادر في 15 مارس الماضي والغاء القرار الاداري 120/2007 الصادر في 4 يونيو 2007 والخاص باعتبار الفهد مستقيلا من منصبه، وما يترتب عليه من آثار، كما امرت بتعويضه تعويضا مؤقتا مقداره 5001 دينار عن الاضرار التي لحقت به.
وفور صدور الحكم، اعلن المحامي الحميدي السبيعي الوكيل عن الشيخ طلال الفهد ان الايام المقبلة ستشهد بدء مرحلة التنفيذ ليعود الفهد الى منصبه بالهيئة من خلال اتخاذ الاجراءات القانونية الخاصة بفتح ملف للتنفيذ بادارة التنفيذ ويعقبه توجيه اخطار رسمي من ادارة التنفيذ الى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتمكين الفهد من العودة الى مكتبه بالهيئة لمباشرة مهامه الرسمية.
واضاف السبيعي انه على الرغم من مرور وقت طويل على النزاع الماثل في المحكمة الا اننا لم نفقد الامل في صحة توجهاتنا ودفاعنا بأن القرار الوزاري المطعون فيه كان خطأ يستوجب التصحيح، وقد اسعدنا حكم التمييز الصادر امس حيث اعاد الحق الى اصحابه عبر سلسله من المداولات القضائية التي تشكل في النهاية دروسا مستفادة لتفسير وتأويل القوانين واللوائح والقرارات الادارية المختلفة.
الفهد يتجه للتعويض
وعلمت «الأنباء» ان الفهد يتجه للمطالبة بتعويض مالي كبير للضرر الذي لحق به، سواء كان ماديا او معنويا، خاصة ان محكمة التمييز قد مهدت الطريق له الى ذلك باقرارها بأحقيته في تعويض مؤقت مقداره 5001 دينار، وهو ما يعطي الضوء الاخضر قضائيا للمطالبة بتعويض اكبر وفق ما ينص عليه قانون المرافعات.
وكان الفهد قد اقام الدعوى 926/2007 اداري/2 للطعن في القرار المذكور، حيث اصدرت محكمة اول درجه في 16 اكتوبر 2007 حكما يقضي برفض الدعوى الامر الذي لجأ معه الفهد الى محكمة الاستئناف حيث قيد بالرقم 618/2006 ودفع الفهد حينها بعدم دستورية الفقرة 5 من قانون 5/2007 بشأن تنظيم اوجه العمل في كل من اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية، حيث احالت المحكمة ملف الدعوى الى المحكمة الدستورية التي قيدته بالرقم 1 لسنة 2010 دستوري واصدرت في 15 مارس الماضي حكمها بعدم دستورية الفقرة المطعون فيها فيما تضمنته من اعتبار الشخص مستقيلا من وظيفته القيادية بأي من مجالس ادارات الهيئات الرياضية اذا جمع بين العمل في هذه الوظائف وعضوية مجلس ادارة أي من هذه الهيئات.
الطريجي رئيسا للسالمية
كما اصدرت المحكمة ايضا حكما بشأن تثبيت مجلس ادارة نادي السالمية الحالي برئاسة د.عبدالله الطريجي ورفضت الطعن المقدم من اعضاء الجمعية العمومية للنادي وهم محبوب جمعة ونوري الربيعان وآخرين، حيث قررت محكمة اول درجه قبول الدعوى وحل مجلس الادارة على سند من القول ان المجلس لم ينعقد خلال 90 يوما، وفي وقت لاحق الغت محكمة الاستئناف الحكم، الامر الذي لجأ معه اطراف الدعوى الى محكمة التمييز التي اسدلت الستار امس على النزاع وامرت بالغاء الطعن لانتفاء القرار الاداري. وفور صدور الحكم اعلن المحامي بسام العسعوسي محامي دفاع مجلس الادارة انه في النهاية لا يصح الا الصحيح والمحكمة طبقت مواد ونصوص القانون بحذافيرها ونشكر القضاء الذي ازال كل لغط عما دار خلال المسلسل الطويل بنادي السالمية.
شخصيات رياضية اعتبرت الحكم إنصافاً للفهد
- الكاظمي: «يستاهل الفهد» ونبارك له على الحكم العادل
- البيدان: الحكم أثبت مدى شخصانية القانون 5/2007
- رمضان: الفهد تعرّض للظلم وكنا نتوقع صدور الحكم لصالحه
- الفارس: نحن مع ما يقوله قضاؤنا النزيه ولسنا طرفاً في أي خلاف
- العدواني: وسام على صدور الجميع والله يسامح السبب في الأزمة
- بداح: من سيعوّض الفهد عن رواتبه طوال الفترة الماضية
- سريع: أقول للفهد: «صبرت ونلت ياالفهد والله يوفقك»
- رابح: الحكم تاريخي والحق عاد لأصحابه ونتمنى انتهاء الأزمة
سمير بوسعد ـ يحيى حميدان عبدالله العنزي
أشاد عدد من المسؤولين الرياضيين بحكم محكمة التمييز الذي صدر أمس وقضى بعودة الفهد نائبا لمدير الهيئة العامة للشباب والرياضة وإلغاء القرار الإداري الذي أصدره وزير الشؤون آنذاك الشيخ صباح الخالد بعزل الفهد من وظيفته في الهيئة.
وأجمع المسؤولون على أحقية الفهد في العودة الى الهيئة بعد ان أنصفته المحكمة.
في البداية قال رئيس النادي العربي جمال الكاظمي ان الحكم كان بمثابة النصر بعد ان أنصف القضاء النزيه الشيخ طلال الفهد بعودته الى وظيفته السابقة وبشكل قانوني وغير قابل للطعن لانه صدر من محكمة التمييز.
وهنأ الكاظمي الفهد بعودته الى الهيئة وقال «يستاهل الفهد ونبارك له على القرار النهائي والحكم العادل»، متمنيا ان يكون بداية جديدة في طريق حل الأزمة للنهوض بالكرة والرياضة.
رد الحق لأصاحبه
وهنأ رئيس نادي الشباب يعقوب رمضان الشيخ طلال الفهد على هذا الحكم الذي أعاد له مكانته في الهيئة، معتبرا حكم المحكمة بمثابة رد الحق الى أصحابه لان الفهد تعرض الى الظلم في وظيفته كنائب لرئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة.
وقال رمضان: نبارك لأنفسنا بعودة الفهد الميمونة وكنا نتوقع صدور هذا الحكم من محكمة التمييز وهذا يحسب للقضاء النزيه، مضيفا انني متفائل بعودة ادارات الأندية المنحلة لانها ظلمت وجرى حلها بغير وجه حق ودون سند قانوني لكننا فرحنا بخبر عودة الفهد بقرار نزيه، ونتمنى ان يكون القرار فاتحة خير على الرياضة بشكل عام.
قانون شخصاني
من جانبه قال رئيس نادي التضامن السابق والناطق الرسمي باسم أندية التكتل يوسف البيدان ان حكم المحكمة اثبت مدى شخصانية القانون 5/2007 الذي كان له الاثر الأكبر فيما وصلت اليه الرياضة الكويتية من الايقافات العديدة في مختلف الألعاب.
وبيّن ان هذه الجزئيات التي كسبناها من خلال القضاء النزيه ما هي الا بعض ما جاء في القانون، ونحن على ثقة كبيرة بأننا لو ذهبنا بالبنود الأخرى من القانون الى المحكمة لأثبتنا مجددا انها موجهة وشخصانية، وكل هذه الأحكام أثبتت مدى صحة ما كنا نقوله في السنوات الثلاث الأخيرة.
نحن مع القضاء
ورحب نائب رئيس نادي الجهراء المعين منير الفارس بعودة الشيخ طلال الفهد لمنصبه من جديد، مضيفا أنهم كمجلس ادارة ليسوا طرفا في أي خلاف اداري، وان أصل الموضوع يعود لتطبيق القوانين واذا رأى المشرع أن للفهد حق في العودة فنحن مع ما يقوله القضاء ونقف في صف قضائنا النزيه.
وأضاف أن الفهد يعتبر من الشخصيات الرياضية المعروفة التي دائما ما تعمل للمصلحة العامة وهو أحد أبناء الوطن المخلصين وشخصية معروفة ونقدرها نحن كمجلس ادارة نادي الجهراء. وانه يعد من الشخصيات المحبوبة في المجال العام بمنطقة الجهراء ودائما ما يتواجد في دواوينها، وفي المجال الرياضي دائما ما يدعم لاعبي النادي ويساندهم ويقف الى جانبهم ودائما ما يبادر لحل مشاكلهم حتى دون أن يطلب أحد منه ذلك.
وسام على صدورنا
وأكد أمين صندوق نادي النصر السابق ومدير كرة القدم حاليا دخيل العدواني أن هذا القرار يعتبر وساما على صدور الجميع خاصة أنه صدر عن قضائنا النزيه، مضيفا أن الحق يجب أن يعود لأصحابه مهما طال الزمن.
وشدد العدواني على ضرورة فتح صفحة جديدة لتطوير الرياضة والالتفات لها قليلا بعد المشاكل التي مرت بها خلال الفترة الماضية، وأضاف: «الله يسامح من تسبب بكل هذه الأحداث من أعضاء مجلس الأمة وهم سبب المشاكل التي حصلت من خلال بعض القوانين التي سنوها».
ولفت الى أن الفهد من الشخصيات الناجحة ولو تم وضعها في أي مكان فسيكون النجاح حليفها بلا شك لما يتمتع به من خبرة رياضية طويلة امتدت لأكثر من 20 عاما.
من يعوض الفهد
وبارك أمين سر نادي الشباب صالح بداح للفهد عودته لمنصبه من جديد بعد أن قال القضاء كلمته الحاسمة، مضيفا «ما ضاع حق وراءه مطالب» مشيدا بقضائنا النزيه الذي يقف مع المظلوم ويعيد الحق لأصحابه دائما.وتساءل: من المسؤول عما حدث خلال الفترة الماضية ومن سيقوم بتعويض الفهد عن رواتبه طوال هذه المدة.
«صبرت ونلت»
من جهته وجه نائب رئيس نادي الفحيحيل خالد سريع الشكر للقضاء الكويتي النزيه على عودة الحق الى اصحابه، مشيرا الى ان هذا الحكم اثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن القانون 5/2007 هو قانون شخصاني والمقصد الاول منه النيل من طلال الفهد.
وقال سريع ابارك للفهد هذا الحكم واقول له صبرت ونلت يا الفهد والله يوفقك، واتمنى من الاخوة في اللجنة الصحية المسؤولة عن الملف الرياضي ومن جميع اعضاء مجلس الامة ان يسارعوا بتعديل القوانين الرياضية بما يتوافق مع الميثاق الاولمبي لانه احد شروط رفع الايقاف عن الرياضة الكويتية، كذلك كلنا ثقة بالقضاء بشأن الاحكام بعودة الاندية المنحلة.
دعوة لانهاء الازمة
الى ذلك قال رئيس نادي التضامن السابق خالد رابح ان هذا الحكم التاريخي للقضاء الكويتي ما هو الا حق وعاد الى اصحابه واتمنى ان تكون هذه الاحكام القضائية مبينة وموضحة للناس صحة ما ذهبنا اليه من مبادئ ومواقف في السنوات الاخيرة.
وتمنى رابح ان تنتهي هذه الازمة الرياضية فالبلد لا يتحمل مشاكل رياضية في ظل كل هذه المشاكل التي نواجهها، ونحن نجدد ما كنا ننادي به في وقت سابق «دعوا الرياضة للرياضيين».