افتتح رئيس الوزراء الصيني جياو باو امس دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة التي تحتضنها مدينة غوانزو الصينية والتي تستمر حتى 27 نوفمبر الجاري، بحضور رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ احمد الفهد الذي رحب في كلمته الافتتاحية برئيس مجلس الدولة الصيني وبرئيس اللجنة الاولمبية الدولية د.جاك روغ وعقيلته وقال ان المجلس الاولمبي الآسيوي يشكر جميع من ساهم في التحضيرات للدورة ونهنئ الحكومة المركزية واللجنة الاولمبية الصينية وجميع أهالي غوانزو على هذا العمل الرائع الذي جمعنا الليلة.
واضاف الفهد اننا نشهد فصلا رائعا من الألعاب الآسيوية في رحلة اتصلت منذ الثلاثينيات وأصبحت حقيقة بعد سنوات من التجارب وندعو جميع الرياضيين الى التنافس بروح رياضية، فالدورة استقطبت سفراء آسيا من مناطق مختلفة ليبذلوا افضل ما لديهم بأداء رفيع.
وأشار الفهد الى ان الفوز والانتصار يحدو الجميع والأمر المهم هو المشاركة والأكثر اهمية بذل الجهود. ودعا الجميع قائلا: استمتعوا بأوقاتكم في غوانزو وتذكروا أنكم جزء من التاريخ واظهروا لنا روحكم الرياضية والصداقة واحترام الرياضيين.
واختتم الفهد كلمته بالشكر لأهالي غوانزو وقال: شكرا لكل من ساهم وامن بالألعاب الآسيوية ونحن في المجلس الاولمبي الآسيوي متأكدون من ان المجلس الأولمبي الآسيوي سيقدم لكم الدعم ونهنئكم على جهودكم. وشكرا للإعلام المحلي على إيصال الألعاب لكل أنحاء العالم وشكرا لكل المتطوعين على العمل الجاد. وقبل إعلان رئيس الوزراء الصيني الافتتاح كان طابور العرض الذي شارك فيه وفد الكويت تحت العلم الاولمبي الآسيوي.
وفي فقرات حفل الافتتاح الذي امتد الى 3 ساعات شكل الماء مع النار والليزر عنصرا رئيسا في حفل الافتتاح لوقوع مدينة غوانزو في اقليم غانغدونغ المحاذي لبحر جنوب الصين وتحديدا في دلتا نهر اللؤلؤة الذي يقسمها الى شطرين.
ويدعى موقع حفل الافتتاح هاشينشا وتعني بحيرة صغيرة حفرت في قلب النهر وملئت بالماء بارتفاع 30 مترا لقلة الأمطار الموسمية تحيط بها الأبنية السكنية من كل الجهات يعلوها برج كانتون البالغ ارتفاعه 610 امتار والمعروف باسم «برج الذكريات» لأنه يؤرخ، رغم حداثة بنائه، لحضارة كانت ناشطة قبل 2200 عام.
وانتقل قسم من ممثلي الدول بزوارق يصل عددها الى 45 يمثل كل واحد منها دولة، وسارت لمسافة 9.3 كيلومترات عبر نهر اللؤلؤة وصولا الى «هاشينشا» حيث أنشئ اكبر مسرح مائي في العالم يتسع لـ 28 الف متفرج وهو بحجم ملعب لكرة القدم.
الفهد تابع مسيرة الشهيد
تحرك الشيخ فهد الأحمد منذ توليه مسؤولية رئاسة اللجنة الاولمبية الكويتية في أكتوبر 1974 والمتزامنة مع مشاركة الكويت الأولى في دورة الألعاب الآسيوية، نحو القارة الكبرى من 3 منطلقات سياسية ورياضية، ويهدف الأول لمحاصرة اسرائيل المسيطرة في ذلك الوقت على الألعاب الآسيوية بوصفها من الأعضاء المؤسسين للاتحاد الآسيوي 1950 تمهيدا لـ «طردها» من العائلة القارية لاحقا.
وتركز المنطلق الثاني على توحيد كلمة القارة التي كانت تعاني من تمزق وتشتت وخضوع للسيطرة الأوروبية والأميركية، فيما كان الهدف الثالث رفع المستوى الفني والإداري للرياضة الكويتية.
ولم يكن متوقعا ان تحرم إسرائيل التي شاركت في النسخة السابعة عام 1974 في طهران، من المشاركة في الدورة الثامنة بعد 4 أعوام في بانكوك وتستبعد من الدورة التاسعة عام 1982 في نيودلهي، ثم تشطب نهائيا بحكم قانون التنظيم الجديد الجامع للدورة وهو المجلس الاولمبي الآسيوي، واعتبر ما تحقق نجاحا سياسيا وقوميا للعرب.
وتطلب شطب إسرائيل 8 أعوام من الجهد، وفي عام 1977 كانت فكرة إنشاء تنظيم جديد يحل محل الاتحاد الآسيوي تبلورت في اللجنة الاولمبية الكويتية، وطرح الشيخ فهد الأحمد وجهة نظره في عشرات الاجتماعات الثنائية ولاقى تأييدا كبيرا ثم تم اعتماد فكرته وأبصر المجلس الآسيوي النور في 5 ديسمبر في نيودلهي 1982 فكان بحق أضخم الانجازات الرياضية في تاريخ الكويت.
وتابع الشيخ أحمد الفهد مسيرة والده الذي غاب عن مسرح الحياة خلال غزو العراق للكويت (1990)، ونجح في الدورة الرابعة عشرة 2002 في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، في جمع الكوريتين وتجسد هذا النجاح في دخول وفدي البلدين جنبا إلى جنب في قافلة موحدة وإيقاد الشعلة من لاعبين من «الطرفين المتناقضين».
وعقد المجلس الأولمبي الآسيوي اجتماعه 1994 في تايبيه، وساهم الشيخ احمد الفهد في حضور العضو الصيني واي جونغ اعمال الاجتماع فكان اول صيني يزور تايوان منذ انفصال الجزيرة.
وشعار المجلس الاولمبي كان منذ تأسيسه «دائما الى الأمام»، ويبدو ذلك جليا في تحول المناسبات الرياضية الاقليمية المحصورة الى دورات جامعة اذ ارتفع العدد الى حده الأقصى وأصبح عدد المشاركين 45 دولة.