القاهرة - سامي عبد الفتاح - صبحي عبد السلام
فازت «اتصالات» لخدمات المحمول بكأس السوبر، وشاركتها في هذا الفوز كليوباترا للسيراميك ومؤسسة الأهرام.. لأن مباراة السوبر المصري التي جمعت بين الأهلي والاسماعيلي، خلت من وجود قوى لهذين الفريقين، وتحول فيها لاعبو الفريقين الى كومبارس ومجاميع في خلفية الحفل الرئيسية التي كانت لشركة «اتصالات» الراعي الرسمي لكرة القدم المصرية والتي خطفت الأضواء وجعلت كل ما في استاد القاهرة في تلك الليلة يتحدث باسمها، حتى لاعبو الأهلي الذين نالوا كأس «السوبر» المقدمة من اتحاد الكرة لم يتمكنوا من مغادرة المكان بالكأس قبل أن تسجل لحظة الفوز بالكأس في أحضان «اتصالات».
وشاركتها على استحياء في تلك الليلة اعلانات كيلوباترا التي كست ظهور وصدور لاعبي الفريقين وكأنهم دمى على مسرح العرائس يؤدون أدوارا محدودة ومحددة حتى انتهى العرض باللحظة السعيدة للفريقين، وهي فوز الأهلي واحتفاظه بكأس السوبر وتحية التقدير والرضا لفريق الاسماعيلي، لأن الأهلي فاز بالكأس بفارق ضربة ترجيحية واحدة، بعد أن تعادل الفريقان (1 - 1)، حيث تقدم الاسماعيلي بهدف حمص في الدقيقة 34 من الشوط الأول، وتعادل للأهلي شادي محمد من ضربة جزاء مشكوك في صحتها قبل نهاية الشوط نفسه.
مجمل أداء الفريقين متوسط المستوى وخلا من المتعة الحقيقية، كما تبادل الفريقان أوقات التميز، فكان الاسماعيلي الأفضل والأخطر في الشوط الأول والأهلي في الثاني، ولكنها في الحالتين ليست تلك الأفضلية التي ترجح كفة أحدهما على الآخر.. وهذا ما يفسر سر سعادة مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي وفوزي جمال الذي كان المسؤول عن الاسماعيلي في هذه المباراة.. جوزيه بالطبع سعيد للبطولة رقم 13 له على التوالي مع الأهلي ولأنه لم يخسر بعد أن وصل الأمر الى الاحتكام لضربات الترجيح.
وفوزي جمال حقق لنفسه بطولة خاصة في سلك التدريب.. ما كان يحلم بها، وهو أن يتقدم على الأهلي ويجعله في حالة بحث عن التعادل لمدة عشر دقائق حتى ناله بضربة جزاء، كما أنه عطل الى حد كبير كل القوى الهجومية في فريق الأهلي التي دفع بها جوزيه على مدى الشوطين، فلم يهدد أي من فلاڤيو وأبوتريكة وبركات ومتعب وحسني مرمى محمد صبحي بكرة خطرة واحدة.. بل ان الفرص الحقيقية كانت للمدافعين وائل جمعة في الشوط الأول وأحمد السيد في الشوط الثاني.
المباراة كشفت عن شيء مهم نتمنى أن ينتبه اليه المسؤولون في اتحاد الكرة، وهو أن «السوبر» لا يمثل قيمة حقيقية ومغرية للأندية، التي يفترض أنها كبيرة وجماهيرية واعتادت على البطولات، لأن الفائز بالسوبر يحصل على 250 ألف جنيه، أي حوالي 45 ألف دولار، وهو مبلغ تافه جدا لا يساوي راتب شهر للمدرب جوزيه، فكيف يحصل عليه ناد كبير وبطل وماذا سيوزع منه على لاعبيه مكافأة لهم على البطولة.. ولولا أنها بطولة - على الفريق - ربما ما فكر فيها الأهلي نفسه رغم أنه بطل الدوري والكأس.. فالسوبر ليست مشجعة لأحد، ومن يشارك فيها يعتبرها «لعبة قمار» اما تصيب وتكتب له مجدا، واما تخيب ولن يخسر معها شيئا.
ولأنها بطولة هزيلة القيمة.. فقد تركت هذا المعنى على أداء لاعبي الأهلي الذين أدوا المباراة بهدوء واستكانة وغياب للروح، خاصة في الشوط الأول، ربما لأنهم فازوا بها مرارا ولم يجنوا من ورائها الشيء الكثير، وربما لأنهم يفكرون في مباراة المصري القادمة في الدوري ومن بعدها رحلة السودان لمواجهة الهلال، فالأداء كان باهتا وغير مقنع من بطل الدوري والكأس، ونال الأهلي لقب البطولة في النهاية بمساعدة لاعبي الاسماعيلي الذين اهدروا ضربتي الترجيح الأولى والثانية، حتى إن الحضري لم يصد أي منهما.
وظهر الاسماعيلي أفضل نسبيا وأخطر كذلك لأن لاعبيه في اشتياق بالغ لأي بطولة حتى لو كانت من مباراة واحدة.. فجاء أداؤهم أعلى وأكثر تركيزا، ولو حالف لاعبيه الحظ لفازوا بهدفين أو ثلاثة، وكانوا جميعا نجوما في المباراة، ولكن خانتهم لياقاتهم البدنية في الثلث الأخير من المواجهة الذي كان لصالح الأهلي.