فهد الدوسري
بعد جفاء دام 12 عاما حقق منتخبنا الوطني لقب كأس الخليج بجدارة واستحقاق وبشهادة الجميع كان المنتخب الأفضل فنيا على مستوى البطولة، وقدم الأزرق خلال مبارياته الخمس التي خاضها في المسابقة أداء رجوليا ملحوظا ممزوجا بحماس منقطع النظير ساد أجواء بعثة المنتخب منذ لحظة وصوله عدن، وتمكن الجهاز الفني بقيادة الصربي غوران ومساعده الوطني عبدالعزيز حمادة من إيجاد التوليفة المناسبة من اللاعبين الذين يرى فيهم القدرة على تطبيق ما يريده من خطط فنية داخل المستطيل الأخضر، ولا أحد ينكر الدور الكبير للجهاز الفني من خلال دراسته الجيدة لمستويات المنتخبات المنافسة خلال البطولة ومحاولته تقديم عنصر المفاجأة في كل مباراة على حدة مع مراعاة ظروفها في حال غياب لاعب أو آخر، وتجب الإشادة هنا بجهود اللاعبين
الـ 26 الذين عملوا بروح الفريق الواحد.كما ان مستوى اللياقة البدنية التي ظهر بها لاعبونا كان جيدا، لاسيما أنهم لاعبون هواة ويقارعون محترفين على طراز عال في المنطقة.
مسيرة الأزرق
وإذا ما استرجعنا مسيرة الأزرق خلال الفترة الماضية والجميع يعلم أنه سبق ان فاز ببطولة غرب آسيا في أكتوبر الماضي فالملاحظ أن المستوى الفني في تطور جيد وملحوظ خاصة بعد سلسلة الإخفاقات التي مني بها منتخبنا في الفترة الماضية بسبب الأزمة الرياضية.
وبعد انتهاء فترة الاحتفالات الحالية يعكف الجهاز الفني حاليا على إعداد الفريق بصورة مميزة استعدادا لنهائيات كأس آسيا التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة من 7 الى 29 يناير المقبل، وينوي اتحاد الكرة إقامة معسكر تدريبي في القاهرة وخوض 3 لقاءات ودية بحيث يواجه المنتخب الكوري الشمالي في مباراتين 23 و27 الجاري ثم زامبيا في 31 منه.
ويحتاج الأزرق الى تكاتف جميع المسؤولين الرياضيين والسياسيين ودعمه بشكل لافت من الناحية المعنوية تحديدا بعد أن نال الدعم المادي الجيد بعد تحقيق لقب «خليجي 20».
اللياقة البدنية
وقد يخطئ البعض في الاعتقاد أن لاعبي الأزرق يعانون ضعفا في اللياقة البدنية والصحيح أن البعض منهم ليس لديه وعي بتوزيع المجهود البدني واللياقي على مدار شوطي المباراة وهو الأمر الذي يظهر من خلاله بعض لاعبينا مرهقين متعبين بعد عشرين دقيقة من عمر الشوط الثاني من كل مباراة مثل نجم المنتخب فهد العنزي.
وهنا على المدرب الصربي غوران الانتباه إلى ضرورة استحداث تغيير تكتيكي في المباريات المقبلة، لاسيما أن المنتخبات المنافسة في المجموعة الأولى أوزبكستان والصين وقطر التي ستواجه الأزرق قد حفظت عن ظهر قلب طريقة لعبه واعتماده بشكل لافت على الهجمات المرتدة السريعة ومحاولات الاختراق من العمق التي يقودها نجم الأزرق بدر المطوع.
آمال كبيرة
وعلى اتحاد الكرة بقيادة الشيخ طلال الفهد، الذي يبدو ان وجهه خير على الكرة الكويتية حيث خطف لقبين على التوالي في عمان وعدن، آمال كبيرة في الاهتمام بهذا المنتخب الذي يعتبر النواة الحقيقية لمنتخب قوي قادم لمنافسات المنطقة والإقليم ويحتاج ذلك لتقوية منافسات الدوري المحلي بقسميه حتى يظهر لنا لاعبون قادرون على خدمة الأزرق في المرحلة المقبلة والتي تحتاج لتضافر الجهود أكثر من أي وقت مضى.
وإذا كانت كأس الخليج قد غابت عن خزائن الاتحاد طوال 12 عاما، فإن كأس آسيا تغيب عن بوابة الجهراء ودروازة عبدالرزاق وسوق الفحيحيل حتى الآن حوالي 21 عاما، وسيكون تحقيق اللقب في الدوحة 2011 بمنزلة حلم كل كويتي يمني النفس لرؤية الموج الأزرق يسقط منافسيه الآسيويين الواحد تلو الآخر ولكن ذلك يحتاج لتطوير أداء الجهاز الفني بقيادة غوران وإيجاد عنصر المفاجأة وتحفيز اللاعبين بشكل أكبر واستغلال الحالة المعنوية المرتفعة لهم خاصة بعد تحقيق لقبين، وسنقول ان الثالثة ثابتة بإذن الله.