عبدالله العنزي
يبدو ان الاندية تعجلت كثيرا بإصدارها ميثاق الشرف فيما بينها والذي ينص على اتفاق على عدم تعاقد أي منها مع أي لاعب «هارب» الى احد الأندية الخارجية، وذلك بهدف تضييق الخناق على هؤلاء اللاعبين، والحد من تلك الظاهرة التي يهدف اللاعبون من ورائها الى الهروب من الهواية الى الاحتراف. هذا الميثاق ولد ميتا في الاصل بسبب رفض بعض الاندية الالتزام به، الا ان مسؤولي الاندية اصروا على اصداره رغم ان حلقة النقاش فيما بينهم لم تستمر سوى ساعة واحدة فقط، وبعدها اعلن ممثل العربي عادل الخليفة رفضه التوقيع على الميثاق الا بعد الرجوع لمجلس الادارة، وهذا اول شرخ كبير للميثاق الذي لم تجف احبار تواقيع الاندية عليه.
وكان حريا بالمجتمعين الرجوع الى التاريخ قبل التوقيع على مثل هذه التواقيع، فأندية المعايير: الكويت والعربي وكاظمة والسالمية (علما بأن رئيس نادي الكويت السابق محمد الصقر رفض انضمام القادسية الى هذه الاتفاقية على الرغم من كونه من اندية المعايير) قامت هذه الأندية بالتوقيع على ميثاق شرف فيما بينها ينص على عدم التدخل عن طريق المفاوضات مع أي لاعب يفاوضه احد أندية المعايير، ولم يستمر هذا الميثاق طويلا حينها بدليل المشاكل التي رافقت صفقات اللاعبين وكانت آخرتها قضية انتقال بشار عبدالله بين السالمية والكويت والعربي والتي اعلن على ضوئها العربي خروجه من اندية المعايير، فاذا كان الميثاق بين 5 اندية لم يعمر طويلا فما بالك بالميثاق الذي يجمع الاندية الـ 14.
وقد لا يكون خافيا على احد ان المصالح متفاوتة بين الاندية المجتمعة، فعلى سبيل المثال ما كان الاجتماع ليعقد لولا حضور اندية العربي والقادسية والكويت فهي قبلة اي لاعب هارب من ناديه، وفي الوقت ذاته لا خوف على لاعبي هذه الاندية من الهرب خصوصا انه لن يذهب بهروبه هذا الى ناد اكبر من ناديه الحالي، لذلك كان لابد من وجود دفعة معنوية بتوقيع القادسية والكويت على هذا الميثاق، واحقاقا للحق فان الكويت كان اول ناد يرفض اتمام صفقة اي لاعب هارب من ناديه.
مشكلة ادارات الاندية انها لا تعلم ان من يحرض لاعبيها على الهرب هي اعلى سلطة في عالم كرة القدم وهو الاتحاد الدولي «فيفا»، الذي يسعى الى ان يكون كل اللاعبين محترفين بحلول عام 2025، وانديتنا الى الان تحاول تضييق الخناق على لاعبيها، كما انها اختارت الطريق الصعب والاسرع تنفيذا بمحاولة اصدارها هذا البيان المشروخ قبل صدوره، على الرغم من ان الحل القانوني والجذري لهذه المشكلة ليس في يدها ويتطلب تطبيق قانون الاحتراف الكلي من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة حتى يتم وقف مسلسل الهروب المحمي قانونيا بقوة «فيفا»، وان كان يحسب للقادسية انه يملك عقودا احترافية مع العديد من لاعبيه عبر شركة «فيتو» المملوكة لرئيس القادسية بالوكالة فواز الحساوي، الا ان تفضيل انديتنا لطريقة الاجتماع في فندق 5 نجوم واصدار بيان فيه من القسوة على اللاعبين افضل بكل تأكيد من دوخة القوانين او حتى عناء توقيع عقود احترافية شبيه بعقود «فيتو».