ناصر العنزي
في يناير من العام 1997 كان عمر النجم الارجنتيني ليونيل ميسي 9 سنوات ولا يتجاوز طوله مترا واحدا و27سم، وقرر والده عرضه على طبيب متخصص في مشاكل النمو عند الصغار، وادرك الاطباء بعد اجراء عدة فحوصات انه يعاني نقصا في هرمون العظم، وتوصلوا الى ان الحل يكمن في حقنه بشكل يومي بالهرمون الناقص، الأمر الذي كان يكلف عائلته مبالغ لا يمكن تجميعها، وقرر والده عرضه على نادي ليونز الذي وافق على دفع تكلفة علاج اللاعب الصغير، إلا أن ذلك لم يستمر الا شهورا قليلة، وخسر نادي ليونز في تلك الليلة من كان سيصبح بعد عشرة اعوام افضل لاعب في العالم.
يقولون «رب ضارة نافعة»، فكان لها برشلونة الاسباني الذي أعاد تلميع هذه الجوهرة الثمينة، ومنحه عناية طبية بعد ان جاءه هذا الفتى القصير مع والده يبحث عن موطئ قدم في المعقل «الكاتالوني»، وأصبح خلال فترة قصيرة اللاعب الاول في العالم، ويحتار المتابع في معرفة المكان الذي يلعب فيه ليونيل ميسي في الملعب، فمرة تجده في اليمين لكنك لا ترى الكرة لقدرته على إخفائها عن أعين المشاهدين، ومرة تجده في اليسار رأسه مرفوعة والكرة بين قدميه وفي لمح البصر يدخلها المرمى، واحيانا تجده في الدفاع يقطع الكرة بمهارة ورشاقة ويقدم بذلك درسا مفيدا للمدافعين أن الكرة ليست خشونة وبطاقات صفراء وحمراء.
ورب ضارة نافعة ايضا في ملاعبنا العربية، فقبل سنوات طويلة مضت كان النجم المصري جمال عبدالحميد احد نجوم الاهلي العريق، قبل ان يتعرض لاصابة خطرة في الركبة اثر اصطدامه بزميله الحارس اكرامي في التدريبات، ورفض الاهلي قيده مرة اخرى بعد ان تناثرت إشاعة أن قدمه اليسرى اصبحت أقصر من اليمنى، وانضم عبدالحميد الى الخصم اللدود الزمالك في موسم 1982/1983 واحرز معه بطولة الدوري وكأس أفريقيا واصبح نجمه الاول، الامر الذي أغاظ جماهير الاهلي، وبعد ان أضاع عبدالحميد ركلة جزاء امام المغرب في الرباط في تصفيات كأس العالم 1986 رددت الجماهير الاهلاوية «وحياة سماها ونجومها جمال هو اللي خربها».
في الموسم الحالي، برز مهاجم الكويت علي الكندري وسجل حتى الآن 7 اهداف بعد ان تألق بشكل واضح، وضارته كانت في ناديه الاصلي القادسية الذي استغنى عنه بعد عودته من الاصابة، فذهب الى الكويت وهو يردد «ما تعرف قديري إلا إذا جربت غيري»، فكان الرد القدساوي سريعا «عندنا وعندك خير».