عادل الغريب
ما أصعب ان يفقد الإنسان رجلا يحمل مواصفات الأب الحنون والاخ المخلص والصديق الوفي والواعظ الصادق والقائد المحنك والرياضي البارع لقد فقدنا برحيل الشيخ خالد اليوسف كل هذه الصفات مجتمعة في رجل واحد وإذا كان كل أعضاء ومنتسبي الوسط الرياضي قد فجعوا بخبر رحيله وانتابهم الحزن الشديد لفراقه خاصة كل من اقترب منه او تعامل معه فان فجيعتي برحيله أعظم حيث عاصرته سنوات طويلة في نادي السالمية ولمست عن كثب كرم اخلاقه ونبل صفاته وأصالة شيمه.
لقد كان رجلا صادقا وشجاعا وواضحا وعادلا، لم يظلم أحدا، ولم يتجاوز في حق أحد، وفضل دائما مصلحه الوطن على كل شيء، وطوال 25 عاما قاد فيها السماوي كان نموذجا للرئيس الديموقراطي النظيف الواعي. ولا غرابة اذن في الأمجاد والبطولات التي حققها السالمية في مختلف الألعاب، ولم لا والكل يحب رئيسه ويلتف حوله ويشعر به وينفذ تعليماته برضا وقناعة تامة فقد شعر وتأكد من ان كل قراراته لا تهدف إلا لمصلحة ناديه ومنتسبيه.
وإذا كان المرض قد غيب الفقيد عن ناديه وحتى عن بلده لبعض الوقت على مدار السنوات الثلاث الأخيرة فانه قد ظل في قلوبنا رمزا لنادي السالمية بل للرياضة الكويتية. وتشهد استقبالاته والحفاوة التي كان يلقاها مع كل عودة من رحلة علاجية دليل على حب الجماهير من مختلف الأندية وتقديرها لعميد رؤساء الأندية.
أدرك انه لا راد لمشيئة الله.. وأيقن ان الموت هو النهاية الحتمية لكل إنسان، كما أدرك ان ايامنا ليست إلا وديعة يستردها الله وقتما يشاء، وعلينا الا نستسلم للحزن.. فالرجل الآن عند ربه ينعم في جنانه بقدر ما عمل صالحا في حياته، ألهمنا الله الصبر والسلوان، ورحم الله الشيخ خالد اليوسف.