عبدالله العنزي
في الـ5:30 من مساء اليوم سيعود الشارع الرياضي الكروي الى الترقب ولكن هذه المرة ليس لمشاهدة الازرق وهو يعود بكأس الخليج وليس وهو يلعب نهائي آسيا او يتأهل الى نهائيات كأس العالم وانما سيكون الترقب لانعقاد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة ومشاهدة بصيص الأمل المنبعث من خلال مستقبل الكرة في الكويت بعد ان اوقفت المشاركات الدولية ومنعت الاندية في البطولات الخارجية، واستبعد التحكيم من المشاركة في ادارة اي لقاء دولي بقرار من الاتحاد الدولي «فيفا»، ذلك البصيص كأن لم يكن لولا شجاعة المسعود ورفاقه بتقديم استقالاتهم كذلك في اتفاق الاطراف المتنازعة في الرياضة على الاتفاق وللمرة الاولى على الخروج من هذا المأزق وان كنا نأمل ان يكون هذا الاتفاق شكلا وموضوعا.
العمومية ستكون اكبر من اجتماع لأن مستقبل الكرة الكويتية سيكون منبعثا من قرارات ستصدرها هذه العمومية ايجابية او سلبية على حد سواء، لذلك يجب التعامل من قبل الاعضاء معها بحذر شديد والحرص كل الحرص على تنحية الخلافات جانبا والخروج بنتيجة ايجابية.
الشارع الرياضي الكويتي اصبح في حيرة من امره بعد ان اختلفت الامور في عملية تفسير قرار فيفا الاخير وتوجيه كل طرف في النزاع الاتهامات في انها خلقت تواجدا حكوميا بتحديد عدد الاعضاء في الاتحاد مما اغضب فيفا من هذا التدخل وقرر ايقاف النشاط، اما الطرف الآخر اندية المعايير فوجهت اصابع الاتهام بدورها الى اجتماع زيوريخ الشهير والوفد المسافر اليه كونه هو من كان سبب المشكلة، التكتل والمعايير اتفقا على الا يتفقا ولكن هذه المرة قد نشهد انقلابا على هذا الوضع، هذا ما لمسناه بعد النبرة التفاؤلية التي اطلقها الناطق الرسمي باسم اندية التكتل يوسف البيدان الذي اكد لـ«الأنباء» مدى اهمية الخروج بنتائج ايجابية من هذا الاجتماع وعدم اثارة اي نزاعات أو خلافات مجددا ولو للفترة المقبلة على اقل تقدير وذلك لحين الخروج من هذا المأزق الذي عصف بالكرة الكويتية، مبديا ثقته الكاملة بنوايا الاندية الـ14 جميعا في حل هذه الأزمة وبسرعة دون اي تعطل لها.
واشار البيدان الى انه يجب الخروج بحل توافقي يكون مرضيا للاتحاد الدولي «فيفا» كخطوة اولى نحو سير الامور الى الطريق الصحيح للعودة ومن ثم وبعد ان تعود الحياة الى المشاركات الدولية من جديد نناقش النظام الاساسي للاتحاد ونحاصر الخلاف مع «فيفا» حتى لا نقع في هذه المشاكل مجددا ونتخلص منها الى امد بعيد.
واوضح البيدان ان اندية التكتل تجري اتصالات فيما بينها على التوافق والتشاور حول التمسك بقرار واحد وهو الخروج من الأزمة وذلك قبل الاجتماع وهذا الشيء ليس بالغريب عليها كونها اعتادت على مثل هذه التشاورات قبل أي اجتماع من منطلق التفاهم والخروج برأي واحد قبل الدخول للاجتماع وهذا حق من حقوقها كونها الكتلة الأكبر وصاحبة القرار في الساحة الرياضية.
ورفض البيدان ان يعلق على البيان الذي اصدره النادي العربي والذي اتهم فيه اندية التكتل بأنها هي من شلت كرة القدم في الكويت، مفضلا السكوت الآن كونه لم يقرأ هذا البيان، مبينا ان اندية التكتل قدمت العديد من التضحيات الى الرياضة الكويتية لعل ابرزها انها ارتضت قرار الـ 14 وهذا ما يخالف قناعاتها واتفاقاتها في عدد الاعضاء ولكن عندما رأت ان الـ 14 سيخفف الأزمة بادرت الى تبنيه على الفور في محاولة لرأب الصدع في الشارع الرياضي.
امين السر في النادي العربي عبدالرزاق المضف اتهم اندية التكتل بعمل المؤامرات المشبوهة بغية تدمير الحركة الرياضية في الكويت وذلك بهدف الحصول على بعض المناصب التنفيذية في هذا الاتحاد او ذاك وهذه تصرفات يخجل من فعلها اي رياضي تهمه الكويت وسمعتها، مضيفا ان النادي العربي المتضرر الرئيسي من هذا الموضوع ولم نثر اي ضجة ووضعنا مصلحة وسمعة الكويت فوق كل شيء وفضلنا الخروج من البطولة على مشاركة المنتخبات الوطنية ولكن وبعد كل هذا السكوت يجب ان نضع النقاط فوق الحروف لاظهار من هو المتسبب في دمار الرياضة الكويتية وهي بلا شك اندية التكتل التي تعمل لحساب المصالح الشخصية منذ فترة طويلة ولم تظهر سلبية هذا العمل الا الآن بعد ان وقع الفأس في رأس الكرة في الكويت وهذا الامر مشبوه على من يدعون قيادة الرياضة ويجب عليهم التوقف فورا عن مثل هذه الأعمال.
ورغم حدة هذا التصريح لم ينف المضف امنياته بالخروج بحل توافقي جيد يعيد الكرة الكويتية الى الحظيرة الدولية مجددا، مبينا ان هذا الحل يجب ان يأتي بعد تقديم بعض التنازلات خصوصا من قبل اعضاء اندية التكتل.
لن يدوم اجتماع اليوم اكثر من ساعة او ساعتين على ابعد تقدير ولكن ما يتم اتخاذه في الـ 120 دقيقة سيكون مداه بعيدا جدا قد يصل الى يوم 25 الجاري وهو موعد قرعة الدور الثالث من تصفيات كأس العالم، بالأمس القريب اصبح الاتحاد العربي لكرة القدم اول من يطبق القرار بحذافيره باعتبار النادي العربي خاسرا امام اتحاد العاصمة الجزائري بثلاثة اهداف نظيفة، والاتحاد الآسيوي بعث تحذيرا بعدم مشاركة ناديي القادسية والكويت في قرعة دوري ابطال آسيا يوم 17 الجاري للسبب نفسه، ولكن يبقى الاهم الايام الـ 18 التي تفصل الكويت عن قرعة الدور الثالث من تصفيات كأس العالم، فإما ان توفق العمومية في ايجاد الحل وبالتالي المشاركة، واما يكون مصير الازرق هذه المرة الانتظار الى عام 2012 حتى يشارك في تصفيات جديدة لكأس العالم.
الكرة الكويتية اصبحت الآن في ايدي قرارات الاندية الـ 14، بل ان الوضع لا يحتمل اي تأخير لان السكين موضوعة على عنق الأزرق في تصفيات كأس العالم وبالتالي العمومية اليوم مسألة حياة أو موت.