حامد العمران
اجريت امس الاول قرعة البطولة الآسيوية العاشرة للاندية ابطال الدوري بعد ان قسمت الاندية الـ 12 الى مجموعتين، ولكن اللافت للنظر والذي يدعونا للتوقف هو المصادفة التي واجهت القادسية بطل البطولة الاخيرة عندما تكبد خسارة تاريخية امام الفحيحيل 30 - 44 أي بفارق 14 هدفا.
والمصادفة ان المباراة اقيمت في نفس توقيت القرعة مما اعطى انطباعا عند الاشقاء الضيوف الذين حضروا القرعة وممثلي الاندية، بأن الاصفر قد يكون من اضعف الفرق المشاركة في البطولة المقبلة على الرغم من انه البطل في آخر بطولة وغالبا ما يكون البطل مرشحا فوق العادة للظفر بالبطولة التي تليها، لاسيما ان البطولة الاسيوية المقبلة تستضيفها الكويت وتنطلق في 24 ديسمبر المقبل.
وبنظرة سريعة الى المجموعتين نجد انها جاءت متوازنة ولكن الغريب في الامر ان الاصفر اثبت انه غير متوازن وهذا ما يدعو ادارة الفريق برئاسة علي بوهندي إلى التوقف كثيرا امام مستوى الاصفر ومحاولة البحث عن الاسباب الحقيقية وراء هذا التراجع الكبير لاسيما ان الاصفر سيلعب في المجموعة الأولى مع فرق السد القطري صاحب التاريخ الحافل والنجمة البحريني احد افضل الفرق الاسيوية وشهر زاد الايراني المعروف بقوة لاعبيه وسرعتهم والنور السعودي المتطور فنيا والجيش اللبناني الذي يعتبر اضعف فرق المجموعة.
بعد استعراض الفرق في المجموعة الأولى نتوقع ان المستويات ستكون مرتفعة، وكل فريق يمتاز عن الآخر ببعض الامور الفنية والتكتيكية تختلف عن الاخر، ما يعني ان الجهاز الفني بقيادة ماركوفيتش سيقابل عدة مدارس تستوجب تجهيز الفريق بالشكل الصحيح لمواجهة كل الاحتمالات والتي ستكون غالبيتها صعبة واذا استمر الاصفر على هذا المنوال الذي شاهدناه امام الفحيحيل فسيكون التنافس بجدارة على المركزين الاخيرين في المجموعة!
قد يقول البعض ان الاصفر يعاني ندرة في اللاعبين بين صفوفه واولهم علي الحداد المحترف حاليا في نادي الغرافة القطري الى جانب غياب الحارس الدولي حمد الرشيدي للاصابة، اضافة الى لوائح البطولة تكفل لكل فريق الاستعانة بثلاثة محترفين في البطولة وهذا ما يدفع الادارة القدساوية ومحبيه، الى التفاؤل بتغيير شكل الفريق خلال البطولة، ولكن يجب ألا يغيب عن البال ان الاصفر منذ البطولة الاسيوية الماضية وهو يعاني من الهبوط الحاد في مستوى اغلب اللاعبين الاساسيين بالاضافة الى فقدان الروح في الملعب والتصرف التكتيكي المناسب في الاوقات الحرجة.
والطامة الكبرى في الفريق ان اغلب اللاعبين باتوا حكاما في الملعب ويعلقون على كل صافرة تنطلق من حكم المباراة وكأن القوانين وضعت من اجلهم فقط وفق تكييف معين يخدم الفريق وهذا احد الاسباب الرئيسية التي ادت الى خروج غالبية اللاعبين عن التركيز، خاصة صانع الالعاب صالح الجيماز الذي يعتقد انه افضل لاعب في الفريق بعد انضمامه للمنتخب الاول وهذا ادى الى تراجع كبير في مستواه، ما يحتاج الى وقفة من ادارة الفريق ومن اللاعب نفسه اذا ما اراد ان يصبح له شأن في المستقبل.
في بطولة اندية العالم التي اقيمت في القاهرة الصيف الماضي كانت عروض الاصفر مخزية وللاسف عكس صورة سيئة عن كرة اليد الاسيوية وكانت مشاركته عقيمة لم يسجل خلالها سوى الخسائر الجسيمة والتاريخية وهذا يعود الى عدم وجود الثقة عند اللاعبين في امكاناتهم اضافة الى الاختيار السلبي للمحترفين ونحن هنا نذكر بهذه المشاركة كي لا يتكرر الخطأ باختيار محترفين أقل كفاءة من لاعبي القادسية وهذه المسؤولية ملقاة على عاتق الجهازين الإداري والفني باختيار لاعبين ذوي مستوى عال لانتشال الفريق من وضعه الحالي الذي لا يسر عدوا ولا حبيبا.
وعلى النقيض ظهر الصليبخات خلال المباراتين اللتين خاضهما في البطولة التنشيطية بمستوى رائع وقدم مستوى فنيا ارتاح له كل من تابع الفريق، لاسيما ان الفريق وضع على رأس المجموعة الثانية التي ضمت فولاذ الإيراني والأهلي الإماراتي والسلط الأردني والأهلي البحريني والصداقة اللبناني.
وعلى الرغم من وجود فرق آسيوية جيدة في المجموعة إلا ان الروح العالية عند الصليبخات والرؤية الفنية الحكيمة والثاقبة من المدرب الجزائري سعيد حجازي ومساعده الوطني عباس طه والإمكانيات الفنية الرائعة من اللاعبين ووصولهم الى درجة جيدة من اللياقة البدنية كل هذه العوامل مجتمعة تعطي انطباعا بأن الصليبخات قادم بقوة في البطولة لتحقيق انجاز جديد للعبة في النادي بالتربع على العرش الآسيوي، خاصة انه يضم عناصر خبرة تعرف جيدا كيفية التعامل في البطولات الآسيوية من خلال المشاركة مع المنتخب وهم فيصل صيوان وهيثم الرشيدي ومحمد فلاح وحسين صيوان، بالاضافة الى وجود عناصر تعرف واجباتها التكتيكية داخل الملعب، والأهم من كل ذلك تركيز الجهاز الفني على الجانب الدفاعي، وهذا المفتاح الذي يقرب الفريق من تحقيق النتائج الإيجابية.
جاهزية الصليبخات في الوقت الحالي لا تعني ان الجهازين الفني والإداري قد أنهيا مهمتهما والبقية عند اللاعبين، بل بالعكس، المهمة بدأت امس بعد إعلان نتيجة القرعة ومعرفة الفرق التي سيواجهها الصليبخات في مباريات المجموعة لذلك على المدرب حجازي ان يضع الخطة الصحيحة خلال المعسكر الخارجي بمواجهة فرق تلعب بنفس طرق الأندية الآسيوية ليتعود اللاعبون على الطريقة الصحيحة، بالاضافة الى تجهيز اللاعبين نفسيا وعدم إيهامهم بأنهم الأقرب الى البطولة، ما يسرب الثقة الزائدة الى نفوسهم، وهذا ما قد يتحول الى نقطة سلبية في البطولة تؤدي الى طريق مظلم في آخره يقف الغرور.
عموما كل ما ذُكر هو عبارة عن نظرة فنية وقراءة في معطيات المسابقة، وارتأت «الأنباء» عرضها حتى «لا يفوت الفوت» ونضرب أخماسا بأسداس بعد البطولة، ونتمنى من الأصفر معالجة جميع السلبيات السابقة ليظهر الفريق بالشكل المناسب، خاصة ان القلعة الصفراء صاحبة اكبر قاعدة جماهيرية، وبالتأكيد ستزحف الجماهير الى الملعب لمساندة الفريق، وايضا ستساند الصليبخات، وما نتمناه ان يعاد سيناريو البطولة الثانية عندما وصل كاظمة والسالمية الى نهائي البطولة وكان النهائي الآسيوي كويتيا 100%.