عبدالله العنزي
جاء الفرج بعد 12 يوما من تجميد عضوية الكويت من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وهلت تباشير انفراج الأزمة من صفحة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على شبكة الإنترنت بعد ان نشرت خبرا عن رفع تعليق العضوية بعد الالتماس الذي تقدمت به اللجنة الانتقالية بكتابها الممهور بتوقيع سكرتيرها وائل سليمان الذي طالب فيه «فيفا» برفع التعليق بعد ان استوفت اللجنة شروط ذلك من خلال عودتها الى ادارة شؤون الكرة واعتبار الانتخابات التي جرت يوم 9 الماضي كأن لم تكن مع إخطارها بوضع نظام اساسي جديد للاتحاد يتوافق مع خارطة الطريق التي رسمها «فيفا» للكويت وأخلت بها الجمعية العمومية باجتماعها المذكور وطبقت قانون 5/2007 الذي على ضوئه أقرت «فيفا» هذا التعليق بعد ان رأت في القانون مخالفة صريحة للوائحها.
وأكد سكرتير اللجنة الانتقالية وائل سليمان ان الجميع في انتظار وصول كتاب رسمي من «فيفا» يخطرنا بذلك، ومن المرجح وصوله بين الحين والآخر، مبينا ان تأخير صدور القرار لن يعرقل قرار الرفع، وقد يكون التأخير ناتجا عن ظروف الاتصال، موضحا ان الكتاب الذي بعثه الى «فيفا» اكد فيه استيفاء الشروط التي وضعها «فيفا» لعودة العضوية، وتمنى سليمان ان تكون هذه الازمة بوابة اعادة الكرة الكويتية الى الواجهة من جديد بعد سلسلة الإخفاقات التي اصابتها في الفترة الاخيرة.
يستحق فرسان اللجنة الرباعية الشكر والثناء من الشارع الرياضي جميعا على الجهود التي بذلوها وهذا الانجاز المحسوب لهم والذي استطاعوا تحقيقه في فترة زمنية قياسية متحدين كلا من الوقت والعوائق التي واجهتهم في عملهم خلال جولاتهم المكوكية واجتماعاتهم المستمرة واتصالاتهم الدولية التي اسفرت عن هذا القرار ولكن بعد انجاز هذه المهمة تبقى المهمة الكبرى على عاتق الرباعية في عملية صياغة النظام الاساسي الجديد للاتحاد حسب ما يتوافق مع خارطة الطريق التي وضعها فيفا للاتحاد الكويتي ويحفظ ضمان قانون 5/2007 الحكومي وبالتالي عمل توليفة جيدة بينهما لا تزعج «فيفا» ولا تتجاهل القوانين المحلية.
الموقف الذي صنعه رئيس واعضاء اتحاد الكرة بتقديمهم استقالاتهم كان خطوة اولى نحو طريق رفع الايقاف ويدل على مدى شجاعة هؤلاء الرجال الذين وضعوا مصلحة الكويت اولا رافضين البقاء في مبنى الاتحاد اذا كان هذا سيؤثر في عودة الكويت الى الحظيرة الدولية وكان لابد من ان تقابل الهيئة العامة للشباب والرياضة هذا الموقف برد الجميل من خلال تعديل المادة (46) من النظام الاساسي للاتحادات والتي سمحت بعد التعديل بعودة اعضاء مجلس ادارة الاتحاد من جديد الى الترشيح في الانتخابات المقبلة بعد ان كانت تمنع الاعضاء المتقدمين باستقالة غير مسببة من العودة.
بعد سحابة الصيف العابرة التي حطت على سماء الكرة الكويتة وعرقلة مسيرة العمل التي كانت على وشك البداية باستطاعة الجنود المجهولين داخل اتحاد العديلية اعتبار هذا التوقف الاضطراري استراحة محارب يمكن بعدها البدء مجددا في تلك المسيرة وهذا العمل خصوصا ان أكبر المستفيدين من هذا القرار هو منتخب الشباب الذي يواجه نظيره العراقي يوم 14 الجاري في الكويت ضمن الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا التي ستقام في السعودية العام المقبل، ايضا سيكون على ناديي القادسية والكويت التأهب للمشاركة في دوري ابطال آسيا بعد ان كانا مهددين بعدم وضعهما بالقرعة نتيجة قرار التعليق، ويمكن لحكامنا الاكفاء العودة من جديد لادارة المباريات الدولية كونهم احد مصادر ثقة الجميع باداراتهم المميزة.
الأهم من ذلك هو تشكيل الوفد المشارك في حضور قرعة الدور الثالث من التصفيات الآسيوية لكأس العالم التي من المقرر ان تجرى يوم 25 الجاري في مدينة دوربان الجنوب افريقية ولكن علينا الا نفرط في الفرح كثيرا بهذا الرفع لأن المشاركة في التصفيات ليست هي الهدف الذي يبقى دائما وهو حلم الوصول الى كأس العالم واذا ما عاد الازرق في هذه التصفيات الى الخسارة مجددا «فلا طبنا ولا غدا الشر».