حسين المسلم
ليس من السهل ان تحمل القلم لترثي شخصا ذا مكانة في نفسك صديقا كان او حبيبا او قريبا لأن هذا الأمر هو اقسى حالات الألم النفسية التي تكون فيها الحروف دموعا والكلمات صورة للحزن الساكن في النفس جراء ألم الفراق وذكريات الأيام واللحظات التي عايشتها مع هذا الشخص الذي رحل عن الدنيا تاركا لك بعض الصور الخالدة في قلبك وعقلك.
ولهذا اجدني وانا اكتب اليوم راثيا صديقي وحبيبي الكابتن يوسف المغربي الذي وافاه الاجل المحتوم مؤخرا أنجرف وراء ذاكرتي أحاول ان أعيد ترتيب الصور لأشكل لوحة تعبر عن مشاعري تجاهه وعلاقتي به.
قربي من صديقي يوسف جعلني اخترق أعماق نفسه لأرى حجم التواضع والخلق الرفيع وكم الاخلاص الساكن فيها وقد كانت هذه السمات تعكس الصورة الايجابية لشخصيته التي أثرت في المحيطين به وتركته محور اهتمامهم واحترامهم. كما كان رحمه الله شخصا موهوبا على قدر عال من الثقافة وكان طموحا الى أقصى الحدود وكان السعي للعلم والمعرفة احد مكونات شخصيته الاحترافية. وما يؤلمني حقا انني كنت اعلم حجم رغبته في نيل شهادة الدكتوراه التي لم يكن بعيدا منها في وقت كان القدر يخبئ له مصيرا آخر اقرب من أقصى طموحاته، فلقد حصل الفقيد على الماجستير في القانون كما عمل بالتدريب لدى شركة الخطوط الجوية الكويتية على طائرات الايرباص 340/320، كما حصل على درجة الماجستير في الإدارة الرياضية والتسويق من احدى جامعات ليون بفرنسا ولوزان بسويسرا.