مبارك الخالدي
السلوڤاكي يان بيڤارنيك مدرب الفحيحيل محب لعمله ويعمل في صمت وبكل جهد واخلاص رغم سيرته الذاتية التي تحمل في طياتها انجازات لا يحملها غيره من المدربين في أنديتنا المحلية، فلا يكاد يضع يده على فريق الا وترك بصمة تسجل له كتاريخ وتضاف لرصيد النادي.
بدأ مع الفحيحيل وحقق كأس سمو الأمــير موسم 85 - 86 ثم انتقل الى النادي العربي وأحرز كأس الخرافي موسمي 98 - 99 و2000 - 2001 وكذلك كأس سمو الأمير للموسم 98 - 99 وكأس سمو ولي العهد 98 - 99 (سنة الكؤوس للعربي معه).
ثم حقق مع السالمية بطولة الدوري عام 97 - 98 ثم انتقل بعد ذلك لنادي الكويت وحقق معهم كأس سمو ولي العهد 2002 - 2003، واثناء وجوده على رأس الجهاز الفني للقادسية السعودي حقق كأس الكؤوس الآسيوية وكان ذلك في عام 93 - 94، اضافة لإشرافه على منتخب عمان لتحت 19 سنة موسم 97 - 98، هذا خلاف سجله مع الاندية الاوروبية مثل نادي سبورتنغ لشبونة كمساعد للمدرب.
هذا السجل التاريخي الحافل بالانجازات يكشف بوضوح ان الرجل غير عادي، فعالم التدريب ليس علما فقط، لكنه ايضا مزيج من قوة الشخصية، وادراك لنفسيات اللاعبين والمعاونين الاداريين، والقدرة على احتواء كل هؤلاء للتطلع الى هدف واحد فقط وهو تحقيق الانتصار.
ولما كانت بداياته في الفحيحيل كان لابد ان نذكره بإنجاز 85 - 86 وهو كأس سمو الأمير فأطلق الرجل آهات وحسرات، وقال: لقد كانت فترة ولا أجمل ومجموعة من اللاعبين المخلصين أصحاب غيرة على الفريق وأرادوا تحقيق بطولة فكانت لهم، لقد كانوا يحضرون التمرين قبل موعده بساعتين وبعد الانتهاء من التمرين أو المباراة يتناقشون في اخطائهم بكل ود ورغبة في الاستفادة، لكن الوضع الآن تغير، فاللاعبون مشغولون في أمور اخرى غير الكرة وعندهم «الموبايل» أهم من التمرين!
وأضاف بيڤارنيك: في السابق كان اللاعب يحب الكرة للكرة فقط ويتطلع للشهرة بجدارة وبجد لأنه يعلم في النهاية ان هناك ادارة حازمة، وسألناه عن المقصود بالادارة؟ فأجاب: أعني مسؤولي اتحاد الكرة، لقد كان هناك رجل واحد في السابق يصنع المعجزات، ويمتلك قوة شخصية تجعل كل الاندية تعمل له ألف حساب حتى من ناحية الالتزام بالتدريبات وخلافها.
وعن مستوى الكرة الكويتية حاليا، قال بيڤارنيك: الفرق كبير بين المستوى سابقا وحاليا، فالكرة الكويتية الآن مريضة لدرجة انه حتى المواهب لم تعد موجودة وتكاد أن تختفي لأننا لم نعرف كيف نستقطب هؤلاء ونجعلهم يميلون للعب الكرة بدلا من أمور كثيرة اتجهوا اليها، اضافة الى ما نشاهده من لخبطة ادارية على صعيد التعاطي مع الشكل العام للادارات أو حتى جدول المسابقات، كل ذلك يجعل المهتم يشعر بالاحباط.
لم اشاهد الاحتراف
وواصل بيڤارنيك قائلا: لقد سمعت ان هناك احترافا، لكنني لم أشاهده! سمعت ان هناك دعما ماديا ومحفزا، لكنني أرى انه ليس مقبولا عند اللاعبين وهكذا، مشاكل عديدة يعج بها حال الكرة اليوم التي لا شك انها أصعب صناعة اقتصادية وليست مجرد ممارسة.
وعن حظوظ الفحيحيل لهذا الموسم، قال بيڤارنيك: لقد وضعنا جميعا التأهل كهدف لن نتنازل عنه والمشوار امامنا لا يزال طويلا، وفريقي حاليا يضم مجموعة طيبة من اللاعبين، وعما اذا كانت هناك مواهب محلية تلفت نظره حاليا، أجاب بيڤارنيك: مع الاسف لا توجد ولم أشاهد أحدا ظهر بعد جيل بشار ولهيب وهذه مشكلة في حد ذاتها.
وعن المدرسة الكروية المناسبة للاعب الكويتي، قال: ان اللاعب الكويتي عاصر كل المدارس أوروبية وبرازيلية وغيرها، والمسألة ليست في المدرسة بقدر ما هي توافق ذهني عصبي بين اللاعب وطريقة اللعب الملائمة له، خصوصا ان لاعبي الخليج ذوو مهارات.
وعما إذا كان يقبل توليه مسؤولية المنتخب الوطني اذا عرضت عليه؟ قال بيڤارنيك: إنني لأفكر في المنتخب اطلاقا، لاسيما مع وجود المشاكل التي يتعرض لها الاتحاد حاليا، فالخلل الذي تعاني منه الكرة اداريا بالدرجة الاولى وليس فنيا.
وعلاج ذلك يكون بالتعاون والاتحاد لأنه من المستحيل استنساخ فهد الاحمد! فالكرة بحاجة الى قائد واحد يكون بمنزلة الطبيب الذي يشرف على علاجها من كل النواحي.
فعدد الاندية 14 ناديا، فلماذا 9 فوق و5 تحت؟! وايضا الشكل العام للمسابقات غير مريح، وهذا يدل بوضوح ان العلاج في القرار الاداري القوي، ففي دول الخليج الاخرى لا نشاهد ذلك، بل نشاهد كل موسم اضافات جديدة سواء من ناحية الملاعب أو أنظمة المسابقات أو حتى المتابعة الاعلامية!