القاهرة - سامي عبدالفتاح
عاد أمس الى القاهرة منتخب مصر لكرة القدم بعد خوضه آخر تجاربه قبل بطولة الأمم الأفريقية، وتعادل مع منتخب أنغولا 3- 3 فى تجربة قوية جدا، وسيحصل اللاعبون على راحة لمدة 48 ساعة قبل السفر يوم الخميس المقبل الى غانا وتحديدا مدينة كوماسى التي يلعب فيها منتخب مصر ضمن المجموعة الثالثة مع منتخبات الكاميرون وزامبيا والسودان.
سجل عماد متعب ثلاثة أهداف «هاتريك» في المباراة الودية التي أقيمت بين المنتخبين في اطار استعدادهما لكأس الأمم الافريقية.
وافتتح متعب التسجيل في الدقيقة السادسة وتعادل ڤلافيو أمادو (23)، ولكن سرعان ما تقدمت مصر مجددا عن طريق متعب (24) وتعادل ڤلافيو مرة أخرى من ركلة جزاء (37)، وتقدمت أنغولا عن طريق ديدي (47)، وتعادل متعب (62).
تقدم متعب لمصر من عرضية محمد فضل الذي تابع تسديدة محمد شوقي المرتدة من حارس أنغولا بعدما راوغه ومررها الى متعب الذي أودعها المرمى بسهولة.
وتعادل ڤلافيو لأنغولا من رأسية ارتقى لها من ركلة ثابتة لفيجيوردو قائد الفريق ويحولها على يمين عصام الحضري.
وعاود متعب التقدم لمصر من كرة لنفس الثلاثي المصري شوقي وفضل ومتعب بعدما مرر شوقي بينية طولية اخترق فضل على اثرها ومرر عرضية من الجبهة اليسرى ليسجل متعب من مدى قريب.
وكرر ڤلافيو المتألق السيناريو وتعادل من ركلة جزاء حصل عليها من وائل جمعة وسددها على يمين الحضري.
ومع بداية الشوط الثاني انطلق المنتخب الأنغولي وهاجم بشراسة ليتقدم للمرة الأولى في المباراة من تمريرة لوكو العرضية من الجبهة اليمنى قابلها ديدي مباشرة في المرمى على يمين الحضري.
وتمكن متعب من تعديل النتيجة بهدف ثالث من رأسية ارتقى خلالها لعرضية أحمد حسن من ركلة ثابتة من الجبهة اليمنى وحولها في الزاوية اليمنى للمرمى الأنغولي.
واشاد شوقي غريب بالتجربة وقال بعد المباراة انها كانت مفيدة جدا، ورغم الأهداف الثلاثة التي اصابت شباك الحضري فان الصورة مطمئنة جدا وسنعالج هذا الضعف الدفاعي في المباراة الأولى أمام الكاميرون.
إعجاب وقلق
تباينت الآراء من خبراء الكرة المصرية بعد النتيجة المثيرة للجدل في آخر تجارب منتخب مصر ضمن استعداداته لبطولة الأمم الافريقية، والتي انتهت أمام منتخب أنغولا بالتعادل 3-1، حيث عجز منتخب مصر عن الحفاظ على تقدمه مرتين، قبل أن يتحول فوزه الى خسارة 2-3، وقبل أن يتعادل عماد متعب بالهدف الثالث له وللفريق.
وجاء تباين هذه الآراء ما بين معجب بالروح الهجومية للفريق وهي روح لائقة ولازمة للمنافسة في البطولة الافريقية، ومنزعج بشدة لحالة الدفاع المهلهل والذي وضح أنه يحتاج الى عمليات ترميم ملحة قد لا يسعف الوقت الضيق بها، فيدفع المنتخب الثمن في غانا ويفقد اللقب مبكرا جدا، خصوصا انه سيواجه في المجموعة الثالثة فريقين يلعبان بنفس الروح الهجومية ويملكان قدرات تهديفية كبيرة هما المنتخبان الكاميروني والزامبي، اما المنتخب السوداني، فسيكون تركيز القائمين عليه ولاعبيه على الثبات بقوة على ارض البطولة الى ابعد نقطة ممكنة دون المجازفة بتلك الروح الهجومية التي لا تتناسب مع خبرته القليلة بالبطولة الافريقية.
ولكن ما بين الطرفين هناك من يرى ان الفريق المصري قدم في هذه المباراة والتجربة الأخيرة مظاهر ايجابية في مراكز كانت تعاني نقصا في السابق مثل الجانبين الأيمن والأيسر، وايضا تعدد العناصر التهديفية رغم أن عماد متعب استأثر بالأهداف الثلاثة ما يؤكد أنه سيكون أحد نجوم هذه البطولة، كما يرى هؤلاء أن انضمام أبو تريكة الذي غاب عن اللقاء بسبب نزلة البرد وابراهيم سعيد وعمرو زكي للتشكيلة الأساسية سيكون اضافة كبيرة جدا أو مؤثرة للفريق في البطولة الافريقية خصوصا في وسط الملعب الذي وضح انه كان يمثل نقطة الضعف الحقيقية التي تنطلق منها هجمات أنجولا وتخترق بسهولة الدفاع المصري برغم وجود محمد شوقي وحسني عبد ربه، ولم يتحسن الأداء الا بعد اشتراك حسن مصطفى في منتصف الشوط الثاني.
ولكن اطرف الآراء في كل ما طرح سواء على شاشات الاستديوهات التحليلية أو التعليقات في الصحف بعد المباراة، هو ما جاء على لسان اكرامي حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر الأسبق الذي طالب حسن شحاتة صراحة بالبعد عن الفلسفة التدريبية والتأليف الذي يصل الى حد التخريف سواء في توظيف اللاعبين في الملعب وتعديل اسلوب اللعب أكثر من مرة مما يصيب اللاعبين بالارتباك، لأن مثل هذه البطولة تحتاج الى فكر رئيس قابل للتغيير المحدود والمناورة لأن المسافة الزمنية للبطولة الافريقية قصيرة جدا وكل فريق سيلعب مباراة كل ثلاثة أو اربعة ايام، لذلك فان تغيير اسلوب اللعب واستراتيجيته بشكل موسع يمثل خطرا كبيرا، لأن اللاعبين يلعبون دائما بطريقة لعب واحدة ورئيسية ولا يغيرونها الا في الظروف الاستثنائية، ولكن ما حدث في التجارب الثلاث التي لعبها منتخب مصر فان حسن شحاتة لم يقدم فكرا محددا للفريق.