ناصر العنزي
لم يكن من الممكن أن يفوز منتخبنا أمس على الإمارات في انطلاقة المجموعة الخامسة لتصفيات كأس العالم في المواجهة التي جمعتهما على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي لعدة اسباب، أهمها سوء التنظيم الدفاعي والتشكيلة السيئة التي بدأ بها رادان التي خلطت الزيت بالماء فكان من الطبيعي ان يخسر منتخبنا بهدفين مقابل لا شيء.
ما كان على الأزرق ان يخرج من الشوط الأول خاسرا بهدف، اذ ان مضيفه الإماراتي لم يكن الطرف الأفضل دائما لكنه سجل هدفا في الدقيقة (13) بضربة رأسية من محمد الشحي بسبب سوء التغطية والتنظيم الدفاعي بعدما ترك نهير الشمري الشحي يسدد برأسه دون مضايقة وبعدها سنحت لفريقنا هجمات منظمة قادها خط الوسط بعناية بتواجد عادل الشمري وابراهيم شهاب ووليد علي ومحمد جراغ وأمامهم بدر المطوع ثم المهاجم فهد الفهد وكان لجراغ النصيب الأكبر من الفرص بعدما وجد نفسه مواجها للمرمى وحيدا وسدد برأسه الى الخارج ثم حصل على كرة مثالية للتسديد على مشارف المنطقة ولكن كرته «طاشت» الى الخارج، ورغم ان منتخبنا يلعب على ملعب خصــمه الا ان هجماته كانت اكثر من الامــاراتي وتناقل لاعبونا الكــرات يمنة ويســرة ولو احــســنوا انهاء واحدة من هذه الهجــمات الكثـيرة لخرجــوا بــهدف التعــادل عـلى الأقــل.
ونختلف تماما مع المدرب رادان في اختياره لأفراد خط الوسط، حيث ان يوسف اليوحة غير مؤهل تماما للعب في مركز الظهير الأيمن فكانت اغلب الهجمات من جهته كما ان لاعبي الدفاع نهير والطاهر لا يتميزان بالالتحام القوي، والرقابة اللصيقة والأفضل مشاركة احمد العيدان صاحب الخبرة في مثل هذه المواجهات، فيما اثمرت تحركات خط الوسط بالايجابية حيث احسن جراغ ووليد علي في تنفيذ المهام الهجومية واوصلا الكرات الى المقدمة، ولكن كما ذكرنا ان النهاية كانت غير جيدة، وحاول بدر المطوع اختراق المدافعين ونجح في احدى الكرات وتعرض للإعاقة من حيدر أبوعلي ولم يحتسبها الحكم ضربة جزاء ووضحت على لاعبينا الحيرة في العابهم وعجزوا عن التهديد المتواصل للحارس الاماراتي واكتفوا بالتمريرات التي تعود ادراجها سريعا.
وايضا يقع نهير الشمري في خطأ تسبب بهدف ثان للامارات بعدما مرت الكرة من امامه ليسجل منها فيصل خليل هدفا ثانيا (52)، واسرف لاعبونا بعدها كثيرا في اخطاء التمرير، ووضح بشكل كبير ضعف خط دفاعنا وعدم قدرته على التصدي للكرات الاماراتية، وكان اليوحة غير قادر على التفكير والتصرف، ونهير يلعب «على كيفه» ولم يجد من يردعه، والطاهر ضعيف جدا في الاساسيات.
وايضا خط الوسط في الشوط الثاني كان مليئا بالفراغات، ولم يكلف اللاعبون انفسهم الاجتهاد.
فهذا وليد علي يلعب دون فائدة ورأسه دائما في الارض، وعادل الشمري وصالح الشيخ وقبلهما جراغ وشهاب دون انتاج يذكر، ووحده بدر المطوع يحاول اختراق الدفاعات المغلقة، ولم يوفق المدرب رادان في قيادته للفريق حتى مع دخول احمد عجب وفهد الرشيدي.
حيث سادت العشوائية اداء لاعبينا، ولم يحرك اللاعبون ساكنا، وطاشت كراتنا وكأنها بالونات في الهواء.
وافتقد منتخبنا التنظيم في خط الوسط والفارق كان كبيرا بين الشوطين الاول والثاني، فقد كانت حظوظ فريقنا «معطوبة» تماما، وكل ما هناك اجتهادات فردية من هنا وهناك، ولم يستفد منتخبنا من تواجد عجب والرشيدي، خصوصا في الكرات العرضية، حيث اصر اللاعبون، خصوصا وليد علي، على المراوغة غير المجدية.
اضافة الى سوء التمريرات والتباعد بين افراد خطوط فريقنا، وكأن الدفاع يلعب في دبي والوسط والهجوم في ابوظبي.
لم يكن منتخبنا مهيئا للفوز ابدا رغم ان بامكانه الا يخرج خاسرا، خصوصا ان المنتخب الاماراتي لم يكن بأفضل منا كثيرا.
واعتمد على تحركات لاعبيه محمد الشحي واحمد دادا، ولم يستطع لاعبونا جميعهم ايقاف دادا.
ادار المباراة الحكم الاوزبكي امير تانوف وانذر ابراهيم شهاب ولاعب الامارات حيدر الو علي.