خالد العدواني
يبدو اننا ككويتيين وعشاق لـ «الازرق» قد تعودنا على كلمة «harde luck» ولم نسمع كلمة «good luck» منذ زمن بعيد، وذلك انعكاسا لحال منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي واصل مسلسل الاخفاقات من لقاء لآخر، وتعودنا على الخسائر، بل هيأنا انفسنا لتلقي الهزيمة حتى لو كان المنافس لنا فريقا من الحواري، لأن الفوز لن يكون حليفنا واصبحت الخسارة ماركة مسجلة مع كل نهاية مباراة.
آخر تلك الهزائم في اللقاء الذي جمع منتخبنا امام الشقيق الاماراتي في ابوظبي بانطلاقة منافسات تصفيات المجموعة الخامسة المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب افريقيا وخروجنا خاسرين بهدفين نظيفين من صنع ايدينا، وبدا ان اللقاء كان بمنزلة الخطوة الاولى في المنافسة، الا انها كانت خطوة متعثرة، وما اصعب الخطوات المقبلة امام منتخبين هما الاقوى في المجموعة سورية وايران.
من شاهد تشكيلة «الازرق» امام الامارات تأكد له بما لا يدع مجالا للشك ان الخسارة كانت الاقرب لمنتخبنا بعد اختيار الجهاز الفني بقيادة الكرواتي رادان للاعبين غير قادرين على الدفاع عن الفانيلة الزرقاء، وكان منهم ضيوف شرف لم يقدموا اي شيء يذكر، والبعض منهم ظهر استعراضيا وكأن نتيجة اللقاء في جيبه وآخرون وضح مستواهم المهزوز وارادوا الخلاص من الكرة وكأنها جمرة تحرق اقدامهم، لذلك جاءت الخطوط مفككة ومفتقدين للتنظيم دفاعا وهجوما ليغلب الطابع العشوائي على الاداء.
ومن اسباب الهزيمة غياب الروح العالية والاداء القتالي عن معظم اللاعبين الذين يبدو انهم لعبوا المباراة لتأدية الواجب وكأنهم مرغمون على اللعب ونسوا او تناسوا انهم يمثلون منتخب الكويت صاحب الصولات والجولات خليجيا وقاريا، وكان يوما من الايام احد اطراف المنتخبات المتأهلة الى نهائيات كأس العالم، وكان ذلك في اسبانيا عام 1982 ايام العز والجيل الذهبي. «الازرق» بدأ تحضيرات للتصفيات منذ نهاية ديسمبر بالتدريب المحلي، بعدها اقام معسكرين خارجيين في البحرين لمدة اسبوع وفي مسقط اسبوعين، ومنذ بداية تحضيراته وحتى لقاء الامارات خاض 7 مباريات تجريبية فاز في لقاءين وتعادل مثلهما وخسر 3 مباريات، وبعيدا عن المحصلة النهائية لنتائج المباريات التجريبية سواء كانت ايجابية او سلبية الا انها تعتبر فرصة للجهاز الفني للاستقرار على تشكيلة متجانسة قبل خوض المباريات الرسمية.
الجهاز الفني بقيادة رادان اختار مجموعة من اللاعبين دون تدخل اي جهة، سواء اللجنة الانتقالية او الجهاز الاداري او حتى مساعديه، وهو الوحيد الذي يتحمل مسؤولية الاختيار، وكان يملك من الوقت الشيء الكثير للحكم النهائي على مستوى لاعبيه، لكنه استبعد عددا من اللاعبين في ختام معسكر مسقط ومنهم من يستحق ان يكون اساسيا مثل علي مقصيد وخالد الشمري، كما انه لم يعط الفرصة لعدد ممن استقر عليهم للمباراة، ووضع البعض منهم على دكة الاحتياط وآخرين على المدرج ومنهم خالد خلف واحمد العيدان.
غريب امر الكرواتي رادان الذي صرح بعد لقاء الامارات بأن هناك لاعبين لا يستحقون ارتداء الفانيلة الزرقاء وقرر ان يستبعدهم عن المنتخب متى استمر على رأس الجهاز الفني، ولا نعرف اي تفسير لهذا التصريح، وهل اكتشف رادان هؤلاء اللاعبين الآن وهو الذي اشرف على تدريبهم قرابة 45 يوما وخاض معهم 7 مباريات تجريبية؟ وهل اراد ان يحمل اللاعبين مسؤولية الخسارة ليبعد عنه تبعاتها؟
كان بامكان رادان ان ينقذ «الازرق» ونفسه من الخسارة لو اختار التشكيلة المتجانسة ولعب بطريقة تناسب امكانات لاعبيه وعدم تقيدهم باللعب في منطقة الوسط التي فرض عليها الامارات سيطرته.
ولم ينفذ لاعبونا طريقة اللعب عبر تقدم الظهيرين وتمرير الكرات العرضية التي تشكل خطورة على مرمى المنافسين، كما افتقد الدفاع المنظم الذي فقد الرقابة اللصيقة على مهاجمي الامارات.
عموما مازلنا في بداية التصفيات، وتبقت لنا 5 مباريات، ورغم الخسارة الاولى الا اننا نملك الوقت لاعادة ترتيب الاوراق المبعثرة، لكن يجب على الجهاز الفني الالتفات الى لاعبي الاندية الاخرى واختيار الافضل من بينهم من يجيدون اللعب بروح عالية ورجولة، في محاولة للمنافسة على بطاقتي المجموعة الخامسة.