عبدالله العنزي
العودة الى المربع الاول، هذا ما يمكن توقعه بعد ان اصدر وزير العدل ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل جمال الشهاب قرارا يطالب الهيئة العامة للشباب والرياضة بحل اللجنة الانتقالية المكلفة بادارة شؤون اتحاد الكرة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وبعمل انتخابات جديدة للاتحاد وفق قانون 5/2007 كخطوة اولى نحو اصلاح البيت الرياضي بعد ان اطلع الوزير على كل ما جاء به وفد «فيفا» الى الكويت يوم 9 الجاري.
الكثير من الاوساط الرياضية اكدت لـ «الأنباء» ان قرار الوزير كان متوقعا الا انه اتى بصورة مفاجئة، حيث كان قد تردد قبل فترة ان الوزير يعمل من اجل استنتاج خطة عمل مع الاندية الـ 14 للخروج من الازمة بصورة سليمة ودون اي قرارات ايقاف او تعليق للكرة الكويتية، لكن الوزير عالج الازمة من جانب واحد فقط، وفق القوانين المحلية التي كانت ومازالت مطلب الكثيرين في البلاد ومن بينهم اعضاء مجلس الامة وشريحة من الوسط الرياضي او بالاحرى اندية المعايير.
دعم وتأييد من المجلس
مصادر مقربة جدا من الوزير اكدت لـ «الأنباء» ان قرار الوزير جاء بعد ان شرح لمجلس الوزراء في جلسته السابقة آخر تطورات الموقف وتبعات اي قرار سيتخذه، ووجد الشهاب دعما وتأييدا من قبل المجلس، بل طالب المجلس بتفعيل القوانين الوطنية على حساب اي شيء آخر، فما كان من الوزير الا ان اصدر القرار بتفعيل قانون 5/2007 بعد ان كثرت المطالبات من قبل اعضاء مجلس الامة ووجد الغطاء والمباركة من الحكومة.
وحول تبعات هذا القرار، اوضحت المصادر ان القضية الاهم طبقت وهي الاحترام والعمل بالقوانين الوطنية، وما بعد ذلك من عقوبات على الكرة الكويتية يأتي في مرتبة اقل اهمية يمكن تلافيها في اقرب فرصة ممكنة، اي شهر مايو المقبل موعد انعقاد المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، لكن من الآن الى ذلك الحين لا احد يعرف مصير الكرة الكويتية ومشاركاتها الخارجية.
وبينت المصادر ان القوانين الوطنية جاءت كلبنة اولى في بناء اصلاح البيت الاساسي للرياضة الكويتية، وبالاخص كرة القدم التي واجهت الكثير من المشاكل والانتكاسات، فلا ضرر من ايقاف المشاركات الخارجية قليلا لاصلاح البيت الرياضي.
طرفا النزاع في القضية اندية التكتل والمعايير بدوا في تناقض واضح حول هذا القرار، فأندية التكتل كانت قد هددت مسبقا بأنها لن تشارك مرة اخرى بأي عمل يؤدي لايقاف النشاط، كما حدث سابقا عندما شاركت بالانتخابات التكميلية لاتحاد الكرة وفق قانون 5/2007 وتمت معاقبة الكرة الكويتية، واكدت اندية التكتل انها عندما وافقت على اعتماد النظام الاساسي الجديد للاتحاد كان هو المخرج الوحيد من الازمة نهائيا واغلاق ملفها.
وطالب بعض اطراف اندية التكتل الوزير بأن يعلن عن مسؤوليته تجاه تنفيذ القرار وانها غير مسؤولة وستبحث عن مخرج قانوني للازمة، وستتخذ جميع الاجراءات تجاه ابعاد المقصلة عن الكرة الكويتية.
واكدت المصادر ذاتها ان اندية التكتل ستخاطب «فيفا» مباشرة لضمان استمرار «الازرق» في تصفيات كأس العالم لحين الانتهاء من الازمة حتى لا تصاب الكرة الكويتية بالاحباط مرة اخرى.
سليمان: لا تعليق
سكرتير اللجنة الانتقالية وائل سليمان رفض ان يدلي بأي تصريح سابق لاوانه، معللا ذلك بعدم وصول اي كتاب رسمي اليه من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة، لكنه اوضح انه على الرغم من كونه معينا من قبل «فيفا» الا انه سيكون اول من يطبق القوانين المحلية، وهذا الامر واجب وطني اذا ما وصل كتاب رسمي من جهة مسؤولة تطالب بانهاء مهام «الانتقالية».
ورفض سليمان التعليق حول اذا ما كان سيبعث بكتاب الى الاتحاد الدولي للعبة يخطره بما حدث، قائلا «لكل حادث حديث»، واوضح سليمان ان العمل في الاتحاد وفق هذه الصراعات الكبيرة والاتهامات التي تنهال على اعضاء اللجنة الانتقالية اصبح صعبا للغاية ولا يمكن الاستمرار طويلا، وان هذا القرار قد يكون راحة لنا بعد ان عانينا طويلا في الماضي بسبب الاعمال المتواصلة، وهذا الامر لا نبغي من ورائه كلمة شكر بل نؤديه من اجل خدمة الكرة الكويتية بشكل خاص والرياضة بشكل عام.
وكانت اللجنة الانتقالية قد واجهت الاعفاء من مهامها مرتين، الاولى في سبتمبر الماضي من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة وانتخب مجلس ادارة جديد للاتحاد وفق قانون 5/2007، الا انه بعد قرار ايقاف النشاط اعادت الهيئة العامة للشباب والرياضة اللجنة مرة اخرى.
هل تفرض عقوبات؟
كل المؤشرات الآن تشير الى اعادة فرض العقوبات مجددا على الكرة الكويتية، لكن دون اي علم بمدى حجمها ومدتها الزمنية كون «فيفا» كان قد حذر قبل ذلك بعقوبات اشد قسوة اذا ما خولفت لوائحه مجددا بعد ان كان قد اغلق ملف القضية كاملا في اجتماع مكتبه التنفيذي الاخير في ديسمبر الماضي بالعاصمة اليابانية طوكيو.
الكل يستذكر سابقا مدى الدور الكبير الذي لعبته اللجنة الرباعية برئاسة الشيخ احمد الفهد ومرزوق الغانم والشيخ خالد اليوسف ويوسف البيدان باجتماعات مكوكية مع بعضها البعض ومع الاطراف المحلية المسؤولة، وكذلك بالاتصالات التي اجروها مع مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والكتب المرسلة الى ان اسفر ذلك عن ايقاف الحظر عن المشاركات الدولية للكرة الكويتية.
التساؤلات العديدة التي تطرح نفسها حول مواجهة قرار الايقاف المتوقع ان يشمل الكرة الكويتية: هل نحن بحاجة لعمل اللجنة الرباعية؟ ولماذا تم انهاء اعمال اللجنة الانتقالية اذا كانت هي الجهة الوحيدة المخولة بمخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)؟ ومن سيتحمل مسؤولية كل المشاكل المتوقعة مواجهتها مع المشاركات الخارجية للمنتخبات والحكام والاندية وحتى لاعبينا المحترفين؟
تقرير خاص في ملف ( pdf )