عبدالله العنزي
من المؤكد ان ما قام به وزير الشؤون الاجتماعية والعمل جمال الشهاب عندما ارفق مذكرة بآخر التطورات التي حلت بالرياضة الكويتية هو «عين العقل»، خصوصا بعد ان جمد في رد فعل اولي ما طالب هو به من تطبيق القوانين المحلية وبالاخص قانون 5/2007 وانتخاب اعضاء مجلس ادارة اتحاد الكرة من 14 عضوا كون ان الوضع الرياضي الحالي لا يتحمل أي تصعيد في الخلافات مع الاتحادات والانظمة الرياضية الدولية بعد ان تلقى المسؤولون في الرياضة الكويتية عددا من الكتب حملت في طياتها تهديدات بايقاف النشاط الرياضي وخصوصا من قبل اللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد الدولي للكرة «فيفا» الذي هدد بعقوبات جمة على الكرة الكويتية قد تصل الى شطب العضوية او الطرد من المنظومة الدولية اذا لم ينتخب اعضــاء مجلس ادارة لاتحاد الكرة من 5 اعضاء قبل 14 مارس الجاري حسب ما يطالب به «فيفا» وما نص عليه النظام الاساسي لاتحاد الكرة الذي اعتمد مؤخرا من قبل الجمعيـــة العموميـة للاتحاد.
الانباء الواردة من مصادر مسؤولة اكدت ان الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء سيضع وعلى وجه السرعة كل الطرق التي تؤدي الى عدم الاضرار بالقوانين المحلية من جهة والرياضة الكويتية على حد سواء وذلــك من خلال احالة قانون 5/2007 الى مجلس الامة من اجل المطالبة بتغيير بعض بنوده التي تشكل نقطة اختلاف من الانظمة الدولية وهذا الامر يتطلب موافقة اغلبية اعضاء مجلس الامة الا ان المصادر اوضحت وجود موافقة مبدئية من قبل 33 نائبا على التغيير
وكل المؤشرات تذهب نحو عمل حكومي برلماني كبير وعلى وجه السرعة من اجل ايجاد مخرج قبل وقوع الرياضة في فخ الايقافات والشطب كون الامر لم يقف كما في كل مرة عند «فيفا» بل انه تعدى ووصل الى ما هو اسوأ من ذلك وتبقى حظوظ الخروج من الازمة معقدة جدا حيث اختلطت فيها حبال السياسة بنبال الرياضة، لذلك فان أي جهد او عمل للخروج من المأزق سيتطلب ارضاء الصعيدين السياسي والرياضي.
المهم في ذلك كله ان عامل التوقيت لا يلعب هذه المرة لصالحنا من عدة جوانب «فالفيفا» ألزم الاندية الرياضية بانتخاب مجلس ادارة للاتحاد من 5 اعضاء قبل 14 الجاري والا سيواجه الطرد والمهلة المتبقية امام اصحاب الشأن سواء كانوا سياسيين او رياضيين هي 13 يوما فقط، فضلا عن ان المنتخب الوطني لديه مباراة مهمة ضد منتخب ايران في الكويت ضمن الجولة الثانية للدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 26 الجاري، اضف الى ذلك مشاركة ناديي الكويت والقادسية في بطولة دوري ابطال اسيا والملايين التي صرفها الناديان من اجل الظهور بمظهر مشرف للكويت، كذلك المشاركات الدولية لحكامنا ولاعبينا المحترفيين عادل الشمري في الشمال القطري وفهد الرشيدي في الحزم السعودي.
الطرف الآخر في القضية هو اللجنة الاولمبية الدولية التي هددت باستبعاد أي لاعب كويتي من جميع المحافل الدولية والاقليمية التي هي تحت مظلتها ولعل ابرزها اولمبياد بكين الذي سيقام الصيف المقبل لتهديد الاحلام الكويتية بحصد ثاني ميدالياتها الاولمبية بعد الرامي فهيد الديحاني الذي حقق البرونزية في اولمبياد سيدني 2000 وسيكون دون شك البطل الكويتي العالمي محمد العازمي ابرز الخاسرين حيث انه يوالي اعداده منذ اربع سنوات من اجل تحقيق طموحه الاولمبي الذي قد يتحطم.
كذلك بطل رمي الجلة علي الزنكوي الذي ضمن المشاركة مبكرا في بكين ولديه رقم جيد يؤهله لتحقيق الانجاز وايضا ابطال الرماية الذين اثبتوا جدارتهــم في المحافل الدولية.
الكل في الكويت يترقب ما ستؤول اليه الايام المقبلة، ففي خضم الافراح الوطنية بعيدي الاستقلال والتحرير وكذلك بتأهل ابطال اليد الى كأس العالم 2009 في كرواتيا، ومتابعة مهام اعمال لجنة التدريب والمنتخبات المشرفة على الازرق في وضع اللمسات الاخيرةعلى برنامج اعداد الازرق وابطالنا المشاركين في الاولمبياد في هذا الخضم جاءت المشاكل الرياضية التي لم تكن وليدة اللحظة لن يكون القرار هذه المرة بيد الرياضيين لانهم عجزوا وطوال الفترة السابقة عن تحقيق أي انجاز على الورق فما بالك بالانجاز على الارض.
اذن مجلس الامة ومجلس الوزراء سيلعبان هذه المرة في ملعب الرياضة ووسط الجماهير الرياضية التي تترقب وتنتظر ما ستسفر عنه الاجتماعات والمباحثات والقرارات وهي تتساءل هل ستكون هذه الازمة بداية العودة ام انها بداية النهاية؟