عبدالله العنزي
دائما ما يستمتع الاشخاص بقراءة التاريخ لما فيه من شخصيات تركت الاثر الابرز في معالم المحيط التي عاشت فيه، وتتفاوت اهمية الشخصيات حسب الانجازات المحققة.
على سبيل المثال لا يحظى النجم الايرلندي الشمالي الراحل جورج بست عندما كان لاعبا في مان يونايتد الانجليزي الشعبية نفسها التي يتمتع بها «الملك» البرازيلي بيليه كون الاخير توج بلقب بطولة كأس العالم 3 مرات، فيما اكتفى بستة ألقاب في الدوري الانجليزي وكأس الاندية الاوروبية (دوري ابطال اوروبا حاليا).
في كيفان كان كل شيء يسير بشكل منظم داخل البيت الابيض فالعمل يتوزع بين اركان النادي من اجل الخروج بنتيجة ايجابية آخر المطاف لذلك ليس غريبا ان يسير الكويت واثق الخطى منذ بداية الموسم وكأنه الملك الباحث عن عرشه، وتتنوع ادوار العمل في العميد بين ادارة واعية ومتفتحة ذات نظرة ثاقبة ومستقبلية تضم خليطا رائعا من حيوية الشباب وحنكة الكبار، فرئيس النادي النائب السابق مرزوق الغانم يملك حيوية كبيرة ويمتاز بالنظرة الثاقبة للمستقبل، اما نائبه عبدالعزيز المرزوق فيعتبر «الجنرال المجهول» لما يبذله من عطاء لا محدود داخل اروقة النادي.
اما الكتيبة الكويتاوية فهي المثال الناجح لجميع الفرق لما تمتلكه من اسلحة فتاكة على جميع الاصعدة من جهازين فني واداري ولاعبين، فوجود «الدينامو» مدير الكرة عادل عقلة وفر الاستقرار في صفوف الفريق، فيما «المخلص» محمد الهاجري قام بدور فاعل في الاوقات الحرجة، اما على المستوى الفني فكل الامور كانت مهيأة للكرواتي رادان مدرب الفريق لتحقيق النتائج المرجوة، ولكنه احتاج الى بعض الوقت حتى يظهر لمسته على الفريق من خلال اختياره التشكيلة الاساسية او المفاضلة بين المحترفين، اضافة الى اكتشاف بعض العناصر الشابة في الفريق وابرزها المهاجم الصاعد خالد عجب، ولا يمكن اغفال دور بقية افراد الجهاز الفني وفي مقدمهم المستشار الفني محمد عبدالله الذي قاد الفريق في فترة غياب رادان بسبب انشغاله بتدريب الازرق.
«الكويت يلعب بـ 22 لاعبا» هذا ما عبر عنه احد مشجعي الابيض عقب تسجيل هدف التعادل في مرمى القادسية في اللحظات الاخيرة من المباراة في جولة الذهاب.
الروح الاخوية الكبيرة التي تسيطر على العلاقة بين اللاعبين كانت تشكل دعما قويا للابيض، فتجد الحماس والرغبة في الانتصار لدى لاعبي الاحتياط على القدر نفسه للاساسيين، والجميع في النهاية يتقاسمون الافراح والاتراح على حد سواء بداية من «القائد الفذ» زياد الجزيري و«السد المنيع» خالد الفضلي و«الفدائي» يعقوب الطاهر و«القتالي» عبدالله المرزوقي و«الخبرة» سامر المرطة و«الصلب» يوسف اليوحة و«الطائر» فهد عوض و«الظهيرالعصري» ابراهيم شهاب و«الصخرة» ماكينغا و«المدمرة» حسين حاكم و«التكتيكي» جراح العتيقي و«الفنان» موريتو و«الانيق» عبدالرحمن العوضي و«القناص» خالد عجب و«الداهية» علاء حبيل و«المخلص» عبدالله نهار و«رجل المهمات الخاصة» مشعل حميد و«المراوغ» وليد علي و«الصاعد» عبدالعزيز المرشود و«الثقة» مصعب الكندري و«الموهبة» عبدالرزاق البطي.
كل تلك العوامل كانت كفيلة بتأكيد احقية الكويت في الاحتفاظ ببطولة الدوري للموسم الثالث على التوالي في انجاز غير مسبوق للابيض، وللمرة العاشرة في تاريخه، واضعا حدا للمشككين بانجازات ابناء النادي.
من المؤكد ان الجزيري ورفاقه بصدد كتابة تاريخ جديد لنادي الكويت قد لا يصل الى مستوى بست وبيليه، ولكنه يفوق نظراءه في الاندية المحلية، بفضل قائد الامبراطورية مرزوق الغانم ورفيقه عبدالعزيز المرزوق.