عبدالعزيز جاسم
لكل بداية نهاية ولكل إنجاز بطل، ولأن الدوري ليس قصة خرافية او حكاية وهمية بل واقع، لذلك ليس هناك شيء جديد، الابيض ملك الدوري في النسخة الـ46 رغم خسارته من الساحل متذيل القائمة، وقد حقق اللقب للمرة الثالثة على التوالي والعاشرة في تاريخه ويبدو ان الكويت قد وضع شعارا على الدرع يقول فيه «ممنوع اللمس الا لعشاق الابيض» وعلى الاندية ومشجعي الفرق الاخرى مشاهدته من بعيد والتحسر على ضياعه».
هذا ما حدث باختصار في ختام الجولة الـ17 قبل الاخيرة من الدوري ليفوز باللقب قبل جولة من نهايته وهو ما لم يحدث منذ سنوات فقد كان اللقب يحسم اما في الجولة الاخيرة او بمباراة فاصلة او بالمربع الذهبي، ترك القادسية والسالمية يتنافسان على المركز الثاني فيما يأمل العربي تحقيق المركز الرابع على حساب كاظمة.
كما حملت الجولة البسمة للنصر وبقي رسميا ضمن دوري الاضواء كما ابكت الجهراء حيث تأكد هبوطه الى دوري المظاليم واطمأنت ادارة التضامن على مستوى الفريق قبل خوض منافسات كأس صاحب السمو الامير ورفع الساحل اسهمه بعد ان حقق الفوز على بطل الدوري ولكن بعد فوات الاوان بعد ان كان اول الهابطين الى الدرجة الاولى منذ الجولة الـ16.
الأبيض أراح الجميع
رغم انه لم يحقق اللقب بيده في الجولة الـ17 الا ان نتائجه السابقة شفعت له لانه دخل اللقاء وبفارق 5 نقاط عن مطارده المباشر الاصفر لذلك لن يكون فوزه بالدوري ظلما لان الابيض زرع وجنى ثماره بالنهاية ولكن بعد لقاء لم يكن يتوقعه اشد المتشائمين ليس من جمهوره فقط بل حتى من منافسيه الذين كانوا يمنون النفس بتعادله وليس بخسارته بهدف كان كالصاعقة على مسامع محبيه فبعد ان بدأ اللقاء بقوة وضغط هجومي واجهه دفاع قوي من الساحل حتى الدقيقة 40 من الشوط الاول كانت الامور تسير على احسن حال وبعد ان اضاع الصاعد خالد عجب فرصتين محققتين للتسجيل طرد بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية ولم يكن يدرك ان حظوظ ابناء عجب غير طيبة لانه طرد، فيما شقيقه احمد اضاع فرصا بالجملة للاصفر كانت كفيلة بتسجيله هدف الفوز وتأجيل الحسم للجولة الاخيرة.
ورمى الابيض في الشوط الثاني بكل ثقله في الهجوم ولكن دون جدوى لان ابناء ابوحليفة كانوا في يوم سعدهم وصعقوا ابناء كيفان بهدف مباغت في الدقيقة 70.
الأصفر ضيع نفسه
اما القادسية فقدم افضل عروضه هذا الموسم واضاع فرصا لا يمكن لاحد تخيلها تعادل مع عقدته المزمنة «كاظمة» 1 - 1 في مشهد رأيناه على وجوه جميع لاعبي الاصفر وجماهيره الذين هتفوا: «لو كان الحظ رجلا لقتلته»، لكي يشفوا غليلهم من كم الفرص الضائعة، ويبدو ان الاصفر حطم كل الارقام القياسية عندما امتلك الكرة بنسبة 85% على حساب فريق ليس ضعيفا بل كان متصدرا البطولة في جولة الذهاب وقد دخل الاصفر اللقاء وليس لدى لاعبيه سوى الضغط المتواصل على مرمى احمد الفضلي الذي اخرج اهدافا بالجملة ليدخل البرتغالي جاريدو خلف السلامة بدلا من البحريني طلال يوسف ليسجل هدف التقدم بعد عناء ولكن لم يتأخر كاظمة بالرد وباغت الاصفر بهدف مفاجئ ثم دخل حمد العنزي ولعب الاصفر باربعة مهاجمين وهم عجب، خلف، بدر وحمد وجميعهم اضاعوا ما لا يقل عن 3 اهداف محققة، انهت مغامرتهم بالدوري وليبحثوا عن اخر القاب الموسم واغلاها وهي كأس صاحب السمو الامير.
كاظمة وضعه يخوف
لم يكن يتوقع احد ان يحدث لكاظمة ما حدث هذه الايام فالفريق من سيئ الى اسوأ ومن نكسة الى اخرى فبعد ان اقيل المدرب الكرواتي مارينكو كوليانين تعيين الوطني ادم مرجان بديلا عنه اسبشرنا خيرا ولكن وفي اول ظهور له ولاول مرة نشاهد البرتقالي صاحب الكرة الشاملة يدافع من بداية المباراة حتى نهايتها واذا استمر الفريق على هذا المنوال فانه لن يصل الى ادوار متقدمة في كأس صاحب السمو الامير.
بدأ البرتقالي اللقاء بتشكيل متوازن ولكنه تراجع الى الخلف بشكل جعل الحارس احمد الفضلي ودفاعه يعانون طوال اللقاء ولولا تالقهم لتعرض الفريق لاقسى خسارة في تاريخ النادي وبعد ان تلقى الهدف في بداية الشوط الثاني ظن الجميع ان كاظمة سيستسلم ولكن ابداع محمد الهدهود في تمرير كرة عرضية متقنة الى رأس العباد الذي تلقاها طائرا اعادت الامور الى بدايتها لتستمر المعاناة حتى نهاية المباراة بدفاع كظماوي وهجوم قدساوي شرس حتى الوقت بدل الضائع الذي تألق فيه الحارس والدفاع.
الأخضر يسعى للرابع
وبعد ان فقد العربي الامل في الوصول الى منصات التتويج سعى الى احتلال المركز الرابع لانه يدرك ان كاطمة انتهت مبارياته وهو يملك لقاء في الجولة الاخيرة امام التضامن ويمكنه الوصول بفارق الاهداف الى ما يبحث عنه وبعد ان شهدت مباراته مع الجهراء توقفا واحداثا مؤسفة تمكن الاخضر من الفوز بهدف بشق الانفس عن طريق خالد خلف الذي قال كلمته في الدقيقة 82.
واكد التضامن وبجدارة احقيته في اللعب الموسم المقبل في دوري الاضواء بعد فوزه على النصر 3 - 0 علما ان الأخير كان يريد خطف المركز السادس من بين يديه ولكن ابناء الفروانية قدموا عرضا قويا ورفعوا رصيدهم الى 16 نقطة بعد ان استحوذوا على المباراة طولا وعرضا، وكادوا ينهون المباراة بنتيجة اكبر لولا تسرعهم ولكن محترفيه التنزاني داني لم يخذله وسجل هدفين والنيجيري زكريا سجل هدفا، رغم ان الفريق عانى من طردين لكل من عبدالعزيز عشوان ومحمد سالم.
النصر محظوظ والساحل استيقظ متأخراً
أما النصر فقدم ثاني أسوأ عروضه هذا الموسم وخسر امام التضامن حيث تعرض قبل ذلك لخسارة ثقيــلة امــام الاصـفر 0 - 6 الا ان الحظ خدمه بفضل الاخضر حيث خسر مطارده المباشر الجهراء ليبقى في دوري الاضواء موسما آخر، ولم يكن مدرب النصر البرتغالي فرناندو سوزا موفقا في اختيار التشكيلة الاساسية للقاء وأخطأ كثيرا في قراءة المباراة التي كان يتوقعها سهلة، الا انه صدم بأداء التضامن ليتحمل الجزء الاكبر من الخسارة هو ومدافعوه ومعهم العاجي تراوري الذي اضاع 4 فرص محققة.
أما الساحل فلو نظر الجميع الى لقائه امام بطل الدوري الكويت لظن الجميع انه هو من سيحمل الدرع، لأن اداءه كان قمة في الروعة بدءا من الحارس سعد العنزي الذي تصدى لكل محاولات الابيض وافسدها حتى خط الدفاع الذي كان متماسكا بقيادة عبيد منور وخالد علي وحماد العبيدلي وصولا الى لاعبي الوسط الذين أرهقوا خصمهم بفنيات عمر الحقان والبرتغالي جيمي وانتهاء بخط المقدمة بوجود محمد مبارك مسجل الهدف الوحيد، ومساندة مرزوق زكي، كانوا كلهم نجوما، ولكن لم يفدهم الفوز الا في نقطتين، تغلبهم على بطل الدوري ورفع معنوياتهم لمسابقة كأس صاحب السمو الأمير.
وكان أكبر الخاسرين في هذه الجولة الجهراء لعدة اسباب اولها سقوطه لدوري المظاليم رسميا، ولم يستفد من خسارة النصر الكبيرة ثم انه اصبح متذيل الترتيب.
ويبدو ان لاعبي الجهراء فقدوا تركيزهم ولم يدركوا ان النصر خاسر وما زال الامل موجودا وانشغلوا بمؤازرة نائب رئـــيس النادي خلف السهو، الذي بسبـــبه أوقفت المباراة بعد ان حدث بيـــنه وبيـــن رجال الامن مشـــادة كلامية، ولكن لن ينفع الندم ولم تفدهم المحاولات المتأخرة في تعديل النتيجة بعد ان صعقهم خالد خلف بهدف في آخر 10 دقائق.