عبدالله العنزي
مع استقرار كأس الدوري في خزائن نادي الكويت انتهت حكاية الدوري الممتاز لهذا الموسم او بالاصح تسميته دوري «المشاكل» لما حفل به من قضايا بدأت حتى قبل ان تنطلق عجلة الدوري ولم تتوقف حتى الاسابيع الاخيرة، واكد الابيض مجددا انه الجواد الرابح بعد ان انتهى السباق وسط افراح في القمة واحزان في القاع لتبدأ الفرق جميعا رحلة التحضير للدوري (الموسم القادم) وسط تكهنات عديدة بأن الدمج قادم لا محالة.
من الأحداث البارزة خلال المسابقة، في بدايتها قضية محترف القادسية الصربي ميلادين مع ناديه كاظمة والقضايا التي رفعت في المحاكم الكويتية والدولية، ومشكلة نجم العربي والازرق محمد جراغ مع ادارته، والقضية الاهم ايقاف النشاط الكويتي بعد مباراة القادسية والعربي، وايقاف نادي التضامن لحارسه الدولي المميز خالد الرشيدي لدخوله في مشادة مع مجلس الادارة، وايضا مستوى العربي المتواضع اثناء البطولة مما ادى الى ان يقدم العامل البنغالي «منير» بعد خسارة الاخضر من الساحل على الانتحار، واستقالة مدير الفريق بالقادسية محمد بنيان لاسباب لم يفصح عنها، والهروب الجماعي لمحترفي كاظمة، واعتزال لاعب القادسية خلف السلامة وعدوله عن قراره بسرعة، وعدم استكمال لقاء الكويت والجهراء لعدم وجود العدد القانوني في صفوف الاخير وانتهاء بحادثة ستاد مبارك العيار عندما اعتدت القوات الخاصة على نائب رئيس الجهراء خلف السهو وعلى اثرها رفض الجهراء استكمال مباراته امام العربي لولا تدخل العقلاء، وكالعادة تخللت الموسم اقالات بالجملة للمدربين في اندية الجهراء والنصر وكاظمة والسالمية والبقية قادمة بعد كأس سمو الامير مثل القادسية والعربي والساحل.
الابيض «غانم»
ربما كان ابتعاد الابيض عن المشاكل هو السبب الاقوى لإحرازه اللقب فالوعي الكبير لدى الادارة والمهنية الرائعة للجهازين الاداري والفني والتميز للاعبين كانت حصنا منيعا لاختراق البيت الابيض الذي حافظ فريقه على رباطة جأشه في اقسى الظروف محققا الدوري للموسم الثالث على التوالي وللمرة العاشرة في تاريخه.
الابيض استفاد كثيرا من بدايته القوية للدوري في القسم الاول حيث حقق 14 نقطة في أول اربع مباريات بفوزه على النصر والعربي وكاظمة والجهراء وتعادله مع القادسية مما مهد الطريق امامه للانطلاق نحو القمة وان كان قد واجه بعض العقبات بتعادله مع التضامن وخسارته من السالمية رغم انتصاره على الساحل.
في القسم الثاني انتهى كل شيء منذ البداية بعدما انتصر الابيض في 6 مباريات على التوالي ضمنت له لقب البطولة على الرغم من خسارته المباراتين الأخيرتين لان النتائج الاخرى لعبت لصالحه.
الابيض كانت خياراته من حيث اللاعبين كثيرة فالفريق يضم العديد من النجوم الكبار كزياد الجزيري وماكينغا وخالد الفضلي ووليد علي وعبدالله المرزوقي وعلاء حبيل لذلك كان مدربه الكرواتي يحتار فيمن يخرج لا فيمن يدفع به.
القادسية بورصة
نعم الاصفر مثل البورصة فالفريق على كثرة النجوم لم يستطع الاستمرار على وتيرة واحدة بل انه فقد الكثير من النقاط في الاوقات القاتلة من عمر المباراة مثلما حدث في لقائه مع السالمية والكويت بالقسم الاول.
الخلل القدساوي يكمن في الضعف الفني لمدربه البرتغالي جاريدو الذي لم يستطع ان يسير الامور حسب ما يريد، سواء في تشكيلته او قراءته للمباراة، هذا بالاضافة الى تذبذب مستوى المحترفين في صفوفه مثل ميلادين وطلال يوسف وكيتا في بعض الاحيان.
الاصفر بالقسم الاول حقق بداية جيدة امام التضامن والساحل ولكنه تأثر كثيرا بتعادله مع الكويت والسالمية واعقبتهما الخسارة من كاظمة وعلى الرغم من ذلك واصل اللحاق بالقمة الا ان الاخطاء نفسها تكررت في القسم الثاني بتعادله من السالمية وضعف موقفه بالخسارة امام الكويت وتلاشت اماله بتعادله مع كاظمة.
الثورة القدساوية المنتظرة بعد نهاية الموسم بالتغيير لن تطال بعض نجومه المتميزين مثل هداف الدوري احمد عجب الذي ظهر بمستوى كبير في اول موسم له ومحترفه التونسي صاحب المستوى الرفيع سليم بن عاشور ومحمد راشد الذي اكتشفت امكانياته وبدر المطوع.
السالمية مؤثر
بكل تأكيد المركز الثالث ليس طموحات ابناء السالمية الا ان الفريق يستحق الاشادة على المستوى الجيد الذي ظهر به خصوصا انه لعب الدور المؤثر في عمر المسابقة فالفريق هو الوحيد الذي استطاع الفوز على البطل ذهابا وايابا ونجح ايضا في اقتناص تعادلين من القادسية وفوز على كاظمة وتعادلا من العربي.
السماوي عموما يملك الكثير الا انه عجز عن تقديمه في المسابقة لذلك ارتضى ان يصبح ثالثا وعلى اثر ذلك تمت الاستعانة بالمدرب الوطني محمد ابراهيم بدلا من البرتغالي غوميز.
السماوي استطاع في احدى فترات الدوري ان يعيد الامل لجميع الفرق عندما هزم الكويت في القسم الاول ونجح في تقليل فرص القادسية عندما تعادل معه مرتين الا انه لم ينجح في اللعب لنفسه ولعب لمصلحة الاخرين على الرغم من وجود عناصر فتاكة مثل بشار عبدالله وفرج لهيب ومن المنتظر ان يقدم الفريق اداء جيد بكأس سمو الامير.
العربي «منير»
اذا كنت تبحث عن الوضع الامثل لتلخيص حال القلعة الخضراء في دوري هذا الموسم فهي بانتحار عامله «منير» داخل النادي بعد الخسارة من الساحل متذيل الترتيب وعلى ستاد صباح السالم.
العربي ظهر اغلب فترات المسابقة كالحمل الوديع لا يستطيع مجاراة الكبار على الرغم من كونه احدهم كيف لا وهو صاحب افضل سجل رقمي بتاريخ الكرة الكويتية الا ان المشاكل التي عصفت بالمركب الاخضر من كل صوب وحدب ادت الى غرقه في بعض الاحيان ونجاته في احيان اخرى ومن المعيب ان يقال من بعض رجالات العربي ان المركز الرابع جيد كون الفريق قد نافس في الموسم الماضي على الهبوط فالبطولة وحدها هي مطلب الجماهير التي عزفت في الفترة الاخيرة عن الحضور بعدما تأكدت أن «لاطب» في فريقها بعد الخسارة في جميع المواجهات هذا الموسم من القادسية.
الاخضر فاز بثماني مباريات على كاظمة مرتين والجهراء مرتين والنصر والساحل والسالمية والتضامن بينما خسر من الكويت والقادسية مرتين والساحل مرة وتعادل مع السالمية والتضامن والنصر، أي انه خسر 12 نقطة من صاحبي المركزين الاول والثاني فكيف له ان يحقق الدوري. وسيكون رأس مدربه البرتغالي راشاو هو المطلب الاكبر اذا لم يفلح الفريق في تحقيق كأس سمو الامير.
كاظمة.. مسكين
نعم كاظمة مسكين فما واجهه من مشاكل يمكن ان تعصف به ولكن الفريق نجح في مواصلة المشوار الى النهاية وان كانت النتائج على خلاف الطموحات. البرتقالي ظهر جيدا في البداية على الرغم من مشاكله مع مدربه السابق جاريدو ومحترفه ميلادين ويعود ذلك الظهور الى الاداء الجيد للفريق بشكل عام ومحترفيه المغربي سعيد خرازي والمصري احمد فتحي، الا ان الرياح جرت بما لا يشتهي ابناء العديلية ففي منتصف الطريق رفض فتحي تجديد عقدة الاعارة اصلا وهرب الخرازي الى بلاده وأصيب نجمه جراح الظفيري مع المنتخب لذا شكلت تلك الضربات المتتالية نقطة التحول نحو الاسوأ.
ادارة كاظمة حاولت ان تجدد دماء الفريق بالتعاقد مع الليبي نادر الترهوني واقالة المدرب البر تغالي مارينكو وتعيين المحلي ادم مرجان بديلا عنه لعل الفريق يستطيع عمل الانجاز الكبير في كأس سمو الامير.
التضامن بين الدوري الماضي والحالي كان وضعه افضل فقد نجح في الحفاظ على مكانه بين النخبة مبكرا على الرغم من الصراع الشرس الذي شهدته فرق القاع ولعل الاداء الجيد كان السمة الابرز في الفريق من خلال كسبه لعدد من النقاط المهمة: تعادله مع الكويت والعربي وكاظمة، وتحقيقة لانتصارات مهمة على منافسيه النصر والجهراء والساحل. الفريق عمــــوما يســـتحق البقاء بالنظر الى الاداء الرفـــــــيع الذي ظهر عليه هذا الموسم على الرغم من مواجهته لبعض المشاكل في البداية بإيقاف نجمه الاول حارسه خالد الرشيدي الا ان اللاعبين نجحوا في عمل الفارق الكبير مع الفرق المنافسة الاخرى وابرزهم المحترف داني.
النصر.. حضر
نجح النصر في البقاء على حساب الجهراء بعد ان تمكن من الفوز عليه في المواجهة الحاسمة بينهما، وسريعا حاولت الادارة تصحيح الاخطاء التي وقع بها الفريق باسناد مهمة التدريب الى الوطني مسير العدواني بعد اقالة البرتغالي سوزا وكان للاعبين الدور الاكبر في الاقالة لعدم رغبتهم في استمراره.
العنابي يملك مجموعة جيدة ولكن ما ينقص الفريق الثقة وخصوصا امام الفرق الكبيرة بدليل الخسارة من القادسية بسداسية.
الساحل.. غرق
الساحل امره غريب فهو في القسم الاول خسر بالخمسة وعجز عن تحقيق أي نقطة وفي القسم الثاني هزم الكويت البطل والعربي الكبير وتعادل مع السالمية القوي والجهراء ولكن تلك النقاط السبع لم تشفع له بالبقاء في دوري الاضواء فودع البطولة مبكرا.
ابناء ابوحليفة لديهم امكانيات ولكن ما قدمه الفريق وخصوصا في القسم الاول يدل على وجود خلل كبير ربما كان في الجهاز الفني او الاداري او المحترفين، فقد تأثر كثيرا برحيل نجمه المميز احمد عجب فأثر ذلك على الشق الهجومي لديهم وخصوصا في انهاء الهجمات مما ادى الى خسارة العديد من النقاط المهمة في الاوقات الحرجة. فهو يملك مجموعة رائعة لعل ابرزهم النجم عبيد منور الذي من المرجح ان ينتقل الى احد الاندية الكبيرة في الموسم المقبل.
الجهراء لا عزاء
ان يجد الجهراء نفسه عاجزا عن توفير البديل للاعب مثل عادل الشمري فهذه مأساة كبيرة لابناء الجهراء الذين سيجدون انفسهم الموسم المقبل بمصاف الدرجة الاولى فالفريق لم يظهر بالشكل الذي يستحق عليه البقاء وتعرض كثيرا الى الهزائم الثقيلة ووجوده في المركز الاخير ناتج الى المؤشر السلبي الذي تسير عليه خطى الجهراء الذي قد غير مدربه غلفيص العجمي واستعان بالبرازيلي كليبر الذي لحق بغلفيص، ولعل حادثة الاعتداء على خلف السهو اخيرا هي الدليل الكبير على تدهور الاوضاع بسبب التراشق الاعلامي بين مجلس الادارة والقائمة المنافسة عموما لن تكون اقالة المدرب هي الحل الامثل ولكن يجب عمل تغيير شامل لفريق الكرة.