عبدالعزيز جاسم
لم تحدث مفاجآت كبرى في الدور التمهيدي من مسابقة كأس الامير فجميع الفرق الكبيرة تأهلت الى الدور ربع النهائي ومن دون عناء وإذا كنا نريد أن نسمي المفاجأة فهي تأهل الصليبخات على حساب التضامن بعد ان هزمه ذهابا 5-صفر وخسر ايابا 1-3 وجاءت جميع النتائج عادية.
في المجموعة الأولى تأهل السالمية بعد فوزه على خيطان ذهابا وايابا بالنتيجة نفسها 2-صفر ليلتقي الكويت المتأهل تلقائيا لانه حامل لقب الدوري.
كما تأهل الفحيحيل على حساب الجهراء بعد ان فاز عليه ذهاب 3-1 قبل ان نخسر ايابا صفر-1 ليلتقي الصليبخات وفي المجموعة الثانية تأهل كاظمة بعد ان هزم اليرموك 1-صفر ذهابا و2-صفر ايابا ليواجه الاصفر والمتأهل الى الدور ربع النهائي لكونه الفائز بالنسخة الماضية من كأس سمو الأمير ولم يجد الاخضر اي صعوبة في تخطي عقبة النصر عندما تغلب عليه 5-1 ذهابا قبل ان يتعادل سلبا في الاياب ليلتقي الساحل الذي تأهل على حساب الشباب بعد ان عادله ايجابا 2-2 ذهابا قبل ان يدك مرماه ويحقق الفوز ايابا 4-1.
لم يجد السالمية اي صعوبة في تخطي الدور الاول بعد ان واجه خصما سهلا نسبيا ولم يبذل الفريق مجهودا كبيرا او يكشف اوراقه منذ الدور الاول لانه يعلم انه سيواجه في الدور ربع النهائي جامع الالقاب الابيض والذي يريد ان ينهي الموسم بثلاثية تاريخية ولكن يبدو ان رجال المدرب محمد ابراهيم لن يمكنوا الابيض من ذلك خصوصا انهم الفريق الوحيد الذي هزمه ذهابا وايابا في الدوري 3-2 و1-صفر لذلك لن يكون تخطي الابيض مستحيلا خصوصا ان السماوي يملك ترسانة من اللاعبين يأتي في مقدمتهم بشار عبدالله وفرج لهيب وصالح البريكي والبرازيلي اندريه وسيغيب عن لقائهم المقبل غلاوسيو للاصابة وربما جاءت في وقتها لان محمد ابراهيم يعتمد كثيرا على تحركات اندريه ولا يمكنه الاستغناء عن قلب الدفاع الكاميروني وليام والذي ظهر بمستوى جيد هذا الموسم.
رغم انه خسر ذهابا وإيابا بهدفين فان خيطان خرج بشرف لانه اضاع عدة فرص في المباراتين ويدرك لاعبوه ان امكانيات السماوي ومحترفيه تفوقهم كثيرا ولكن كما يقال «احنا نسوي اللي علينا» ولكن الذي فعلوه لا يساعدهم فقد أنهوا موسمهم دون اي ايجابية حيث خرجوا من كأس الاتحاد وكأس سمو ولي العهد ولم يتأهلوا الى دوري الاضواء ولحقوه بخروج من الدور الاول في كأس الامير ويحتاج خيطان الى دراسة جدية من قبل ادارة النادي اذا ما ارادوا الوقوف على ارجلهم الموسم المقبل وهم قادرون على ذلك لانهم يملكون لاعبين من طراز عال امثال محمد عثمان ومحمد يوسف وحامد الشيباني ورائد عبدالرزاق لذلك عليهم التحضير جيدا قبل ان يبدأ الموسم المقبل.
رغم الخيبة الكبيرة بسبب عدم التأهل الى الدوري الممتاز، لكن الفحيحيل عاد وبقوة لأنه تأهل الى الدور ربع النهائي وبامكانه الوصول الى نصف النهائي، ولم لا يفوز باللقب، وهو قد فعلها في عام 1986؟ خصوصا انه سيواجه الصليبخات، ولم يجد الفحيحيل صعوبة في مباراة الذهاب عندما هزم الجهراء 3 - 1، لكنه كاد ان يخرج في الاياب لولا اضاعة ضربة الجزاء في الدقائق الاخيرة ليخسر 1 - 0، وكاد سعود فريان ان يكون بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير عندما طرد من اللقاء بسبب مشاجرة مع احد زملائه، لذلك سيغيب عن لقاء الصليبخات.
يعتبر هذا الموسم من اسوأ مواسم الجهراء لأنه هبط الى دوري المظاليم وخرج من الموسم دون القاب، وكان آخرها الخروج من كأس صاحب السمو الامير، وتأتي اسباب تراجع مستوى الجهراء بسبب عدم الاستقرار الفني لأنه تمت اقالة مدربين، الوطني غلفيص العجمي والبرازيلي كلبير، وهذه الظروف ان حدثت لأي فريق في العالم فإنه لن يحقق اي لقب، لكن ادى الجهراء في مباراة الاياب عرضا قويا ورائعا، ويبدو ان الحظ كان الصخرة التي وقفت في طريقه، خصوصا ان لاعبه سعود عواد اضاع ركلة جزاء (77) كانت كفيلة بلعب اشواط اضافية، لكن لعنة الذهاب وخسارته 1 - 3 لم تشفع له عندما فاز ايابا 1 - 0.
وقدم ابناء الصليبخات سيمفونية رائعة على اوتار التضامن ليرهقوهم ذهابا، لكنهم كادوا ان يقعوا في خطأ الثقة المفرطة لأنهم تأخروا بثلاثة اهداف ايابا، لكن ايمانويل انقذهم وسجل هدفا ليحطم احلام التضامن ويتأهل الصليبخات.
كان لاعبو التضامن يمنون النفس بالوصول الى النهائي، فمنهم من كان يعتقد ان طريقهم مفروش بالورود لأنهم اذا تخلصوا من الصليبخات سيواجهون الفائز من الجهراء والفحيحيل، لكن احلامهم اصطدمت بقوة الصليبخات، ورغم ثبات المستوى في صفوف التضامن في الآونة الاخيرة وبقائهم في دوري الاضواء الا انهم فشلوا ذهابا وخسروا 0 - 5 قبل ان يعودوا في الاياب ويحققوا الفوز 3 - 1، لكن عقدة الذهاب كانت وراء خروجهم لينهي موسمه دون القاب وينتظر الموسم المقبل.
دائما يضرب بقوة في مباريات الكؤوس ولا يهمه ما فات، فنجد «الاخضر» في اسوأ الاحوال يحقق الالقاب لأنه زعيم البطولات، لكن تبقى مشكلة الادارة هي العاصفة التي ستدمر «القلعة الخضراء» بسبب بعض الاشكالات بين اللاعبين والاداريين، وكان آخرها بين مدير الكرة سامي الحشاش وخالد خلف وفهد الحشاش وتسببت بايقافهم مباراة واحدة، لكن يدرك «الاخضر» ان ساعة الجد قد أزفت، ويجب ان يتكاتفوا، خصوصا انهم سيلتقون في الدور ربع النهائي الساحل (العقدة)، لكن بعد المستوى الذي ظهر به «الاخضر» في الذهاب ودك مرمى النصر بخمسة اهداف قبل ان يريح لاعبوه في الاياب ويتعادل سلبا وتطمئن الجماهير والجهاز الفني بأن هناك لقبا قادما يلوح بالافق.
ظهر النصر في مباراتي الذهاب والاياب بمستوى مواضع، ولا يرتقي لاسماء لاعبيه، لكن كانت مباراة الذهاب والاحداث التي جرت بها السبب الرئيسي وراء خروجهم بسبب طرد اثنين من لاعبيه وهم محمد حمدي ومحمد عيسى، ويبدو ان ادارة النادي استعجلت في اقالة البرتغالي سوزا الذي استطاع ان يثبت اقدام الفريق في الدوري الممتاز، لكن ما دام فات الفوت ما ينفع الصوت، ويجب ان يجدوا مدربا جديدا للموسم المقبل وبسرعة.
تغير اداء كاظمة كثيرا من مباراة الذهاب حتى الاياب، فقد ظهر في الذهاب عادي وليس بكاظمة الذي يعرف بالكرة الجميلة والسهلة والشاملة، لكنه عاد في الاياب وقدم مباراة رائعة وحقق الفوز بهدفين نظيفين بفضل تحركات مشاري العازمي بالوسط وفهد الفهد وفيصل العدواني بالامام، لذلك لن تكون هناك مشكلة كبيرة لدى لاعبو كاظمة اذا ما التقوا بـ «الاصفر» في حال كانوا في اوج عطائهم وتألقهم، لأن «البرتقالي» لم يثمر منذ موسمين من «الاصفر»، وكان السبب الرئيسي دائما في خروجه من المسابقات، وكان آخرها التعادل الايجابي 1 - 1 في الدوري والذي حرمه من المنافسة حتى الجولة الاخيرة.
ينطبق المثل ان اليرموك ليس لديه لا حول ولا قوة، فهو يعتبر اضعف الفرق هذا الموسم لأنه الاخير في دوري الدرجة ولا يشكل عقدة لأي فريق يواجهه، وربما تكون افضل مبارياته هذا الموسم امام كاظمة في الذهاب والتي خسرها 0 - 1.
يجب ان توضع لوحة مكتوب عليها «احذروا الساحل»، فقد حير جميع النقاد، فتجده يخسر من الجهراء ويهزم العربي ويتعادل من التضامن ويفوز على الكويت، وبعد ان تعادل ايجابا 2 - 2 على ارضه عاد وهزم الشباب 4 - 1 ليس لضعف الشباب بل لقوة الساحل، لأنه يملك مهاجمين من طراز عالي وهم العماني محمد مبارك ومرزوق زكي، لذلك لن يكون لقائه مع العربي متوقعا، فقد يفجر مفاجأة ويخرج زعيم البطولات.
يبدو ان لاعبي الشباب حتى الآن يعيشون نشوة الصعود الى دوري الاضواء، وبعد ان تعادلوا ذهابا 2 - 2 لم يستطيعوا ان يقفوا في وجه المد الهجومي الساحلي، لذلك خسروا 1 - 4 لينهوا موسمهم بفرحة وحزن وربما الفرحة تكون كبيرة كونهم صحوا في آخر مباريات وكانت الصحوة حميدة.