ناصر العنزي
ارفعوا ايديكم عن «الازرق» ويكفيه ما فيه، وعلينا ان نقف خلفه وندفعه في مواجهته المقبلة في 2 يونيو المقبل في ملعب العباسيين بدمشق امام المنتخب السوري ضمن الجولة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2010، وهو بأشد الحاجة الى مناخ صحي واجواء هادئة كي يعمل لينتج، خصوصا انه يعيش في مرحلة تجديد شاملة وعناصر للتو تخطو خطواتها الدولية، وما حدث في الايام الماضية من تناحر وصدام بين المدرب الكرواتي رادان من جهة ولجنة التدريب والمنتخبات الوطنية من جهة اخرى كان مبالغا فيه، ولسنا نزكي احدا على الآخر، فالاول مدرب اجنبي يبحث له عن اسم في المنطقة الخليجية تحديدا، والثانية لجنة قديرة تضم اسماء وطنية جديرة بالمهمة مثل عبداللطيف الرشدان واحمد بورحمة وبدر حجي، فكان الاحرى بهما ان يقتربا لا ان يبتعدا، والخلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية، لكنه يفسد التفاهم بينهما اذا اصر كل طرف على رأيه، والمتعارف عليه ان اختيار اسماء المنتخب حق خالص للمدرب، وعليه ان يتحمل تبعاته فيما لو اخفق، وقد يتعرض للعزل والاقالة الكاملة، وتخيلوا لو ان لجنة التدريب فرضت اسما بعينه على المدرب رادان، كيف سيتعامل الاخير معه داخل الملعب وخارجه؟ بل انه سيكره حتى وجوده على طاولة الطعام مع اللاعبين لأنه مفروض عليه بالقوة.
وتمهلنا قليلا فيما يتعلق بالحارس خالد الفضلي كي لا ندخل اللاعبين في «سين وجيم» ولماذا وكيف وهل؟ وبعد ان اعلن الفضلي اعتذاره وهي شجاعة منه من النادر ان يقدم عليها آخرون، خصوصا انه يحمل صفة الكابتن، فإنه من الواجب علينا ان نصرح بالقول ان الكل «غلطان»، لجنة التدريب والمدرب والفضلي، فالاولى لا يتعين عليها ان ترمي باللائمة على فرد واحد من مجموعة متكاملة، ومعنى ذلك ان كل حارس يخطئ بالخروج من مرماه ويتسبب بهدف عليه الا يعود للمنتخب مرة اخرى، وغلط الكرواتي رادان انه لم يكن حازما في اسماء عناصره، والاكيد انه - وهذا من حقه - لا يريد ان يفرط في فرصة تدريب المنتخب كاضافة في ملفه التدريبي، وقد يفتح ابوابا كثيرة وزيادة في موازنته المالية وخطأ الفضلي رغم شجاعة قراره انه لم يقاتل لاستعادة حقه في حين ان خطأ لجنة التدريب التي نقدرها تماما انها «اختزلت» كل اخطاء مباراة ايران الماضية والتي انتهت بالتعادل 2 - 2 في شخص واحد فقط!
وسؤالنا: هل الحراس الآخرون الذين تم اختيارهم افضل حالا من الفضلي؟ بالطبع لا، وتخيلوا لو ان المدرب رادان منح الفرصة لشقيقه احمد الفضلي او حميد القلاف مثلا في مواجهة سورية المقبلة امام الجماهير الدمشقية المجنونة بكرة القدم، ماذا سيكون عليه حال اللاعب مستقبلا؟ واختصارا للقول فإن ساحتنا الكروية ليس بها ما يفرق بين حارس وآخر ولاعب ومثله، وبات الدخول الى قائمة المنتخب «الازرق» مثل دخول الخاتم في الاصبع!
والامــر الآخــر الذي نتمنى ان يكون مكمــلا للجهــاز الفنــي هــو اسناد مهمة المساعد الوطني وليــد نصــار، وبــدلا من جمال يعقوب، ونحن اذ نبارك للاول مهمته الممزوجة بأمنيــات التــوفيق لــه لا نرى ان استبعاد يعقوب امر ضروري، ولو كان هناك تقصير فيجب ان يكون العقاب شاملا.
وختاما نعود الى حيث بدأنا «ارفعوا ايديكم عن الازرق»، لكن رجاء لا تتركوه وحده، ارفعوا ايديكم عن رادان حتى 2 يونيو المقبل ومن ثم «شرشحوه» اذا اخطأ.