ناصر العنزي
نقف احتراما للاصفر القدساوي بعدما عاد من الدوحة بصيد ثمين رفعه الى صدارة المجموعة الرابعة في دوري ابطال اسيا لكرة القدم اثر فوزه المستحق على بطل الدوري القطري الغرافة بهدف وحيد واصبح على بعد خطوة من التأهل الى الدور الثاني لحاجته الى نقطة واحدة من باختاكور الاوزبكي في المواجهة المرتقبة التي ستجمعهما معا على ملعب محمد الحمد 7 مايو المقبل.
وزاد اعجابنا بالاصفر انه لعب دور البطولة في مباراة الغرافة وترك لمضيفه ادوارا هامشية باستطاعة اي ممثل درجة ثانية ان يقوم بها وهاجمه بعنف وكأنه هو صاحب الملعب الجميل المزين باللون الاصفر ايضا وكأنه يشاطر القادسية افراحه ولو كان بعض لاعبيه وتحديدا خلف السلامة واحمد عجب وبدر المطوع في حالة «حظ» جيدة لسجل كل منهم هدفا على الاقل قبل ان يذبح الاخير امال الخصم بهدف شارك في تسجيله لاعبان اولهما صالح الشيخ اثر تمريرته المدهونة بالذكاء الخالص والمهارة العالية والثاني «البدر» الذي تعامل مع الكرة بحرفية وسددها الى داخل المرمى بعد تخلصه من المدافعين والحارس وليته يتعامل مع كل الفرص بمثل هذه الطريقة، فالمطوع يقوم بأدوار كبيرة ومتقنة وباستطاعته ان يفعل كل شيء لكنه احيانا ما يهدر الفرص السانحة للتسجيل.
ويبدو ان المدرب البرتغالي جوزيه جاريدو اراد معاقبة احمد عجب على فرصه الضائعة في المباريات الماضية فأجلسه الى جواره في الشوط الاول قبل ان يزج به بدلا من خلف السلامة مطلع الشوط الثاني، وحسنا فعل، كي يشعر كل لاعب بأن المركز الاساسي ليس حكرا عليه وهذا لا يعيب القناص عجب في شيء فالمهاجم تحديدا لا يمكن ان يستمر بمستوى واحد دون ان يقل عطاؤه ولا يمكنه ايضا ان يسجل بقدميه ورأسه ومثلما تريد من المدرب فهو يريد منك ايضا.
ووضح ان غياب العاجي كيتا عن خط الوسط للايقاف قد اجبر المدرب على تغيير خطته التي اعتاد عليها 4/4/2 فأوجد الثلاثي نهير الشمري «اداء جيدا» في المباراة وفايز بندر وحسين فاضل وطوق خط الوسط بخمسة لاعبين مساعد والنمش وميلادين «مجهود كبير» وصالح الشيخ «لمسات ذات فائدة» وفهد الانصاري «اجتهاد حسب امكانياته» وامامهم بدر المطوع وخلف السلامة فكان التنظيم الدفاعي متقنا في الشوط الاول لدرجة ان الغرافة لم يهدد المرمى القدساوي بأي فرصة حقيقية فيما اجهد المطوع وحده ولم يجد مساندة من خط الوسط اللهم الا بعض الكرات، ولجأ افراده الى ارسال الكرات الطويلة باتجاه خلف السلامة القصير نسبيا امام مدافعي الخصم فقد كانت منطقة المناورات القدساوية مزدحمة باللاعبين مما اضفى على لعب الاصفر نوعا من العشوائية والارتجالية فكان يجب عليهم تفعيل الاطراف بشكل جيد وخصوصا من جهة مساعد ندا الى جانب مساندة دائمة من العمق عن طريق الشيخ والانصاري ومباغتة الخصم بتسديدات متقنة خصوصا ان الغرافة لا يملك حارسا جيدا ومن السهل ايضا اختراق دفاعه.
لا يمكن ان يجدي العمل الفردي نفعا داخل الملعب فالقادسية في الشوط الثاني كان يميل في احيان كثيرة الى الالعاب الفردية فالحلول كانت شبه غائبة للوصول الى مرمى الخصم رغم انه كان الاكثر سيطرة على الكرة حتى الثلث الاخير من المباراة بعدما اضاع عجب فرصتين ثمينتين جدا قبل ان يسجل المطوع هدف الفرح الذي انصف الاصفر كثيرا فقد كان الطرف الاقوى والاطول و«الاسمن» فرصا وذلك بفضل شجاعة وفدائية اللاعبين وحسن تخطيط المدرب جاريدو وتغيراته الجيدة في الشوط الثاني باشراكه احمد عجب ونواف المطيري ومحمد راشد تدعيما لصفوف الفريق، ولا يمكن القول ان وصول القادسية الى هذه المرحلة المتقدمة من البطولة بتحقيقه انتصارين خارج ملعبه وفوز وتعادل على ملعبه جاء بضربة حظ مثلا وعليه ان يتفرغ لمهمته المقبلة مع باختاكور وان يتذكر ان الارض لا تلعب مع اصحابها دائما وان صاحب الفرصة قد يكون اوفر حظا من صاحب الفرصتين.
ويستحق نواف ونهير وفايز وفاضل ومساعد والنمش والشيخ والانصاري وميلادين وخلف وبدر وراشد والمطيري وعجب المكافأة المالية التي وزعت عليهم بعد المباراة نظرا لجهودهم الطيبة وعليهم تأكيد تفوقهم في الدور الثاني فيما لو تخطوا مباراة 7 مايو بسلام.