فهد الدوسري
كنا نريدها نهائي اغلى الكؤوس، لكن «ما كل ما يتمنى المرء يدركه»، مع احترامنا لباقي الفرق، فـ «ديربي» الكرة الكويتية له طعم خاص رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها الرياضة المحلية، الا انهما اذا ما اجتمعا في ملعب واحد زيناه بأجمل الحلي لجماهيرهما الوفية، فالجميع ينتظر موقعة ستاد محمد الحمد والتي ستنطلق الساعة 7 مساء اليوم وتجمع الكبيرين القادسية والعربي في ذهاب نصف نهائي كأس سمو الامير في حلته الجديدة.
ولعل من المحزن فعلا ان احدهما يجب ان يغادر البطولة بمجموع المباراتين، الامر الذي قد يفرض نوعا من التحفظ على الفريقين في مستهل المباراة، واذا ما استعرضنا نتائج الفريقين خلال مشوارهما في البطولة فسنجد ان «الاخضر» لم يجد صعوبة في بلوغ هذا الدور، حيث هزم النصر ذهابا 5 - 0 وتعادل معه سلبا ايابا، وكرر فوزه في دور الثمانية على الساحل بهدفين نظيفين وتعادل ايابا دون اهداف.
فيما اعفت القرعة القادسية من خوض الدور التمهيدي بعد وضعه على رأس المجموعة بعد فوزه بالنسخة الاخيرة من كأس سمو الامير، وتغلب على كاظمة ذهابا وايابا بالنتيجة ذاتها 1 - 0، وفك عقدته التي لازمته طويلا، ويسعى «الاصفر» للاحتفاظ بلقبه وتخطي عقبة العربي ذهابا وايابا للوصول للمباراة النهائية حتى «لا يخرج من المولد بلا حمص»، كما يقولون، فبعد فوز الكويت ببطولتي الدوري وكأس سمو ولي العهد لم يتبق سوى اغلى الكؤوس للظفر فيها ولتعويض موسمه الذي لم يقدم خلاله القادسية ما يشفع له للفوز بأحد الالقاب المحلية باستثناء عروضه الجيدة في دوري ابطال آسيا والذي يتصدر فيه فرق مجموعته الرابعة بفارق 3 نقاط عن اقرب منافسيه فريق باختاكور الاوزبكي، وسيفتقد الفريق جهود نجمه الخلوق بدر المطوع بعد اصابته بتمزق خلال مباراة فريقه مع كاظمة الاخيرة، وهو القرار الخاطئ الذي اتخذه مدرب الفريق البرتغالي جاريدو، حيث دفع بالمطوع رغم تقدمه بالنتيجة، وسيطر الفريق على مجريات اللقاء مما افقد الفريق جهوده في مباراة اليوم.
ورغم ذلك الغياب الكبير لنجم بحجم المطوع الا ان هجوم «الاصفر» يعتبر اقوى خط هجوم محلي بوجود خلف السلامة واحمد عجب وحمد العنزي وبتمويل مستمر من صالح الشيخ والعاجي كيتا.
ويعول الفريق كثيرا على الاختراقات الهجومية للمدافع الايسر مساعد ندا وزميله علي الشمالي في الناحية اليمنى، وكان للاول دور كبير في اقصاء كاظمة على مرتين، حيث سجل الهدف الوحيد في مباراة الذهاب، وساهم في هدف مباراة الاياب، واذا كان بمستواه فالفريق تضاف له قوة ضاربة، ويعاب على مدرب الفريق عدم معرفته بامكانيات لاعبيه، رغم اقتراب الموسم من نهايته، فضلا عن تأخره كثيرا في اجراء التبديلات المناسبة خلال مجريات المباراة مما اضاع بطولة الدوري على الفريق وتنازله عن الصدارة للكويت وكاظمة.
من جانبه، يحاول مواطنه راشاو مدرب «الاخضر» انقاذ ما يمكن انقاذه وتجاوز محطة القادسية بأمان والظفر بكأس سمو الامير للسبب ذاته والضغط النفسي سيكون اكبر على لاعبي العربي، خصوصا انها البطولة الاخيرة في الموسم ولا مجال للتعويض، فيما سيكون وقع الخسارة اخف على القادسية الذي يركز على البطولة الآسيوية بجدية.
ومن الاخطاء التي ارتكبها راشاو هذا الموسم الاستغناء عن العماني طلال خلفان الذي كان شعلة نشاط وسط الملعب، ونجد الفريق يعاني من عدم وجود لاعب مميز يسد النقص الذي خلفه رحيل خلفان، يما ينتظر الفريق الكثير من السوري الهداف فراس الخطيب وصانع اللعب المتألق محمد جراغ وبجواره فهد الشويع والمراوغ خالد خلف والمنطلق البحريني محمد حبيل.
ويعاني الفريق من سوء التنظيم الدفاعي، وهي النقطة التي يحاول «الاصفر» التركيز عليها لتحقيق مراده، ويتشابه الفريقان في طريقة اللعب، حيث يعتمدان على 5 - 3 - 2 وتتحول الى 4 - 4 - 2 في حال فقدان الكرة، واذا ما تخلى الفريقان عن الحذر في المباراة فإننا على موعد مع الاثارة والندية التي عادة ما تتسم بها لقاءاتهما الجميلة، ونقول للاعبين «نبي مباراة كرة قدم» بعيدة عن الاعصاب والتوتر وسرايات هاليومين.