ناصر العنزي
ارادها القادسية على مزاجه، فكانت له هدفين ثمينين في مرمى غريمه اللدود في المواجهة التي جمعتهما امس على ملعب محمد الحمد في مباراة الذهاب لنصف نهائي كأس سمو الامير، واقترب بذلك من التأهل الى النهائي، حيث يحتاج الى التعادل في مباراة الاياب المقبلة.
وكانت الغلبة لـ «الاصفر» بفضل جماعيته واستغلاله لفرصه.
لولا هدف صالح الشيخ المتقن بعدما افرغ كل مهاراته في دفاع العربي المتهالك، واسقط مدافعين وراء بعض ثم سدد الكرة بذكاء في الزاوية الضيقة جدا زاحفة في مرمى محمدغانم (33)، لولا هذا الهدف الوحيد في الشوط الاول لقلنا ان المباراة لم تكن بين القادسية والعربي، انما جمعت فريقين من كوكب آخر، فلم تكن الحصة الاولى بين الغريمين سوى حصة «انتظار» مملة آثار فيها اللاعبون الفوضى والاخطاء المتكررة والخروج عن النص في اكثر من مشهد، فقد كانت المواجهة بحاجة الى لاعبين مقتدرين في رسم الهجمات وتنويعها، وشاهدنا كما من الاخطاء في الاستقبال والتمرير والانتقال الى ملعب الخصم حتى انعشنا الشيخ بالهدف الجميل.
وظهر القادسية الافضل بمراحل عن خصمه، ولا يعفيه ذلك من اخطاء هجومية وقع فيها، واستند المدرب البرتغالي جاريدو على مراكز ثقل في الدفاع والوسط متمثلة في نهير وندا وكيتا وميلادين والشيخ الذين كانوا الاكثر ظهورا في الصفوف القدساوية، وغاب تماما مهاجمو القادسية في هذا الشوط، وهما خلف السلامة واحمد عجب واختفيا كثيرا وراء خصومهم المدافعين بانتظار ان تنزل لهما الكرة من السماء كي يسجل احدهما، واضاع السلامة فرصة حقيقية بعد تمريرة مفاجئة من علي النمش سددها ضعيفة قبل ان يبعدها مدافع الفريق احمد الرشيدي، ورغم ان المدرب منح الفرصة لنواف المطيري في الجهة اليسرى من خط الوسط الا انه لم «يفعّلها» بشكل جيد، خصوصا انه لا يجيد الانطلاقة الهجومية خلف الكرة، ويعوض ذلك بواجبات دفاعية يجيد اتقانها، وكان الافضل الاعتماد على انطلاقات مساعد ندا الخلفية، وشكل بعض الخطورة في تقدمه مع الهجمات، ودانت السيطرة الميدانية للقادسية كثيرا، لكنه لم يستثمرها جيدا، وكان عليه ان يخرج بأكثر من هدف في الشوط الاول، خصوصا ان خط دفاع خصمه كان كريما في الدخول والخروج، فيما لم يكن التفاهم ملموسا بين خلف وعجب، اذ ان الاثنين لا يخدمان بعضهما في الكرات الارضية جيدا (خذ وهات)، فهما عادة ينتظران الكرات من زملائهما من الخلف، ووضح غياب بدر المطوع في النواحي الهجومية لحسن انطلاقاته و«كسره» لدفاع الخصم من كرة واحدة.
ولم يكن «الاخضر» حاضرا في الشوط الاول، وغابت حلوله عن الاسئلة القدساوية الصعبة في خط الدفاع، ولم يهدد مرمى خصمه سوى تسديدة من علي مقصيد مرت بجانب القائم الايمن، وابتعد فراس الخطيب عن عبدالقدوس مما سهل السيطرة عليهما، فيما اكثر خط وسطه المكون من جراغ والشويع والشمالي وعبدالغفور من اخطاء التمرير، حيث لم تكن هجمة مرسومة للفريق طوال الشوط، اما خط دفاع العربي فقد كان حكاية اخرى من الضعف، ومن السهل المرور منه في كل الاتجاهات، ولم يكن «الاخضر» في حال فنية تسمح له بتهديد مرمى نواف الخالدي.
وواصل القادسية سيطرته في الشوط الثاني، ونجح مبكرا في اضافة الهدف الثاني بإمضاء احمد عجب بعد كرة عرضية من خلف السلامة سددها برأسه في المرمى (47)، واحتفظ «الاصفر» بنفوذه على المباراة، وهاجم من كل الاطراف، واجرى المدرب تغييرين باشراكه طلال العامر وحمد العنزي بدلا من المطيري وعجب، واحسن خط وسطه في التمركز الدفاعي مما صعب مهمة الخصم، فيما حاول العربي ان يقترب من مرمى الخالدي، وسنحت للبديل اسماعيل عبداللطيف فرصة ثمينة جدا، وسدد الكرة في القائم، ولم يكن خط وسطه قادرا على الربط بين الدفاع والهجوم، مما جعل كراته ارتجالية.
ادار المباراة طاقم مكون من منصور ابل وسليمان الشمري وناصر الشطي، واحسن الحكم في قيادتها ووجه انذارا الى علي النمش ونواف المطيري ونواف الشويع واسماعيل عبداللطيف.
تصرف سيئ من غانم
واقدم حارس العربي محمد غانم على تصرف سيئ في الشوط الثاني، عندما ضرب احمد عجب بقدمه ودفعه بيده، مما اثار استهجان اللاعبين، ويجب عليه ان يكون اكثر حرصا على مرماه، وكان يجب على الحكم معاقبته.