عبدالعزيز جاسم
لكل مباراة ظروفها والحظ اما ان يكون معك اويدير ظهره لك.
هذا ماحدث مع الازرق في الشوط الاول عندما التقى المنتخب السوري في دمشق ضمن منافسات المجموعة الخامسة في تصفيات آسيا المؤهلة الى نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا 2010 وخسر المباراة 0-1 وتفنن لاعبو الازرق في اضاعة الفرص مرة من أقدام احمد عجب واخرى من رأسية الرشيدي وتاره من القائم عندما تصدى لتسديدة جراغ وفي نفس الوقت ينصف الفريق الأضعف في المباراة بتسديدة اصطدمت بقدم الطاهر لتخادع الخالدي وتسكن الشباك هذا باختصار حقيقة ماحدث في المواجهة.
عندما ظن الجميع ان رجال الأزرق سيخشون حضور الجماهير السورية التي وصل عددها الى 50 الف متفرج وانهم سيكونون الحلقة الاضعف في المباراة لكن الازرق اثبت انه لايخشى أي فريق في العالم اذا اراد ذلك.
بدأ الازرق المباراة واثقا من نفسه وكأنه يلعب بين ارضه وجماهيره ولم يبحث عن جس نبض عندما بدأ مهاجما وكانت اولى الفرص عندما عرقل مدافعو سوريه فهد الرشيدي خارج منطقة الجزاء ليسددها جراغ على الطريقة الرونالدينية ولكن القائم وقف الى جانب المنتخب السوري وربما اوقفت معه قلوب الجماهير السوريه ولم يكتف الازرق بهذه الكرة بل اضاع عجب كرة امام المرمى لو سنحت له مرة اخرى لن يضيعها بلاشك وعاد عجب نفسه ليضيع كرة قدمت له على طبق من ذهب من اقدام مدافعي سورية ولكنه وضعها خارج المرمى.
الازرق كان واضح المعالم ولم يعتمد على الدفاع كما كان الجميع يتوقع بل بدأ بطريقة اقرب الى الهجوم عندما اشرك في الدفاع حسين فاضل ويعقوب الطاهر ومن الاطراف محمد راشد ومقصيد وفي الوسط جراح العتيقي و صالح الشيخ وجراغ ووليد علي ولأول مرة يلعب مدرب الازرق الكرواتي رادان بمهاجمين صريحين وهما عجب والرشيدي ويعتبر هذا الشوط من افضل الاشواط التي لعبها الأزرق في زمن رادان حيث كان الطرف الافضل بفضل تألق علي مقصيد وحسين فاضل.
في المقابل لم يكن هناك أي هجمة خطرة للمنتخب السوري بل بدا عليه الحيرة والقلق وكيف يفككون شفرة الازرق او الخلطه السرية ودخل لاعبو الازرق بين الشوطين الى غرفة تبديل الملابس وهم يعتقدون ان التعادل مقنع بعد ان علموا بنتيجة منافسيهم بالمجموعة الامارات وايران السلبية وذهب بهم التفكير الى انهم اذا وفقوا اكثر فان الفوز حليفهم بلاشك ولم يستمعوا الى تحذيرات رادان انهم اذا ارادوا ان يمشوا على الطريق الصحيح عليهم اغلاق منطقة العمق ويتركوا الخصم يلعب بالاطراف كما يشاءون لانهم لن يستطيعوا ان يسجلوا مهما فعلوا واخبر جراغ ان الفريق يتحرك بتحركاته ويقف عندما يقف كما اكد للرشيدي وعجب ان عليهما استغلال الكرات العالية والطويله ليدخل لاعبو الازرق الشوط الثاني بنفس حماس الاول ولكنهم لم يستمعوا الى حنكة رادان لينخفض عطاء جراغ اكثر وليخالفوا كل تعليماته ويأتي الهدف الصاعقة من تسديدة جهاد حسين التي اصطدمت بقدم الطاهر ليحاول الخالدي ببساله لكن دون جدوى ليعلن تسجيل هدف التقدم للسوريين (52) ليتحول الضغط من لاعبي سورية الى لاعبي الازرق الذين اصبحوا يبحثون عن هدف التعادل بعدما كانوا يسعون الى التقدم ليحاول رادان تصحيح الاوضاع بعد ان فطن الى ان جراغ لم يكن في يومه ليدخل بدلا منه خلف السلامة والذي لم يضف شيئا بدخوله ليهبط بعدها مستوى الازرق وربما عامل اللياقة كان له دور في تراجع المستوى ووضح ذلك كثيرا على اغلب اللاعبين منهم العتيقي ومحمد راشد وعجب ومن ثم يرمي رادان بكل ثقله ليخرج الشيخ ويدخل خالد خلف والذي لم يظهر الا في بعض الكرات ويظهر الاستعجال على اللاعبين في تمرير الكرة الذي كان اغلبها عشوائيا ومقطوعا حتى ان محمد راشد كان يعرض الكرات كلها خارج المرمى ولكن في الطرف الاخر كان فارس المباراة مقصيد يحاول اكثر من مرة تارة عن طريق التسديد البعيد واخرى عن طريق العرضيات ليقوم رادان باخر تبديلاته باشراك خالد الشمري بدلا من راشد في محاولة منه للاستفادة من الشمري في الكرات العرضية مع ادخال الطاهر في الطرف الايمن ولكن الوقت لم يسعفه لان مهاجميه الاربعة الرشيدي وعجب والسلامه وخلف لم يجددوا الحلول في الشوط الثاني لفك شفرة الدفاع السوري والذي تعدلت احواله في الشوط الثاني بعد ان فتحوا المجال في الشوط الاول لمهاجمي الازرق بتسجيل الاهداف لكن لاعبينا رفضوا جميع الهدايا.
لكن مايطمئن في اداء الازرق هو انهم في مباراة العودة في الكويت سيقاتلون من اجل الفوز وهم قادرون على ذلك وان لم يفعلوا فانهم سيقتلون بصيص الامل المتبقي لذا عليهم الفوز على سورية الاحد المقبل وعلى الامارات لينتظروا الجوله الاخيرة امام ايران والذي بات هو ايضا في موقف حرج مثل الازرق فهل تحدث المعجزة بعدما علمتنا الكرة ان المفاجآت واردة وهل ستنصف الازرق جماهيره المتعطشه الى فوز خصوصا اننا حتى الآن لم نحقق فوزا واحدا في مجموعتنا ونعتبر الفريق الوحيد الذي خسر في المجموعة بعد ان حقق المنتخب الامارتي والسوري فوزا وتعادلين ليرتفع رصيدهما الى 5 نقاط ولكن الاهداف تصب في مصلحة الامارتيين اما ايران فيأتي في المركز الثالث بـ 3 نقاط من 3 تعادلات ليتذيل الازرق مجموعته بتعادل وخسارتين وبنقطة وحيدة.