عبدالله العنزي
سيكون الازرق اليوم امام مفترق طرق على ستاد نادي الكويت بكيفان عندما يواجه المنتخب السوري في التاسعة الا ربعا وذلك ضمن الجولة الرابعة من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية لكأس العالم.
الازرق القابع اسفل المجموعة الخامسة، التي تضم فضلا عنه وسورية كلا من الامارات وايران، يعي جيدا ان النقاط الثلاث هي وحدها التي تحافظ على رباطة جأشه وتتيح له البقية الباقية من امل خطف احدى البطاقتين المؤهلتين الى الدور الحاسم بعد تجمد رصيده عند النقطة الواحدة بعد هزيمتين وتعادل لذلك كان لابد من الاخذ بالخيار الصعب وهو عزل المدرب الكرواتي رادان والاستعانة بالوطني محمد ابراهيم ومساعده احمد خلف لعل الحظ يقف هذه المرة بجانبهما ويحققان الانتصار المهم الليلة لذلك تبدو الخيارات محدودة امام الجهاز الفني وتنصب جميعها على المبادرة بالهجوم فقط ولا غيره لان الفوز في المباراة يعيد «لخبطة» حسابات المجموعة مجددا وانتظار القادم من الجولات حتى تتحدد ملامح هوية الفريقين المتأهلين.
واتضحت الرغبة في الفوز جليا من خلال التدريبات الاخيرة التي اجراها الازرق حيث تنوعت التكتيكات الهجومية التي حاول ابراهيم تطبيقها سواء عن طريق اللعب على الاطراف او الكرات البينية القصيرة الى المهاجمين مع الايعاز الى لاعبي الارتكاز بالتغطية الدفاعية وايقاف الهجمات المرتدة التي من المتوقع ان يلعب بها المنتخب السوري.
الثقة بامكانيات اللاعبين مهمة جدا في اللقاء من اجل السيطرة على منطقة المناورات في منتصف الملعب فالازرق يملك العديد من الاوراق الرابحة التي من شأنها ان تصنع الفارق في المباراة وعلى الشقين الدفاعي والهجومي بوجود لاعبي المهارة مثل محمد جراغ وعلي مقصيد وخلف السلامة ومن الممكن الاعتماد على خالد خلف في اللعب خلف المهاجمين كذلك وجود لاعبي وسط مدافعين على مستوى عال من التركيز والتغطية مثل عادل الشمري وجراح العتيقي ولكن ما يجب الوقوف عنده هو ان الازرق يمتلك رأسي حربة «احمد عجب وفهد الرشيدي» يلعبان بالطريقة نفسها ويملكان نفس البنية الجسدية والدفع بهما منذ البداية قد يشكل خسارة للاوراق مثلما حدث في مباراة سورية الاخيرة.
ولن يشكل ايقاف محمد راشد القلق الكبير لابراهيم وذلك بوجود يعقوب الطاهر الذي يجيد اللعب في المركز نفسه مما يفسح المجال امام خالد الشمري للعب بجانب محمد راشد كقلبي دفاع مع وجود علي مقصيد لشغل الجبهة اليسرى.
التكتيك المتوقع ان يلعب به الجهاز الفني هو الضغط على المنتخب السوري من منتصف الملعب مع الايعاز الى لاعبي الارتكاز بالتغطية لانطلاقات الاطراف وسيكون التركيز الاكبر على كيفية لعب الكرات العرضية للاعبي الاطراف بالشكل المناسب بعد ان شاهدنا خلال المباراة السابقة انتهاء اغلب الكرات العرضية اما بين يدي الحارس السوري او خارج الملعب.
ومن المهم تسجيل هدف مبكر للازرق وهو ما من شأنه ان يربك حسابات محمد قويض مدرب سورية ويزيد من ثقة لاعبينا لذلك لابد من استغلال الفرص امام المرمى وتسجيل احداها في وقت مبكر وهنا يأتي دور المهاجمين في استغلال اشباه الفرص لان الدفاع السوري لم يظهر في المباراة الاولى بالمستوى المرعب للمهاجمين مع اهمية التسديد من خارج المنطقة الذي يجيده اكثر من لاعب كجراغ ومقصيد والسلامة وندى كذلك الامتياز بوجود اكثر من لاعب يجيد تنفيذ الكرات الثابتة.
والعامل المهم الآخر الذي يمكن ان يلعب عليه الجهاز الفني للمنتخب هو الروح المعنوية العالية التي تسود لاعبي الازرق والرغبة الكبيرة في تحقيق الفوز وهذا الأمر يجب التعاطي معه بشكل اكثر من حذر وذلك لان زيادة الشحنات المعنوية قد تكون سلاحا ذا حدين وتثير اعصاب اللاعبين داخل الملعب ويرتكبون اخطاء فنية سواء فنية او تحكيمية ومن المهم ان يكون دور الجهاز الاداري هو استعاب اللاعبين للمهمة كذلك للجمهور المتوقع حضوره للملعب مما يخفف من الضغط عليهم في المباراة.
واعطت زيارة رئيس اللجنة الاولمبية الشيخ احمد الفهد الأخيرة لمعسكر الأزرق جوا مميزا حرص خلالها الفهد على الحديث الودي مع اللاعبين واختصر الكثير من الخطوات التي كانت على عاتق الجهاز الاداري.
الفوز الليلة ليس مطلب الازرق وحده بل هو رغبة الفريق السوري الذي بدا التأهل الى الدور الحاسم من التصفيات حلما يدغدغ مشاعر لاعبيه بعد المشاركات السلبية للفريق في التصفيات السابقة، ويملك السوريون العناصر التي من شأنها ان تقلق الجهاز الفني للازرق وذلك اذا ما نظرنا الى كوكبة اللاعبين المحترفين والمحليين امثال فراس الخطيب القريب من الكرة الكويتية كونه يلعب للعربي منذ 4 سنوات وجهاد حسين ومحمود امنه وعاطف جنيات ورجا رافع وزياد شعبو فضلا عن المحترفين سنحاريب ملكي والياس مرقص ولؤي شنكو.
من هنا النقطة لن تكون سيئة لسورية اذا ما اضيفت الى النقاط الخمس التي بحوزته وستجعله قريبا اكثر من التأهل لذلك لن يغامر المدرب محمد قويض بالهجوم المبكر وسيعتمد على التغطية الدفاعية والهجمات المرتدة حتى يكتسب لاعبوه الثقة مع مرور الوقت ويدب اليأس في صفوف الازرق وانتظار توجيه الضربة القاضية.
اذن ما بين احلام الازرق الصعبة وواقع المنتخب السوري الجيد على الارض سيعمل الازرق على ابقاء ورقة التوت الاخيرة مع الانتظار الى اخر الجولات لعلها في النهاية تستطيع النجاح والمرور الى الدور الحاسم.
يدير اللقاء الحكم الدولي العماني عبدالله العلالي ويساعده كل من مواطنه عبدالله العموري والبحريني خالد العلان والعماني محمد الغتريفي رابعا ويراقب المباراة النيبالي ماهيش بيستاو ويراقب الحكام القطري هاني طالب.