عبدالله العنزي
واخيرا... اكتشفنا علة الازرق وهي انها لم تكن في رادان او محمد ابراهيم، فرؤية الشيخ احمد الفهد مفترشا ملعب الكويت ويخرج كلماته من القلب ليوصلها الى اللاعبين يكمن خلفها السر الكبير الذي قلب الأمور بين ليلة وضحاها، من الازرق المثقل بالجراح الى ذلك الأسد الملتهم للخصوم، السر نفسه هو من اعاد الرقم 9 في تشكيلة الازرق الى العصر الذهبي وكأن جاسم يعقوب هو من سجل الهاتريك وليس احمد عجب، السر الذي حمل بين طياته لغة التفاؤل والامل للاعبين والجهازين الفني والاداري قبل المباراة على الرغم من احباط مباراة سورية على ستاد العباسيين واليأس من التعادل مع ايران وصدمة الهزيمة الاولى من الامارات، فالفهد عمل خلال الفترة القصيرة التي قضاها مع الازرق على اعادة الروح المعنوية المفقودة والامل الغائب والرغبة الكبيرة في الفوز فكان له ما اراد خلال مباراة سورية.
خبرة الفهد في اخراج اللاعبين من هذه الظروف هي التي رجحت كفته على كل الظروف السيئة التي واجهت المنتخب فالفهد هو نفسه من اخرج اللاعبين من المعنويات السيئة بعد التعادل امام اندونيسيا في المباراة الأولى لكأس أمم آسيا 96 ليصل الأزرق الى الدور نصف النهائي، وهو من اعاد ترتيب الاوراق بعد الهزيمة في لقاء الافتتاح مع السعودية في خليجي 14 ليحقق الازرق اللقب بعد ذلك، لذلك لم يكن صعبا عليه ان يكرر الأمر مع هذا الجيل.
في هذه الفترة بالذات التي تحولت فيها الرياضة عندنا من الملاعب والروح الرياضية سواء عند الفوز والخسارة الى المحاكم والقضايا والنزاعات الادارية حتى اصبحت مكامن قياس القوى عندنا بمدى القدرة على التجريح بالاخرين وكسب القضايا، في هذا التوقيت بالذات الذي كثرت فيه السكاكين الموجهة الى ذلك الجمل المبهر للعالم بإسبانيا 82 واصبح يتلقى الهزائم من كل صوب وحدب حتى انه أفقد الجماهير الثقة به وفقد الثقة بنفسه، في هذا التوقيت كم كانت الجماهير تواقة لعودة قائد السفينة مجددا الى المركبة الايلة للغرق وكيف كان الجميع يضع لبنات الامل في ترميم البيت الرياضي على عاتق الفهد، ومن حق الشارع الرياضي الذي رأى التغيير الطارئ على الازرق اثر رجوع الفهد اليه ان يمني النفس بانتظار مستقبل افضل بقيادة الفهد حتى ان عودة الفهد الى الازرق حفزت الجماهير على ملء مدرجات ملعب الكويت على الرغم من قبوع المنتخب في المركز الاخير وتغيير المدرب قبل اربعة ايام من المباراة.
الفهد وطوال انشغاله في الفترة السابقة لم يكن بعيدا عن الرياضة فكانت تدخلاته في اللحظات الحاسمة هي التي رجحت كفة العقل ابان ازمة اتحاد الكرة الاخيرة والعقوبات التي فرضها الاتحاد الدولي على الكرة، والفهد ايضا كان يواكب انتصارات أزرق اليد الآسيوية ووصوله المستمر الى نهائيات كأس العالم فضلا عن توليه منصب رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية.
الفهد ألمح في الفترة السابقة الى امكانية عودته الى رئاسة اتحاد الكرة مجددا حتى يعمل على اصلاح الكرة بعد سلسلة التخبطات التي عاشها الاتحاد في الفترة السابقة ولكنه رفض الربط بين العودة الى الاتحاد واهتمامه بالأزرق حاليا.
الفهد ايام الازرق الخوالي اشتهر بحمل «العصا» في كل مباراة مهمة للمنتخب كنوع من التفاؤل وكانت هذه العصا مكمن فضول رجال الاعلام الذين حاولوا مرارا ان يعرفوا السر القابع بها، وما بين سر عصا الفهد في الايام الخوالي للأزرق وسر الكلمات التي اخرجها من قلبه للاعبين رابط مباشر ومهم قد يكون هو نفسه الذي يجتمع عليه الاثنان وهو.. روح الفهد.