عبدالله العنزي
اول الغيث «مطر» هلّ على ستاد نادي الكويت مساء أول من امس فأهداف العجيب «عجب» اربكت حسابات فرق المجموعة كلها وليس المنتخب السوري فقط واذا ما استمر اداء الازرق بهذه الصورة فإننا سنجد الدفاعين الاماراتي والايراني يسجلان في مرميهما كما حدث مع السوريين، فالازرق امس لعب وامتع وفاز حيث بدأت لمسات الجهاز الفني الجديد بالظهور منذ بداية المباراة وذلك بالتشكيل الذي لعب به المنتخب، فتوزيع المهام على اللاعبين كل حسب امكانياته كانت بمثابة احياء للادوار التي افتقدها المنتخب في المباريات السابقة، وان كانت هناك ملاحظات على بعض الاخطاء الفردية من المدافعين الا ان المعركة في منتصف الملعب حسمتها «دبابات» الازرق في الدفاع والمناورة الى الهجوم فكان الدور المميز للنجم عادل الشمري اكثر من رائع هو وزميله جراح العتيقي الذي لعب على الادوار التكتيكية التي املاها عليه الجهاز الفني في تغطية تقدم الاطراف.
فيما ابدع محمد جراغ في صناعة اللعب وذلك بعد ان اعطيت له الحرية في التقدم دون أي قيود ليشكل مع عجب وخلف السلامة اضلاع المثلث الخطير، واكثر ما كان يعيب الازرق هو فعالية الجناح الايسر الذي شغله الرائع علي مقصيد في حين كانت انطلاقات يعقوب الطاهر غير خجولة للغاية مع التزامه بالمهام الدفاعية.
الازرق طبق في ارضية الملعب جملا تكتيكية رائعه معتمدا على استغلال الحالة المتواضعة لعمق دفاع المنتخب السوري فكانت الكرات العرضية التي تلعب في صندوق السوريين جميعها تذهب على رأس المتمركز جيدا عجب، كذلك الخطورة التي شكلتها انطلاقات السلامة وجراغ وصالح الشيخ من الخلف واتضح هذا جليا في الهدف الثاني الذي جاء من عرضية القادم من الخلف جراغ ورأسية المتمركز عجب، وهذه الطريقة اثبتت مدى النظرة الثاقبة للجهاز الفني باللعب برأس حربة واحد بدلا من اثنين كما في المباراة السابقة فخطورة القادمين من الخلف هي التي اربكت الدفاع السوري بدلا من وجود اثنين في منتصف ملعبهم تسهل مراقبتهم.
وادى التمركز الجيد لعادل الشمري وصالح الشيخ والعتيقي الى اغلاق منطقة صنع اللعب على الجانب السوري الذي لم يجد الا ارسال الكرات الطويلة الى المتألق فراس الخطيب واستغل الاخير ضعف الرقابة عليه من خالد الشمري وضياع الطاهر بين الهجوم والدفاع فكانت اغلب الالعاب من الجانب الايمن للازرق.
التبديلات الرائعة للجهاز الفني هي التي اهدت الفوز للازرق فدخول وليد علي مكان خالد الشمري كتغيير هجومي والمباراة تشير الى التعادل مع الايعاز للطاهر بالرجوع كقلب دفاع بجانب حسين فاضل في حين اوكلت مهمة الطرف الايمن لجراح العتيقي كانت نقطة التحول في المباراة فاستطاع الازرق ان يتوازن دفاعا وهجوما في حين كانت انطلاقات مقصيد على الجانب الاخر تزعج الدفاع السوري مع خطورة عجب والسلامة وجراغ.
و تنوعت العاب الهجوم للازرق مابين الكرات العرضية والتمريرات البينية والتسديد من خارج المنطقة امتعت الجماهير المتواجدة بستاد الكويت مما اعطاها الثقة بأن الازرق سيسير في التصفيات الى ابعد من ذلك.
واكثر ما عكر جو المباراة هو طرد الحارس نواف الخالدي ما يشكل قلقا للجهاز الفني ولكن البركة في احمد الفضلي وحميد القلاف ولابد للازرق ان يستعين بحارس اخر للمباراتين المتبقيتين والارجح ان يكون حارسا ذا خبرة لمثل هذه الظروف كخالد الفضلي او شهاب كنكوني.
الفوز الكويتي على سورية والايراني على الامارات اعاد بعثرة الاوراق في المجموعة الخامسة فأصبحت جميع الاحتمالات واردة خصوصا ان كل منتخب سيلعب مباراة على ارضه واخرى خارج ملعبه واصبحت جميع المنتخبات تملك مصير تأهلها بيدها فالازرق امامه مباراة السبت المقبل مع الامارات هنا في الكويت وتحقيق الفوز بها يشكل نصف الطريق نحو التأهل الى الدور الحاسم من التصفيات فالفوز على سورية لن يكون ذا فائدة اذا ما خسر من الامارات فالمهمة بدأت بفوز اكثر سهولة ولكن يجب التعاطي مع المباراتين المتبقيتين على انهما مباراتا كأس لايمكن التفريط بالفوز بهما والتركيز يجب ان يكون على الامارات اولا وترك مباراة ايران الى موعدها لان الظروف قد تتغير في المجموعة بالجولة القادمة ويتصدرها الازرق في نهايتها.
ومن المتوقع ان يطلب الجهاز الفني للازرق الاستعانة بخدمات النجم الموقوف بدر المطوع للمباراة القادمة امام الامارات وهنا يجب التفكير من جانب لجنة التدريب مليا في قرارها فالمطوع لم يلتزم مع المنتخب في الفترة الماضية وعوقب بالاستبعاد واذا ما ارسل كتاب اعتذار الى لجنة التدريب والجهاز الاداري واللاعبين فانه يمكن حينها ان يرفع الايقاف عنه فالاعتذار سيد العفو في وقت سيكون الازرق فيه بحاجة الى خدمات هذا النجم الموهوب التي شكلت العقوبة له درسا فالازرق لا يقف على لاعب بعينه حتى اذا كان المطوع، فبالامس شاهدنا فريقا منظما سجل اربعة اهداف ويمكن ان يكمل التصفيات كلها ويتأهل بدون المطوع.
من الان يجب ان ينسى لاعبو المنتخب المباراة امام سورية ويصبوا تركيزهم على لقاء الامارات الذي يشكل اهمية كبرى لمواصلة المشوار نحو التأهل الى الدور الحاسم كون الفوز به سيضع الازرق على بعد قوسين او ادنى من التأهل.