القاهرة - سامي عبدالفتاح
وكأنهم كانوا ينتظرون ويتمنون هذه السقطة لمنتخب مصر، بهزيمته امام مالاوي في تصفيات افريقيا المؤهلة لكأس العالم، حتى خرج اغلب اعضاء مجلس ادارة اتحاد الكرة برأي واحد بعد الهزيمة بأنها (مصيبة) حلت بمنتخب مصر بطل افريقيا، بعد ان تراجع ترتيب الفريق المصري من صدارة المجموعة الثانية عشرة الى المركز الثالث فيها، بعد الكونغو ومالاوي، وقبل جيبوتي.
كما اتفق اعضاء مجلس ادارة الاتحاد الذين يدارون معارضتهم للمدير الفني حسن شحاتة منذ زمن طويل، وبالتحديد احمد شوبير ومجدي عبدالغني وايمن يونس ومحمود بكر، على ان شحاتة فشل في ادارة المباراة، وان غياب النجوم عنه اصاب الفريق بالعجز الهجومي طوال التسعين دقيقة.
بهذه الهزيمة الاولى منذ الفوز ببطولة الامم تساوت منتخبات الكونغو ومالاوي ومصر برصيد (6 نقاط) لكل منها، ولكن المنتخب المصري تراجع الى الترتيب الثالث بفارق الاهداف بعد الجولة الثالثة من التصفيات، وكانت هذه الجولة قد شهدت فوز الكونغو على جيبوتي في ملعبه (6-0)، وسيلاقي نفس الفريق الضعيف الهزيل الاسبوع القادم في الجولة الرابعة في كينشاسا، فيما يحل منتخب مالاوي ضيفا على مصر في الجولة نفسها وتقام المباراة يوم 22 يونيو الجاري في ستاد القاهرة.
ووصف «المصيبة» الذي اتفق عليه اعضاء اتحاد الكرة على تلك الهزيمة مرجعه الى ان منتخبي الكونغو ومالاوي امامهما فرصة لزيادة رصيدهما من الاهداف ومجاراة منتخب مصر للمنافسة على صدارة المجموعة، وان مشكلة منتخب مصر انه سيلعب آخر مبارياته امام منتخب الكونغو على ملعبه وبين جمهوره.
يذكر ان منتخب مصر عانى كثيرا في تصفيات بطولة الامم التي اقيمت في غانا وفاز بها في النهاية السعيدة، الا انه خلال مشوار التصفيات تعثر اكثر من مرة في المباريات الخارجية، وعجز عن ان يفوز بأي واحدة منها، وقد عاد لعادته من جديد امام مالاوي في هذه التصفيات التمهيدية التي ستأخذ بأبطال المجموعات الى التصفيات النهائية ومعها افضل 8 فرق احتلت المركز الثاني ليكون المجموع 20 فريقا تقسم عن طريق القرعة الى خمس مجموعات، كل مجموعة تضم 4 منتخبات تتنافس فيما بينها لتتأهل المنتخبات الخمسة الابطال الى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا، فيما تتأهل المنتخبات الثلاث الاولى من كل مجموعة الى نهائيات بطولة الامم الافريقية التي ستقام في العام نفسه بأنغولا.
جاء هدف الفوز لمنتخب مالاوي في الوقت القاتل من المباراة (الدقيقة 94) لينتزع مالاوي صدارة المجموعة من جديد (6 نقاط و9 اهداف) ومصر في الترتيب الثالث (6 نقاط و8 اهداف).
احرز هدف المباراة الوحيد اللاعب شيكبو سويا بتسديدة قوية في شباك الحضري من كرة مرتدة من قدم وائل جمعة، وكان منتخب مصر قد لعب بصورة جيدة في الشوط الاول، الا انه عجز تماما عن هز الشباك رغم تعدد الفرص، واثر غياب عماد متعب وعمرو زكي وابوتريكة ومحمد فضل ومحمد زيدان، على فاعلية الهجوم المصري بصورة ملحوظة، حتى ان حسن شحاتة قد اضطر لأن يلعب باللاعب الصاعد احمد رؤوف كرأس حربة ومن تحته احمد حسن وشيكابالا، وقد تفنن الاثنان في اهدار الفرص تباعا في هذا الشوط، ولكن في الشوط الثاني تمكن منتخب مالاوي من المباراة وسيطر عليها سيطرة تامة حتى نجح في احراز هدفه الثمين جدا.
رئيس اتحاد الكرة سمير زاهر كان له رأي اكثر عقلانية من زملائه باقي اعضاء المجلس ووصف هذه الخسارة بأنها نتيجة طبيعية للظروف غير الملائمة التي مر بها الفريق في هذا التجمع، بداية من الانشغال بقضيتي عصام الحضري وحسني عبدربه، وهتافات الجماهير ضد الحضري وحسن شحاتة، الى تساقط نجوم الفريق الواحد تلو الآخر في وقت صعب جدا، ففقد منتخب مصر قوامه الاساسي بغياب شادي محمد وابوتريكة ومتعب ومحمد زيدان، وحتى البديل محمد فضل الذي اصيب بخلع في الكتف، وقال زاهر ان المرحلة القادمة تحتاج الى حشد كل الجهود لمساندة المنتخب وتجاوز الموقف الصعب الذي وضع نفسه فيه بعد الخسارة امام مالاوي.
حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب ابدى غضبا كبيرا للتعليقات حول المباراة التي لم تلتمس للجهاز الفني العذر لغياب عدد كبير واساسي من لاعبي الفريق، حتى انه اضطر لاشراك عمرو زكي في الدقائق العشر الاخيرة، برغم اصابته فزادت عليه الاصابة، وقال شحاتة انه يعرف ان هناك كثيرين لا يريدون للجهاز الفني الحالي النجاح حتى لو كان ثمن ذلك عدم تحقيق الحلم المصري بالتأهل الى المونديال، وتلك مشاعر شاذة تتآمر على احلام المصريين ولن تثنينا عن مواصلة الجهد لتحقيق هذا الحلم.