القاهرة - سامي عبدالفتاح
البعض وصفها من البداية بأنها قمة «الانتقام والثأر» وأوصاف أخرى ملتهبة، وذلك عندما يلتقي فريقا الأهلي والزمالك بستاد القاهرة في بداية دوري دور الثمانية بدوري أبطال افريقيا، وأيا كانت الأوصاف، فهذه القمة الإفريقية تمثل ضربة البداية المهمة جدا للفريقين في بداية الموسم الكروي المحلي الطويل، الذي سيكون غير كل المواسم السابقة، خصوصا في نوعية العلاقة الخاصة بين الفريقين بعد الصراع المحموم على ضم نجوم جدد والتغييرات في شكل وملامح فريق الزمالك أو ما يسميه البعض (نيولوك) شديد الملامح وشديد الحيوية والإرادة والتحدي (نيولوك) يحمل عنوانا واضحا هو «بطولات بطولات».
ضربة البداية لهذا الموسم والتي تأتي بنكهة إفريقية، ستكون مختلفة أيضا في جنسياتها، فهي تختلف في الزمالك بعد سنوات من تعامل القلعة البيضاء مع المدارس الفرنسية والهولندية، والبرتغالي مانويل جوزيه يبدأ عامه الخامس مع الأهلي فيما يعود الألماني راينر هولمان مدرب الأهلي الأسبق إلى مصر، ولكن متحديا للأهلي ومدربه وجماهيره، وقائدا لفريق الزمالك ولاعبيه القدامى والجدد.
وفي اللقاء الإفريقي جنسيات أخرى، مثل الأنغوليين فلاڤيو وجيلبرتو والتونسي أنيس بوجلبان في الأهلي، والغاني فيكتور أغوغو في الزمالك، والذي يستهل مشواره مع ناديه والكرة المصرية، بهذه الموقعة الإفريقية النارية.
مواجهة السوبر
الترتيبات الأمنية للمباراة بقيادة اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن العاصمة ستكون على أشدها في مثل هذه اللقاءات (القممية) ولكن مع المزيد من اليقظة والتنظيم للمحافظة على الالتزام وعدم خروج الجماهير عن انضباطها، لأن هناك من يحقنها ويزيدها توترا، خصوصا أن هذه المواجهة الأولى بين الفريقين في ظل جولات التوتر بين الناديين في الفترة الأخيرة، وآخرها كانت قصة هاني سعيد.
وأيضا لأن مباراة الليلة ستكون عنوانا لمواجهة أخرى يوم الجمعة المقبل بين نفس الفريقين في السوبر المصري، وهي البطولة التي اعتاد الاتحاد المصري أن يستهل بها موسمه، وقد سرب رئيس الاتحاد سمير زاهر إنذارا إلى من يهمه الأمر، وجمهوري الناديين أنه سوف يلغي السوبر ولن يؤجله إذا جدت في مباراة الليلة ما لا تحمد عقباه وأي خروج عن الالتزام والروح الرياضية، رغم أن المواجهة الإفريقية لا علاقة للاتحاد المصري بها، وهذا مجرد إنذار، لأن الإلغاء يعني أن الاتحاد سوف يدفع شرطا جزائيا للشركة الراعية يفوق المليون جنيه.
مباريات أخرى
مواجهة الليلة ليست محل اهتمام جماهير الكرة المصرية، وأيضا العربية التي تهتم كثيرا بلقاءات القمة الكروية المصرية، ولكنها ستكون محل اهتمام ومراقبة نادي ديناموز هراري زيمبابوي وآسيك الإيفواري اللذين يشاركان الأهلي والزمالك المجموعة الأولى في دور الثمانية، ولأن ديناموز سيلاقي الزمالك في القاهرة، فيما يرحل الأهلي إلى آسيك في ابيدجان مع مطلع أغسطس المقبل.
وكانت مباراتا المجموعة الثانية قد أقيمتا مساء الليلة الماضية، حيث التقى كوتون سبورا الكاميروني مع مازيمبي الكونغولي والهلال السوداني مع إنيمبا النيجيري، ويصعد الأول والثاني من المجموعتين ليلعبا في المربع الذهبي للبطولة الإفريقية على طريقة «المقص» ومنه إلى النهائي واللقب الإفريقي الثمين، والمشاركة في مونديال الأندية والجوائر بالملايين.
لذلك فإن ضربة البداية اليوم لها أهمية كبيرة لكل الفرق المشاركة، وليس للأهلي والزمالك فقط، وياليت الجماهير تدرك هذه الحقيقة التائهة وسط هذه الأحداث، فالقطبان يمثلان الكرة المصرية ككل، وتأهلهما للدور قبل النهائي الإفريقي، سيكون مكسبا للكرة المصرية، أما الاستسلام لحالة الاحتقان والتربص المتبادل فإن نتيجته كارثة وخسارة كبيرة للفريقين معا خصوصا أن المباراة تحت المراقبة الشديدة من الاتحاد الإفريقي، والتوصيات صارمة لحكم اللقاء بإظهار العين الحمراء للاعبي الفريقين وجمهوري الناديين إذا لزم الأمر.
قمة جديدة
وهذه القمة الكروية المصرية الإفريقية الرابعة في تاريخ الناديين، سوف تشهد اختلافات عديدة عن لقاءات الفريقين حتى الموسم المحلي المنتهي، بداية من تغيير الجهاز الفني للزمالك، ليكون بقيادة الألماني هولمان ومعه طارق يحيى بدلا من الهولندي رود كرول ومحمد حلمي اللذين فازا بكأس مصر، بجانب العناصر الجديدة في صفوف الفريقين والتي دخلت القائمة الإفريقية، مثل قائد المنتخب أحمد حسن والحارس الفلسطيني رمزي صالح وظهير المنتخب سيد معوض وعودة نجم الدفاع وائل جمعة بعد موسم الإعارة مع السيلية القطري في قائمة الأهلي، أما قائمة الزمالك الإفريقية فضمت الغاني فيكتور أغوغو ونجم الزمالك العائد بعد غياب سنوات طويلة في الدوري التركي أيمن عبدالعزيز وربما ليبرو المنتخب وصاحب الأزمة الأخيرة هاني سعيد، ومقابل هؤلاء الجدد، هناك غائبون بالجملة زعيمهم النجم المعتزل حازم إمام، ومعه المستبعدون بشير التابعي وطارق السيد ومجدي عطوة وعمرو زكي من نجوم القلعة البيضاء، وفي الأهلي إسلام الشاطر لعدم القيد ومحمد أبوتريكة للإصابة والعلاج وعصام الحضري وربما عماد متعب الذي تتأرجح احتمالات مشاركته في المباراة قبل رحيله إلى بريستول الإنجليزي غدا.
بداية مبكرة
كما اختلفت استعدادات الفريقين للمباراة والموسم الجديد اختلافا جذريا فالأهلي عرف برنامجه من الدقيقة الأولى بعد انتهاء الموسم الماضي ببرنامج واضح ومحدد الزمان والمكان، وتم تنفيذه على أحسن ما يكون ما بين القاهرة والمعسكر الألماني، كما كان مانويل جوزيه مع لاعبيه في هذا المعسكر من الدقيقة الأولى حتى عاد معهم إلى القاهرة ليستكملوا برنامجهم المجدد بتركيز وسرية أيضا كما أن اللاعبين الجدد في صفوف الفريق، أخذوا جرعتهم الكافية من حيث الاندماج مع باقي زملائهم، ومن بداية برنامج الإعداد، وعرف كل واحد منهم دوره وطريقة لعب الفريق.
الزمالك المتأخر
وعلى العكس في الزمالك، فإن راينر هولمان جاء متأخرا جدا لتولي مهمة المدير الفني مع الفريق بعد إهدار عدة أسابيع من المفاوضات الفاشلة مع الإيطالي زاكاروني، وجاء هولمان ليعمل لأيام مع محمد حلمي الذي رحل غاضبا لعدة أسباب ليأتي طارق يحيى قبل أسبوع واحد من هذه المواجهة وتلكأ الزمالك كثيرا في تحديد مكان معسكر الإعداد الذي كان مقررا له أن يقام في فرنسا، إلا أنه تحول لمنطقة (6 أكتوبر) لعدم وجود مدير فني في ذلك الوقت، كما أن العناصر الجديدة للفريق انضمت متأخرة لتدريباته سواء كان أغوغو أو هاني سعيد أو أيمن عبدالعزيز.
نجوم الهجوم
وهناك فارق فني مهم جدا بين الفريقين ونعني به القوة الهجومية الضاربة في الفريقين وحملة لواء التهديف فيها.
فإذا كانت هناك احتمالات متأرجحة حول اشتراك هداف الأهلي عماد متعب، فإن الزمالك سيفقد بشكل مؤكد جهود هدافه عمرو زكي، لكن الأهلي لديه نخبة من المهاجمين والهدافين مثل فلاڤيو وأحمد بلال وبركات وأحمد حسن وأسامة حسني، وبالتالي لن يتأثر كثيرا إذا لم يلعب متعب، بينما الأمر مختلف بالنسبة لعمرو زكي الذي يمثل الركن الأساسي في هجوم الزمالك واهدافه، ليبرز السؤال هل أغوغو سيعوض غياب هداف الزمالك الأول، ومن أول مباراة له مع فريقه الجديد وزملائه الجدد؟
كل هذه الاختلافات التي استعرضناها قد تذوب في لحظة، بل من المتوقع أن يتسم اللقاء بالندية وروح التحدي من الفريقين، لأن الألماني راينر هولمان يملك من الخبرة وقوة الشخصية ما سينعكس على لاعبيه في الملعب، بعد أن أصبح الفريق أكثر حيوية وشبابا، وسيكون نصب أعين نجوم الزمالك ضرورة الفوز واستغلال الفرصة الذهبية لتحقيق ضربة بداية ناجحة، استنادا إلى غياب اثنين من «سحرة» الأهلي هما محمد أبوتريكة نجم لقاءات القمة والحارس عصام الحضري الذي يلعب الآن في سويسرا رغم أنف الأهلاوية.
طريقة واحدة
الفريقان سيلعبان بطريقة واحدة حسب متابعة التدريبات الأخيرة لهما، برغم محاولات التمويه من جوزيه وهولمان، وهي طريقة 3/5/2 مع اختلافات جوهرية في التطبيق، إذ سيلعب الأهلي برأس حربة، على عكس الزمالك الذي سيلعب برأس حربة واحد لتكثيف عدد لاعبيه في منطقة المناورات، كما أن هناك ليبرو صريحا في دفاع الزمالك، على العكس من الأهلي الذي يتبع أسلوب المبادلة لهذا المركز بين مدافعيه الثلاثة.
من ناحية أخرى أكد محمد عبدالمنصف حارس مرمى فريق الكرة بالزمالك أنه جاهز تماما للقاء القمة الإفريقي الذي سيخوضه اليوم أمام غريمه التقليدي الأهلي، وأنه يعلم مدى أهمية هذا اللقاء عند جماهير ناديه، حيث تعد بالنسبة لهم بطولة خاصة.
وأشار عبدالمنصف إلى أنه سيدافع عن العرين الأبيض بكل قوة وتركيز وأن زملاءه بالفريق تعاهدوا جميعا على أن يكونوا على قلب رجل واحد وأن يخرج كل لاعب جميع طاقاته لتحقيق الفوز بالمباراة الذي سيكون حافزا قويا للقاء الثاني الذي سيجمع الزمالك مع الأهلي بعد أسبوع في بطولة كأس السوبر المصري.
كما أكد عبدالمنصف أن الصفقات الجديدة التي أبرمتها إدارة النادي أخيرا سيكون لها دور مهم في حسم اللقاء لصالح الزمالك، لاسيما المهاجم الغاني القوي أغوغو ودينامو الفريق أيمن عبدالعزيز.
وأضاف أنه لايخشى مهاجمي الأهلي ولا يهمه كثيرا من سيشارك من المهاجمين بالفريق الأحمر في هذا اللقاء، وإنما الذي يركز فيه الآن هو الحرص الشديد لجعل شباكه نظيفة طوال زمن المباراة.
أمير لا يخشى أغوغو
في المقابل أكد أمير عبدالحميد حارس مرمى الأهلي أن الموسم الجديد سيشهد ميلاده الحقيقي مع القافلة الحمراء لا سيما بعد أن أصبح الحارس الأول للفريق، وأن الاضطرابات التي حدثت في مستواه الفني والبدني في بعض فترات الموسم الماضي كانت سببها الإصابات التي طاردته خلال هذه الفترة فضلا عن الضغط العصبي والنفسي الذي تعرض له أخيرا.
وأشار عبدالحميد إلى أنه لا يخشى أي مهاجم بالفريق الأبيض خصوصا الثنائي أغوغو وجمال حمزة وأنه لن يسمح لأي مهاجم مهما كانت قوته البدنية والمهارية أن يعرقل مسيرته الجديدة مع الأهلي، وأنه قادر على حماية العرين الأحمر من أي هجمات تستهدف شباكه، مؤكدا أن لديه عوامل كثيرة أخرى ستجعل شباك الأهلي نظيفة طوال زمن اللقاء، يأتي في مقدمتها أن الفريق يمتلك خط دفاع قويا قادرا على إفساد الهجمات الزملكاوية بالإضافة إلي تلاحم وتضافر باقي الخطوط بالفريق الذين ازدادوا قوة وصلابة بعد أن تم تدعيم صفوفه بمجموعة من لاعبين متميزين في جميع المراكز، وأن هولاء اللاعبين سيكون لهم دور مهم ومؤثر في تغيير شكل وأداء الفريق خلال المرحلة المقبلة، نظرا لامتلاكهم مهارات فنية عالية وخبرة كبيرة في فنون كرة القدم.
عباس يناشد الجماهير
ناشد ممدوح عباس رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك جماهير القلعة البيضاء الوقوف خلف فريقها ومؤازته في مباراة القمة المقبلة أمام الأهلي في أولى مباريات دور الثمانية لبطولة دوري أبطال افريقيا، وأكد عباس أنه يعلم جيدا أن جماهير النادي تقف دائما خلف فريقها ولا تتخلى عنه ولو للحظة واحدة، وتسانده في أصعب الأوقات، ولذلك فهو واثق أنها دائما ستحرص على مؤازرة الفريق بقوة في اللقاء المصيري أمام الأهلي.
وأشار عباس إلى أنه يتمنى أن يرى ملعب ستاد القاهرة ممتلئا عن آخره بجماهير الزمالك، وأنه على ثقة بأن الجماهير الوفية لن تخذله وستساند فريقها ليحقق الفوز في تلك المباراة التي لابد من الفوز بها لحصد أول ثلاث نقاط تضمن للفريق تصدر المجموعة الافريقية مبكرا.