القاهرة – سامي عبدالفتاح
غادرت بعثة الفريق الأول لكرة القدم في نادي الزمالك القاهرة متوجهة إلى أبيدجان لملاقاة فريق آسيك ابيدجان بطل ساحل العاج في الجولة الرابعة من الدور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال افريقيا المقررة إقامتها في 6:30 مساء الأحد المقبل بتوقيت القاهرة، حيث تصل الطائرة إلى العاصمة الكينية نيروبي في الواحدة من ظهر اليوم تبقى بها عشر 10 ساعات ترانزيت قبل أن تستقل طائرة أخرى من كينيا إلى أبيدجان لتصلها في ساعة مبكرة من صباح غد الخميس.
وكان الجهاز الفني للزمالك بقيادة الألماني راينر هولمان قد قرر أن يؤدى الفريق تدريبه في الـ 9 من صباح أمس بملعب نادي الصيد بالدقي خصوصا أن الملعب أرضيته «تارتان» ومشابهة إلى حد كبير لملعب فريق آسيك أبيدجان والذي سيقام عليه اللقاء حتى يعتاد اللاعبون على النجيل الصناعى قبل هذه المواجهة المرتقبة.
من ناحية أخرى غادر هولمان القاهرة مساء أمس متوجها إلى ألمانيا في إجازة قصيرة على أن يلحق بالفريق في ساحل العاج غدا ثم يغادر بعد المباراة مباشرة إلى المانيا مرة أخرى لاستكمال إجازته التي ستستمر لمدة 3 أيام ويعود بعدها للقاهرة خصوصا أن الدوري المصري سيتوقف فترة طويلة.
من جهته استأنف الفريق الأول لكرة القدم في النادي الأهلي تدريباته في الـ7 مساء أمس استعدادا لمباراة ديناموز هراري في زيمبابوي التي من المقرر أن تقام السبت المقبل في هراري في إطار الجولة الرابعة من ربع نهائي دوري رابطة أبطال أفريقيا، في حين أدت المجموعة الأساسية التي شاركت في مباراة المقاولون مرانا خفيفا بعدما رفض الجهاز الفني حصولهم على راحة نظرا لضيق الوقت، أما المجموعة التي لم تشارك في المباراة فقد أدت مرانها بشكل طبيعي.
وسعى الجهاز الفني خلال مباراته الودية مع فريق الاتفاق السعودي الى تجهيز البدلاء والبعيدين عن المباريات منذ فترة طويلة كما يتوقع مشاركة الثلاثي وائل جمعة وحسام عاشور وأسامة حسنى الذين غابوا امام المقاولون لأسباب مختلفة.
وكانت بعض التقارير الصحافية قد أشارت إلى وجود بعض الإضرابات داخل نادي ديناموز بسبب صراعات بين مجلسي إدارة النادي الحالي والسابق كما أكدت التقارير أن هناك خطورة على لاعبي الأهلي في ظل هذه الظروف.
ونفى القنصل المصري في زيمبابوي في اتصال مع المدرب العام والقائم بأعمال الكرة في الاهلي حسام البدري هذه التقارير وأكد أنها ليس لها أساس من الصحة وأن هذه الإضرابات ما هي إلا بعض المشاكل الإدارية، وشدد القنصل على أن السفارة المصرية اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لبعثة الأهلي حتى يتفرغ الجهاز الفني واللاعبون لتلك المباراة المهمة.
ارتياح لقرار مبارك
من جانب آخر عم الارتياح الأوساط الرياضية والإعلامية لقرار الرئيس مبارك تشكيل لجنة تقصي حقائق في أسباب تدني نتائج بعثة مصر في اولمبياد بكين التي لم تحصد سوى ميدالية برونزية يتيمة للبطل هشام مصباح في الجودو، وهي اللجنة التي يرأسها د.مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، وهو قرار يعني بالضرورة أن الدولة لا تريد أن يفلت الفاشلون في الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية بفشلهم، ليذهب طي النسيان ويتلاشى مع الهموم المصرية اليومية، ويعني أيضا كشف هؤلاء المقصرين أمام الرأي العام والإعلام قبل الانتخابات المرتقبة للاتحادات الرياضية خلال الشهرين المقبلين ووفق اللوائح الجديدة التي وضعها رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر وكانت مثار جدال وصدام شديدين خلال الشهور الماضية مع أبرز المسؤولين في الاتحادات واللجنة، حتى إنهم نسوا أمر إعداد فرقهم للألعاب الأولمبية، حتى وصل الامر ببعضهم إلى إحراج الحكومة المصرية والتقدم بشكاوى إلى الاتحادات الدولية واللجنة الأولمبية الدولية بأن هناك تدخلا حكوميا في عمل الاتحادات ونظمها ولوائحها وانتخاباتها.
قرار تشكيل لجنة تقصي الحقائق من مبارك ورئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف جاء في توقيت مدروس، رغم مشاكل الحكومة واحتراق مجلس الشورى وقرب بدء العام الدراسي وتوفير احتياجات شهر رمضان وثورة المعلمين.. وهي لجنة تحقيق تذكرنا بموقف مبارك من الذين تسببوا في الإساءة لمصر عندما تقدمت بملفها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لاستضافة بطولة كأس العالم 2010 التي فازت بتنظيمها جنوب أفريقيا، وحصل الملف المصري على «صفر» تاريخي وشهير، نتج عنه إقصاء شخصيات عديدة عن العمل الرياضي المصري واستبعد معها علي الدين هلال من منصبه كوزير للشباب والرياضة.
وجاء التوقيت مناسبا لأن البديل كان في لجنة الشباب بمجلس الشعب، أو في مجلس الشعب نفسه لمحاسبة المقصرين وتحديد أسباب هذا الفشل الأولمبي.. ولكن المجلس في إجازة برلمانية، سينسى معها الشارع المصري كل ما حدث في بكين وقبلها وبعدها.. ليفاجأ الشارع الرياضي بأن نفس الشخصيات التي كانت سببا رئيسيا في هذا الفشل تسيطر على الاتحادات الرياضية 4 سنوات أخرى استعدادا لفشل أولمبي جديد في دورة لندن 2012، ولو بالتحايل على اللوائح الموضوعة، والتي تتضمن شرط المنع لمن أمضى دورتين (8 سنوات) مع اتحاده لأن هؤلاء سيضعون أيديهم على الاتحادات.
محاسبة المقصرين
لذلك أسرع نظيف بمشورة رئيس المجلس القومي حسن صقر لتحريك القضية لدى مبارك ليصدر قرارا بالتحقيق، والذي نص على التحقيق في أسباب تدني مستوى الأداء لمعظم اللاعبين والفرق في مختلف اللعبات وتحديد أوجه القصور ومحاسبة المقصرين.
وإن كان لا يدري أحد كيف ستتم محاسبة المقصرين خصوصا إذا لم يتعلق الأمر بمخالفات مالية تضع مرتكبيها تحت المسؤولية الجنائية، فإن المتوقع أن تصل لجنة «شهاب» إلى إدانات صريحة لبعض الاتحادات بالفشل في إدارة اللعبة وإعداد فرقها، وهذه الإدانات ستكون قوية بغرض إنهاء دور المسؤولين الكبار في هذه الاتحادات، خصوصا التي أخذت موقفا معارضا للوائح الأخيرة وم.حسن صقر، وعلى رأسها اتحاد اليد ورئيسه د.حسن مصطفى، واتحاد الكرة الطائرة ورئيسه د.عمرو علواني واتحاد الجمباز ورئيسه د.وجدي أبو المعاطي.
وليس خافيا ان صقر توعد رئيس الاتحادين الدولي والمصري لكرة اليد حسن مصطفى بالمحاسبة والعقاب بعد صدامهما في منصة الملعب قبل مباراة مصر وألمانيا في بكين، وقال له بالحرف الواحد «حسابنا في مصر» ويبدو أنه قد حان وقت الحساب والعقاب.
ويبدو أيضا أن خريطة المسؤولين في الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية خلال الانتخابات المقبلة ستتغير كثيرا، وستكون أكثر انتماء والتزاما بالتعليمات الحكومية.. خصوصا بعد أن خسرت مصر البطل الذهبي كرم جابر ومكانة منتخب كرة اليد والبطلة نهلة رمضان.
الحساب والعقاب
لجنة الحساب والعقاب التي يرأسها د.مفيد شهاب، وخبير القانون الدولي، تضم نخبة من الخبراء المتفاهمين جدا مع الحكومة، ومن أصحاب الخبرة في الإدارة الرياضية، وهم مدحت البلتاجي رئيس الإدارة التنفيذية في المجلس القومي للرياضة، ود.لطفي قليني رئيس الرياضة السابق ود.صبحي حسنين عميد كلية التربية الرياضية السابق والمستشار محمد الدكروري رئيس اتحاد المصارعة السابق وم.حسين صبور رئيس نادي الصيد وعصام عبد المنعم رئيس رابطة النقاد الرياضيين.. وستعمل اللجنة بأقصى طاقتها لإعداد تقريرها وتوصياتها واتهاماتها، وترفعها إلى د.نظيف ومنه إلى مبارك تمهيدا لإجراء عملية التطهير المنتظرة.