ناصر العنزي
تتسابق الاندية لخوض الانتخابات المقررة في 23 الجاري وتعتمد الانتخابات على عدة ركائز باستطاعتها ان تأخذ بيد القوائم الى الفوز واهمها «التكتيك» في اختيار المرشحين القادرين على استقطاب الاصوات لمصلحة قائمتهم، ويساندهم في ذلك المناديب اصحاب الخبرة والادارة الحكيمة لمثل هذه الانتخابات التي تتطلب «نفسا» طويلا وعلاقات واسعة لا تخلو من الحيل المشروعة في مثل هذه الامور.
كما ان المرشح نفسه يفرض حضوره في الساحة على الناخب لعمله اولا ثم لطبيعة شخصيته المعروفة في علم النفس بـ «الكاريزما»، وهي نعمة من الله على الانسان تمنح صاحبها حب الآخرين وارتياحهم لحديثه وحضوره.
ولعل الشهيد فهد الاحمد ابرز هؤلاء لقدرته على لفت انتباه المنافسين قبل المؤيدين وبراعته في الحديث، ويصفه الصحافيون في تلك الايام بأن كلمته «مانشيت» ومن الشخصيات التي اثرت في الحضور والمكان ايضا المخضرم عبدالعزيز المخلد وعبدالمحسن الفارس والمرحوم باذن الله يوسف المشاري وسليمان العدساني والنائب محمد الصقر عندما كان رئيسا لنادي الكويت والمرحوم باذن الله الشيخ سالم الفهد ونايف الجابر واحمد عبدالصمد وعماد الغربللي والشيخ خالد اليوسف، وقد لعب هؤلاء دورا كبيرا في فوز القوائم التي ينتمون اليها خلال الحقب الماضية من الانتخابات.
وفي التسعينيات من القرن الماضي، برز الشيخ احمد الفهد بقوة، وكان نجم الساحة المحلية والخليجية، اذ جاء امتدادا لوالده الشهيد في الشخصية والحضور، وكان لاعبا اساسيا في معظم انتخابات الاندية، واستطاع ان يحافظ على كرسي الرئاسة لاتحاد كرة القدم حوالي 13 عاما متتالية.
وابرز الشخصيات «الكاريزمية» في الاندية حاليا هو الشيخ طلال الفهد رئيس نادي القادسية الذي تألق اسمه منذ ان اطاح بالحرس القديم في انتخابات يوليو 1997 وخاض معركة شرسة في دورة عام 2000 ضد المخلد والفارس وخرج فائزا بالنتيجة الشهيرة 11 – 0، وحقق انجازات كبيرة لناديه خصوصا في كرة القدم، واستطاع ان «يتكتك» الانتخابات لمصلحة قائمته «الجميع»، واصبح من الصعب اختراقها من المنافسين وتصفه جماهير نادي القادسية بأنه «الاب الروحي» لانتصارات «القلعة الصفراء».
وفي انتخابات اكتوبر 2002 بنادي الكويت، نجح النائب مرزوق الغانم في اول دخول له في الانتخابات في الفوز على القائمة المنافسة والتي تضم اسماء مخضرمة في «البيت الابيض»، واستطاع ان يقود النادي الى الكثير من النجاحات وابرزها فوز فريق الكرة بلقب الدوري الممتاز 3 مرات على التوالي، وبرز اسمه بقوة خلال السنوات الماضية، واستطاع ان يقفز بناديه قفزات واسعة في معظم الالعاب وترأس بصفته نائبا في البرلمان المطالب بتغيير نظم الرياضة المعروفة بقوانين الاصلاح الرياضي.
نسبة التغيير 1%
تشير التوقعات الى ان نسبة التغيير في الانتخابات المقبلة لن تتعدى الـ 1%، بعدما احكمت الادارات الحالية قبضتها على مقاعدها، ويتوقع ان تحافظ قائمة الجميع في القادسية برئاسة الفهد على فوزها للدورة الخامسة على التوالي، وفي العربي سيكون التنافس بين قائمتي جمال الكاظمي وابراهيم الشهاب، وترجح الكفة فوز الاول، لكن يمكن اختراقها ببعض الاسماء من قائمة الشهاب، وفي كاظمة فإن الوضع هادئ لمصلحة قائمة المجلس الحالي برئاسة اسعد البنوان، وفي الكويت فقد حسم الامر لمجلس الادارة الحالي برئاسة عبدالعزيز المرزوق، وفي السالمية فسيكون الصراع قائما بين قائمة الشيخ خالد اليوسف وقائمة عبدالله الطريجي، ويتوقع فوز القائمة الاولى، الا انها ستواجه صعوبة في ذلك.
ويتوقع ان تكون انتخابات نادي الجهراء هي الاقوى على مستوى القوائم ومن الصعب التكهن بنتيجتها ومثلها قد يحدث في الساحل، في حين ان انتخابات اندية التضامن وخيطان والنصر والصليبخات والفحيحيل والشباب واليرموك لن تخرج على المألوف، اذ ان قوائم الادارات الحالية هي الاقرب للفوز والتجديد لدورة اخرى.
ولا تختلف انتخابات الاندية كثيرا عن اي تجمعات اخرى، فهي تعتمد على تسجيل القوائم لاعضاء الجمعية العمومية وقدرتها على احضار المؤيدين لها للتصويت ولكل ناد «خصوصيته»، فأندية المقدمة مثل القادسية والكويت وكاظمة والعربي تضم مزيجا من الاسماء ذات الصفة «العائلية»، في حين ان نادي السالمية مثلا يطلق عليه «نادي الشيوخ» بعدما تعاقب على رئاسته عدد من ابناء الاسرة الحاكمة ومنهم الشيخ علي صباح السالم والشيخ محمد اليوسف والشيخ سالم الفهد والشيخ خالد اليوسف، وتحضر «القبلية» وبشكل واضح في بعض الاندية ومنها التضامن والجهراء والساحل والنصر والفحيحيل، اذ تعتمد عليها القوائم المتنافسة في الوصول الى مقاعد مجلس الادارة، وانفرد اليرموك بانضمامه تحت لواء جزيرة فيلكا مقره الاول، وتعاقب على دوراته عدد من «الفيلكاوية» اصحاب النصيب الاكبر من اعضاء مجلس الادارة والجمعية العمومية.