حامد العمران
اثير الكثير من التساؤلات بعد اعلان لجنة التدريب في اتحاد كرة اليد اسماء اللاعبين المختارين للمنتخب الاول الذي سيبدأ استعداداته اول من ديسمبر المقبل للمشاركة في بطولة كأس العالم المقررة في كرواتيا من 16 الى 31 يناير المقبل.
ومن خلال الاسماء الـ 22 المعلنة، لوحظ استبعاد عدد من اللاعبين المخضرمين بسبب الاصابة او كبر السن، وابرز المستبعدين كابتن الازرق صلاح انس وعلي مراد والجناح الايمن علي المذن وصانع الالعاب هيثم الرشيدي مع غياب اسماء برزت في الموسم الماضي مثل الشقيقين علي وعبدالله الحداد بالاضافة الى غياب لاعب الدائرة سعد العازمي الموقوف دوليا.
واذا استعرضنا التشكيلة المختارة، نجد ان اغلبها من اللاعبين الشباب مثل محمد الغربللي ومشاري طه ومهدي عبدالحليم ومحمد متعب وعبدالعزيز التراك وصالح الجيماز ومشاري العتيبي، ما يعني ان اللاعبين الشباب يشكلون 40% من التشكيلة، وهذا ما يجعلنا نستشف ان المدرب البحريني نبيل طه اعتمد في اختياره على العطاء في الملعب ولم يعر الاسماء اي اهتمام، بالاضافة الى مواصلة الاتحاد تطبيق سياسة الزج باللاعبين الشباب من اجل كسب الخبرة التي تفيد اللاعبين والمنتخب في البطولات القارية، وهي الاهم في الوقت الراهن والمؤهلة الى المونديال، لاسيما ان الازرق متربع على القمة الآسيوية ونأمل ان يواصل منتخبنا المحافظة على هذه القمة، وهو لا يتحقق الا بوضع خطة مدروسة ونظرة مستقبلية تضمن وصول اللاعبين الشباب الى قمة مستواهم الفني خلال وقت قصير مع وجود بعض لاعبي الخبرة والقياديين في الملعب، وهذه «الخلطة السرية» التي يتبعها الاتحاد في الاعوام الماضية ضمنت للازرق المحافظة على انجازاته الآسيوية.
لن نطلب المستحيل
وقبل ان نغوص في التشكيلة المختارة، لابد ان نكون واقعيين، ويجب علينا كنقاد ومحبين ليد الازرق الا نطلب المستحيل من لاعبينا في المونديال، لاسيما ان الاعداد لبطولة العالم لا يتجاوز الـ 40 يوما، وهذه المدة غير كافية على الاطلاق لمنتخب يستعد لمواجهة افضل منتخبات العالم، ورغم ان الكويت تعتبر من الدول الغنية في العالم، الا انه للاسف ينقصنا الادراك لمعنى وأهمية الرياضة، لذلك تجد بعض المسؤولين يتعمدون وضع العراقيل امام منتخبنا حتى يتعثر على ان ينعكس ذلك سلبا على اعضاء الاتحاد حتى يتسنى لبعض هؤلاء المسؤولين الوصول الى الاتحاد الناجح لقطف ثمار ما حققه في السنوات الماضية، على امل ان ينسب هذا النجاح لهم بعد فشلهم الذريع من خلال مواقعهم الحالية.
مجموعة صعبة
وقد ادخلت القرعة منتخبنا في المجموعة الثانية التي تضم كرواتيا (صاحب الضيافة وابطال العالم) واسبانيا والسويد صاحبة السمعة الجيدة واحدى مدارس اللعبة وكوريا الجنوبية بطلة آسيا التي تستعد منذ اعلان تأهلها الى المونديال وكوبا.
ومن خلال استعراض المنتخبات في المجموعة، نجد ان مهمة الازرق انتحارية ولا يمكننا ان نطالب شباب الكويت بتحقيق انجاز غير مسبوق في التأهل الى الدور الثاني، لكننا بالتأكيد نأمل ان يظهر الازرق بمستوى جيد وان يخرج من المباريات بأقل الخسائر مع مطالبتنا بالتغلب على الكوريين الذين يتفوقون علينا بالاعداد ومقارعة منتخب كوبا، وان كانت كفة البنية الجسمانية والمهارة تميل باتجاه الكوبيين.
ولعل ابرز المفاجآت بعد اعلان التشكيلة عدم اختيار الحارس الدولي يوسف الفضلي صاحب اكثر مشاركة للاعب كويتي في كأس العالم بسبب الاصابة، ما دفع بالمدرب طه الى اختيار حارسي الشباب عبدالحليم ومتعب مع اعادة ضم الحارس احمد الفرحان الذي قدم مستوى لافتا في الموسم الماضي، اضافة الى الحارس المتألق دائما حمد الرشيدي ووجود هؤلاء الحراس الاربعة سيفضي الى منافسة كبيرة من اجل نيل شرف تمثيل الازرق في المونديال، ومن الصعب التكهن بمن سيحمي العرين لتقارب مستوى الرباعي.
ونجد ان مركز الساعد الايسر يضم 5 لاعبين وهذا المركز «ما يخوف» لوجود لاعبين اكفاء وهم سويلم وربيع وواصل ويالوس والغربللي والمنافسة ستكون على اشدها في هذا المركز، وان كان ربيع يعتمد عليه في الشق الدفاعي، لكن هذا لا يعني انه سيهمل الجانب الهجومي لأن المدرب طه معروف عنه انه يفضل اللاعب المتكامل بغض النظر عن اسمه، وهذا يؤكد ان اصحاب هذا المركز سيبذلون قصارى جهدهم مما يرتد ايجابا على مستوى اللاعبين انفسهم وينسحب ايضا على المنتخب.
اما مركز الجناح الايسر فيضم 4 لاعبين هم الزعابي والشطي والعتيبي وعبدالله احمد، ومستواهم متقارب، وجميعهم يمتازون بتنفيذ الهجوم المرتد الذي سيكون له دور في خطة الجهاز الفني لتعويض الفارق الجسماني مع المنتخبات الاوروبية، فيما وقع الاختيار على 3 لاعبين في مركز صانع الالعاب وهم القلاف والجيماز ولاعب منتخب الشباب مشاري طه، والثلاثي مستواهم مطمئن، فيما تثير الجهة اليمنى القلق لوجود 4 لاعبين فقط يلعبون باليد اليسرى وهم الشقيقان صيوان وصنقور والتراك، وهذا يعني انه من الممكن ان يكون مشاري طه اللاعب الخامس، وقد يستعين المدرب بأصحاب اليد اليمنى وتدريبهم على مركز الساعد الايمن تحسبا لأي طارئ.
وفي مركز الدائرة يتواجد لاعبان هما عبدالله الذياب وسامح الهاجري وايضا قد يستعين المدرب بفهد ربيع الذي سبق ان لعب في هذا المركز الى جانب فيصل صيوان.
الملاحظ من التشكيلة ان المدرب يثق بلاعبيه الشباب الذين احرز معهم بطولة آسيا في اغسطس الماضي، ومن يجيد قراءة ما بين السطور فنيا يتبين له ان طه سيحاول الاعتماد على السرعة في الاداء لتعويض الامور الفنية الاخرى، وايضا قصر فترة الاعداد دفع بالمدرب الى اختيار عناصر معينة تستطيع ان تتجاوب بسرعة مع خطة الاعداد السريعة.
اخيرا وبما ان الاعداد سيبدأ في اول نوفمبر المقبل وسينطلق الدوري في نهاية الشهر الجاري، فإن باب الاختيار لايزال مفتوحا، ومن يبرز في الاسابيع الخمسة الاولى من الدوري قد يجد نفسه في تشكيلة الازرق، ويجب على الجهاز الفني ولجنة التدريب التركيز اكثر في متابعة لاعب القادسية علي الحداد صاحب اليد اليسرى الذي يحتاج المنتخب الى جهوده اذا ما ظهر بمستوى جيد لتعويض النقص في مركز الساعد الايمن، وايضا خلق منافسة قوية في هذه الجهة، لأن حسين صيوان عائد من الاصابة التي قد تؤثر في ادائه خلال الفترة المقبلة.