عبدالله العنزي
مع انتهاء المهلة التي حددها الاتحاد الدولي لكرة (فيفا) اليوم لمجتمع كرة القدم في الكويت الاندية واللجنة الانتقالية المكلفة بإدارة شؤون اتحاد الكرة بصفة رسمية وبشكل مبطن الى الحكومة ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بشأن اجراء انتخابات اتحاد الكرة من 5 اعضاء وفق ما ينص عليه النظام الاساسي الجديد لاتحاد الكرة الذي اقر في 26 نوفمبر الماضي الذي يقضي بأن ينتخب اتحاد الكرة من 5 اعضاء: رئيس ونائبه و3 اعضاء، وهو المخالف لما جاء في القانون 5/2007 الذي أقره مجلس الأمة الذي يعطي الحق لجميع الاندية ان يكون لها ممثل في الاتحاد.
المراسلات بين الكويت وزيوريخ «مقر الاتحاد الدولي» كانت طوال فترة الازمة مفتوحة واخذت اكثر من شكل بدءا من الكتب الصادرة والواردة مرورا بزيارة وفد من الجمعية العمومية لاتحاد الكرة سويسرا للقاء ممثلي «فيفا» وانتهاء بالاتصالات المباشرة واللقاءات بين ممثلي الحكومة الكويتية كوزير الشؤون الاجتماعية والعمل بدر الدويلة مع رئيس «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر، وذلك على هامش افتتاح اولمبياد بكين في اغسطس الماضي، الامر الذي نتجت عنه الموافقة على تمديد مهلة اجراء الانتخابات لمدة شهر «لا تسمن ولا تغني من جوع» من 15 سبتمبر الماضي الى اليوم «قبل 5 ايام من بدء دور الانعقاد الجديد لمجلس الامة 21 الجاري».
وتتجه النية لدى الحكومة والنواب الى تعديل قانون 5/2007 بما يتماشى مع ما يطالب به «فيفا» فيما يتعلق بعدد اعضاء الاتحاد.
الشارع منقسم
الهدوء الكبير الذي يسبق العاصفة القادمة من زيوريخ قسم الشارع الرياضي الى شطرين ما بين متفائل بوصول الاخبار السارة اثر اللقاء الذي جمع خلال اجازة عيد الفطر بين مسؤول حكومي كبير وبلاتر، كذلك لغة التفاؤل المصحوبة بالحذر على لسان رئيس اللجنة الاولمبية الشيخ احمد الفهد بشأن الموافقة على تمديد المهلة خلال استقباله نائب الرئيس الايراني لشؤون الرياضة محمد علي ابادي، والفهد وما يمثله من ثقل رياضي كبير في العالم بإمكانه توجيه خط سير القضية لمصلحة الكويت.
وبين متشائم يرى كتاب الايقاف والعقوبات اقرب من اي شيء آخر كما حدث في 29 اكتوبر الماضي عندما عوقبت الكويت بالحرمان من المشاركة في اي نشاط يقع تحت المظلة الدولية، بل ان «فيفا» حذر اي اتحاد في اي دولــــة من التعاون مع الكويت حتى ولـــو بشكـــل ودي.
طرق معاقبتنا من قبل «فيفا» غير معلومة للشارع الرياضي لان التهديد شديد اللهجة الذي حملته الكتب القادمة من «فيفا» يثير القلق وقد يصل الامر الى تجميد عضوية الكويت في «فيفا» من قبل المكتب التنفيذي للاتحادات الوطنية الذي من المقرر ان يجتمع في 23 و24 الجاري وهو الجهة المخولة بفرض عقوبات بجميع أنواعها على الاتحادات الوطنية، وسيكون «فيفا» رؤوفا بنا اذا ما قرر معاقبتنا بشكل مؤقت «اي لحين انتخاب اتحاد من 5 اعضاء» هذا اذا ما جاءت «البشارة» بتأجيل الانتخابات ويستحق عندها صاحب البشارة وزنه ذهبا.
والقلق الكبير الذي يسيطر على الجمهور الرياضي هو عدم مشاهدة الازرق خلال كأس الخليج المقررة في 7 يناير المقبل بالعاصمة العمانية مسقط وهو الذي لم يغب عن البطولة منذ النسخة الاولى في البحرين عام 1970 الامر الذي دفع بالفهد الى رمي الكرة بمعلب مجلس الامة من اجل المشاركة في البطولة مطالبا بتعديل القوانين بأسرع وقت ممكن.
عواقب ازمتنا مع «فيفا» ضربت بقوة في كيان اتحاد العديلية الذي بدا مكتوف الايدي امام القضية خصوصا فيما يتعلق بالقرارات المصيرية التي ينتظرها الجمهور الرياضي بفارغ الصبر، فمصير مدرب الازرق لايزال مجهولا على الرغم من ان هناك اقل من شهرين على استحقاقات المنتخب، فبقية المنتخبات المشاركة في كأس الخليج «عمان والعراق واليمن غير المتأهلة للــدور الحاســـم من تصفيات كـــاس العالم» بــدأت اعدادهـــا للبطولـــة مبكــرا.
اما المنتخبات الاخرى «السعودية والبحرين والامارات وقطر» فانها تشارك في التصفيات اي انها مستعدة منذ فترة اطول، اما ازرقنا فانه سيلعب اولى مباراياته الاعدادية لكأس الخليج «اذا لم يتم ايقافنا» في منتصف نوفمبر اي قبل 40 يوما فقط من انطلاق البطولة اي ان الجماهير مدعوة للحسرة مرة اخرى.
تأجيج الخلافات
الازمة الكروية ايضا اججت الخلافات بين فريقي الصراع: التكتل والمعايير مما اثر على تحركات سير القضية على طول خط الرحلة على الرغم من علم الطرفين انهم اكثر من سيتكبد الخسائر في النهاية لان اي عقوبات منتظرة ستحرم القادسية «التكتل» والكويت والعربي «المعايير» من اللعب في دوري ابطال العرب نهاية الشهر الجاري كما حدث مع العربي في مشاركته بالنسخة الاخيرة من البطولة العام الماضي عندما اعتبره الاتحاد العربي للعبة خاسرا ايابا من فريق اتحاد العاصمة الجزائري 0-3 على الرغم من تفوقه في مباراة الذهاب 3-2.
الهدوء الذي يسبق العاصفة يعطي نذير شؤم في بعض الاحيان، واحيانا تتحول العاصفة الى «بشارة» مفرحة وتحقق انتصارا غائبا للكرة الكويتية ولكن هذه المرة على الورق، وانتهاء المهلة التي حددها «فيفا» لإجراء الانتخابات اليـــوم تفتح العديد من الاحتمالات على مستقبل كرتنا ولعل اعلان عودة الفهد الى رئاسة اتحاد الكرة هي «بشارة» اولى للموافقـــة على التمديد لما يملكه الفهــد من علاقات واسعة النطاق تتيـــح لنا بالتفاؤل واذا ما جرى عكس ذلك وتم ايقافنا فسيضيع دم الضحيـــة بين التكتـــل والمعاييـــر ومجلـــس الامــة وبلاتــر.